التسوق الواعي أو التسوق الذكي و نقيضه التسوق و الشراء القهري و هذا الأخير هو الشراء المنفلت أو إدمان الشراء , من منا لم يذهب للتسوق حاملا معه قائمة تحوي كل ما يحتاجه من مقتنيات , و لما يصل إلى الوجهة المطلوبة أو المراكز التجارية يحدث شيء ما يشبه الإنفلات و نشتري أشياء هي غالبا ليست مقيدة على قائمة المشتريات و غالبا هي ليست ضرورية مما يسبب خللا في الميزانية الخاصة بنا. و حتىو إن أنعم الله علينا بالمال الوفير و لنا ميزانية ضخمة فالتفكير في تنظيم النفاقات و حدّ من التبذير و الشراء فقط من أجل الشراء أمر حثّ عليه الشّارع سبحانه و تعالى.
فكيف أجعل سلطاني في التسوق أقوى من سلطان الإغراء ؟
1-التخطيط المسبق للمشتريات مهما كان حجمها :يمكننا أن نجعل هذا التخطيط على أقسام أسبوعي ، شهري ، على ستة أشهر.
2- قم بإعداد القائمة و أنت مسترخ في البيت و أن تجعل قوائم خاصة لهذا الغرض أو حتى تطبيق على هاتفك المحمول أو فقط قم بإلصاق ورقة على ثلاجة البيت تحدد فيها ما ستقتنيه و ما يلزمك. و كلما انتبهنا لإنتهاء شيء من اللوازم نقوم بكتابته مباشرة حتى لا ننسى مع كثرة الإنشغالات اليومية, تأكد من الأشياء المتوفرة داخل المنزل لعدم شراءها مرة أخرى وقم بتدوين قائمة بالأغراض التي تنقصك فهذا يساعدك على عدم التفاعل مع عروض التنزيلات والخصومات على المنتجات التي لا تحتاجها حالياً، بالإضافة إلى تقليل الوقت المستغرق في البحث عن عناصر هذه القائمة.
3- حاول التسوق بمفردك :التسوق مع الأطفال و الأصدقاء قد يعرضك للضغط و الحرج و يعرضك للتأثر بسلوكيات الأخرين و قد يدفعك لإتخاذ قرارات لحظية حيث لا يوجد عندك وقت كاف حتى تفكر فيما تشتري و لما ستشتري! و في لحظة كهذه مليئة بالضغط سيحدث أمران لا ثالث لهما ، إما أنك ستشتري و أو لا تشتري و كلاهما بدون اقتناع .
4- دفع المستحقات كاملة و يستحسن أن تكون نقدا : الدفع بالبطاقة البنكية أو بطاقة الإئتمان يجعلك لا تشعر بحجم النفقات الحقيقي.
5- أخذ وجبة صغيرة معك في يوم التسوق : الجوع و العطش سيدفعك لشراء من أي محل مأكولات قريب حتى لو كان تكلفة ما سوف تقتنيه يفوق ميزانيتك . فقارورة مياه و شطيرة توفي بالغرض ليوم كيوم التسوق .
6- فخ التخفيضات : لا تستغل التخفيضات إلا على الأشياء التي دونتها في قائمة المشتريات, لا تجعل نفسك تنخدع وتنساق وراء العروض والخصومات التي تطلقها المتاجر، فأغلب هذه العروض تتكرر باستمرار لجذب انتباه المستهلك، لذا عليك التحقق من جدوى هذه العروض من خلال متابعة عروض المتاجر على المنتجات الضرورية التي تحتاجها ومقارنة أسعارها بين المتاجر وبعضها، لكي تتمكن من التركيز أكثر على الأساسيات وشرائها بأقل سعر ممكن.
7- فخ الماركات و البريستيج : الماركة لا تعني الجودة دائما ، ستجد نفسك تدفع البريستيج و ليس للغرض .
8- فكّر ! في عدم التبذير : لنا غنى في قوله تعالى :" إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخْوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِ ۖ وَكَانَ ٱلشَّيْطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورًا “ الإسراف تصرف غير حضاري و العشوائية و عدم التحكم في الذات إن كان يدل على شيء يدل على ضعف في اتخذ قرار بسيط كالتحكم في ما ينفق فكيف حاله في القرارات الكبيرة الأخرى !
9- اجعل التسوق الواعي أسلوب حياة تقوم به بقناعة ليس تقشفا .
10- تجنب التسوق في الحالة المزاجية السيئة : عندما ينتابنا الحزن أو القلق مثلا تضعف قدرتنا على ضبط النفس و من ثم ننزع إلى اتخاذ قرارات لحظية غير صائبة ، يولد عندنا رغبة في المكافأة الفورية للذات تقول جون كوريغان، أخصائية نفسية في مدينة سيدني بأستراليا، ومتخصصة في العلاج القائم على الرفق بالذات، وهو نوع من العلاج النفسي يهدف إلى مساعدة المرضى الذين يعانون من مشاكل نفسية ذات صلة بالخجل ونقد الذات: "عندما نعالج أنفسنا بالتسوق، نحن في الحقيقة نحاول جاهدين أن ننظم مشاعرنا. لا أحد يحب أن يشعر بالحزن أو غيره من المشاعر التي تنغص علينا حياتنا، ولهذا نلجأ إلى أشياء زائلة لتجعلنا نشعر بالسعادة اللحظية".
لا يهدف التسوق الذكي إلى حرمان نفسك من متعة الحصول على الأشياء بين الحين والآخر، لكن المراد هو أن يكون لعملية التسوق مردود إيجابي وسد احتياجات الأسرة الأساسية وذلك في حدود الميزانية الموضوعة. فاتباع نموذج التسوق الذكي يضمن لك الحفاظ على الميزانية الشهرية وتوفير جزء كبير من الراتب.
ساره