بدايتي مع التصوير الفوتوغرافي
[شوي أكبر سناً من الصورة]
وجود الكاميرات في بيتنا أو لدى الأقارب، ليس مستغرب. فتعودت على وجودها، وسماع لمض الفلاشات ذات الإستخدام الواحد. كان التصوير دائم في المناسبات السارة أو للتسلية. من لا يعلم، فأنا ولدت ونشأت في دولة الكويت، حتى تخرجي من الثانوية العامة. على اليمين صورة الوالد رحمه الله.
في يوم كانت الوالدة في غرفتها، وانتبهت على باب الكبت [الدولاب] مفتوح، ووجود حقيبة جلدية مكعبة. سألت الوالدة: “يمّا، شنو هذا؟”، فقالت: “كاميرة أبوك، عنده من سنين”. فاستأذنتها [يعني حنّيت عليها] إذا أقدر أشوفها، فسمحت لي.
الشكل العام اختلف: نوع الفيلم غير.. الفلاش بالبطارية وليس استخدام واحد، وفيه سلك.. العدسة ممكن فكها وتركيبها.. الكاميرا ثقيلة ومعدن، وليست بلاستيك… يبدو أن الموضوع شيّق وممتع.
ما لكم بالطويلة، ترددت زياراتي [وحنّتي] لاستكشاف مزايا الكاميرا، حتى انتقلت لي العهدة من الدولاب، وهي معي حتى اليوم.
اشتريت أول فيلم، واحترقت جميع الصور [ملاحظة: إحتراق الصورة كناية عن تعرض الفيلم لمقدار خطأ من الضوء، بالزيادة أو النقصان، وهذا يؤدي إلى صورة بلا معالم، محترقة]. أول فيلم كان ٢٤ صورة، وبعدها تطورنا إلى ٣٦ صورة، يعني صور محترقة أكثر وأكثر.
سبب إحتراق الأفلام هو عدم معرفتي بأي شيء عن تقنيات التصوير، والكاميرا أكثر تعقيداً من الكاميرا البلاستيك أم فلاش استخدام واحد. فهناك فتحة عدسة، وسرعة غالق، وحساسية فيلم، في كاميرا خالية من أي خاصية أوتوماتيكية.
الموضوع أدخلني بنكسة إقتصادية [الحصالة فيها خيوط عنكبوت]، فبدأت المباحثات وتقدمت بطلب استبدال الجدول الزمني لمصروفي اليومي وتحويله إلى مصروف شهري [أخوكم شاطر بالحنّة والرنّة]. ومع الوقت زادت المعرفة، وزاد عدد الصور السليمة في الفيلم.
أتذكر مختبر التحميض وطباعة الأفلام، كان في منطقة رأس الأرض في السالمية، الكويت. للوصول إليه، كنت أستقل حافلتين من بيتنا، مع مشي ربع ساعة، ثم يستغرق أربعة أيام للتحميض والطباعة.
كان من أوائل من بدأ بإعطاء فيلم جديد عند تحميض وطباعة الفيلم القديم. هذا بحد ذاته إنقاذ مادي كبير لوضعي الإقتصادي. بعدها انتشرت المعامل السريعة، وأصبح الفيلم المجاني والألبوم عنصر أساسي.
انتبهت بعد فترة، أن ولد خالتي (أحمد) كان يستخدم كاميرا شبيهة، وبدأت رفقة التصوير. ثم عرفني على صديقه (أنور) والذي كان يهوى التصوير أيضاً. وهنا بدأ تسارع التعلّم، فالمشاركة مثرية، حتى لو كان أغلب ما أفعل خطأ.
أعتذر لعدم المشاركة بصور، فقد ضاع أغلبها أثناء الإنتقال في الكويت، ولتواجدي في الجامعة في الظهران في تلك الفترة.