قط اسود
تلقي علينا الحياة تجربة تلوَ الأخرى مما يجعلنا فئرانها، بعد فترة يدرك المرء أنّ الفرح لا يدوم بالضحك والحزن لا ينتهي بمجرد البكاء.
تهجم علينا قتامةً كقطّة سوداء ترصّدت فأرًا، وحاولت اصطياده، وإن لم تلتهمه علق بمصيدة من الذكريات التي ستتمسّك به بشدة. في السابق كنت أفكر بما سوف يحدث بعد خمس دقائق من هذه الدقيقة، وما سوف يحدث بعد خمس سنوات من هذه السنة، وأقوم بقراءة الصفحة الأخيرة من الكتاب قبل الشروع بقراءته، وأرى نهاية العلاقة قبل البدء بالترحيب، عقلٌ يفكّر فحسب بالنهاية مثل فأرٍ يركض في عجلة منذُ أن وُجد، متورّطًا بهذا الطريق الذي لا ينتهي. ينتظر أن يصل.
أما الآن أنا أفكّر فقط في عبور يومي الذي أعيشه الآن، لا يطمع الفأر الذي نجا من مخالب القطة بالجبن ولا أطمع أنا بالأمل الذي سوف يحدث غدًا.