انتشار التصوير الفوتوغرافي
زين أو شين؟
بدأت هواتف الجوّال المزودة بالكاميرا بالظهور منذ قرابة العشرين سنة. وبوجود الكاميرا معنا في أغلب الوقت، سيكون من الطبيعي استخدامها في التراسل والحفظ السريع لمنظر ما. لاحقاً، انتشرت تطبيقات على الهواتف الذكية، متخصصة بنشر الصور إجتماعياً، مع إمكانيات التعديل الفني أو المرح.. ليس التصوير الفوتوغرافي فحسب، بل تصوير الفيديو كذلك.
فاليوم، أصبحت الكاميرا في يد الجميع، الهواة والمحترفين ومستخدمي الهاتف الجوّال.
صور رقمية للأمطار في الرياض سنة ١٩٩٦م، بكاميرا أپل كويك تيك الرقمية.
الكاميرات الرقمية بدأت ضعيفة (تقنياً) مقارنة لما وصلت إليه اليوم، ولكن لها ميزة قوية لم تتغير منذ بدايتها، وهي مشاهدة الصورة فور التقاطها. لن نقدّر هذه الميزة إلا إذا تذكرنا الكاميرات القديمة.
لمن لا يعرف، تستخدم الكاميرات القديمة ما يسمّى بالفيلم (ولا تستخدم الذاكرة الإلكترونية)، والفيلم في الغالب شريط بلاستيكي حسّاس للضوء، يخزّن في اسطوانة تحميه من النور. عند تركيب الاسطوانة داخل الكاميرا، تقوم بكرة الكاميرا بسحب الشريط عند كل لقطة، لتعريضه للضوء من خلال العدسة. وحسب طول الشريط تحسب عدد اللقطات. بعد استخدام الفيلم، يتم تحميضه في معمل كيميائي مختص لإظهار الصور، وبعد التحميض بالإمكان طباعة الصور بتعريض لقطات الفيلم لورق طباعة خاص بمقاسات مختلفة، وبعدها تتم عملية تحميض الورق لإظهار الصورة على الورقة.
هذه المسألة (في بداية أيامي مع التصوير) كانت تستغرق عدة أيام في المعامل التجارية، ولاحقاً مع تطوّر المعدات تستغرق دقائق. هناك من لديهم معامل في بيوتهم، ولكنها مزعجة مع الروائح الكيميائية ومعايير الحفظ والحرارة.
إلى اليسار (الاسطوانة الصفراء) فيلم بسعة ٣٦ صورة، وفي اليمين بعض كروت الذاكرة الحديثة
نعود للسؤال الأول: انتشار التصوير الفوتوغرافي، زين أو شين؟
شخصياً وكهاوي قديم للتصوير الفوتوغرافي، أشوف الانتشار زين وصحّي جداً.. في السابق، كانت هواية التصوير مكروهة اجتماعياً، هذا غير مخالفتها لمعتقدات البعض الدينية. في فترة من فترات “الصحوة الدينية” مزّق الكثير من الناس صورهم الفوتوغرافية، ومزّقوا معها ذكريات لا يمكن مشاركتها وعرضها للأبناء والأحفاد إلى الأبد.
في أيامنا هذه، أفتقد تصفّح ألبومات الصور، في جلسة مع الأسرة نتبادل بها الذكريات. صحيح عندنا الألبومات القديمة من أيام الأفلام، ولكن الصور الجديدة رقمية وتعرض وتشارك على الشاشات، إلا إذا قمنا بطباعتها منزلياً أو في معامل الطباعة.. والأجمل طباعتها بمقاسات كبيرة، وتزيين جدران المنزل بذكرياتها. صور من رحلوا، صور الطفولة، صور الكشتات، … ذكريات.