فيلم شمس المعارف ينّور سينماتنا في عيد الاضحى فهل هي بداية مستقبل واعد؟
الشيء الوحيد الذي ليس لدى أحدًا غيرك مثله هو أنت. صوتك، عقلك، قصتك، رؤيتك. لذا أكتب وأرسم وأبني وألعب وأرقص وعِش بالطريقة التي تستطيعها.
نيل جايمان
بين حلم صناعة فيلم ناطق باللغة العربية وحُب كبير لجنون الأفلام الغربية
أعترف لكم أني لست من متابعي الأعمال الخليجية مطلقًا. كطفلة كبرت على مشاهدة الأعمال الفنية الغربية فـ بعمر الثامنة شاهدت أفلام هاري بوتر وديزني والعديد من الاستديوهات الضخمة ولفترة طويلة لم أكن أعي بوجود نفس هذا النوع من الفنون يقدم بلغتنا فشاشات منزلنا لم تضيء إلا بممثلين كـ “توم كروز” ولم تردد إلا موسيقى الملحن “هانز زيمر”
بدايةً من عام ٢٠١٦ ولاحقًا في عام ٢٠١٨ عند إفتتاح السينما بشكل رسمي في المملكة، بدأت برحلة بحثي عن أعمال عربية وسعودية مميزة قد تروق لي فلا يعقل أني الفتاة الوحيدة التي تعشق السينما وتريد أن تبحر في عالم صناعتها.. مصادفةً وقعت على فلم “بركة يقابل بركة” للمخرج السعودي محمود صباغ واكتشفت مهرجان الأفلام السعودية ودهشت يومها بأن هنالك بالفعل محاولات لإحياء هذه الصناعة على الرغم من عدم توفر العديد من منتجاتها على منصات العرض ليتمكن الجمهور من مشاهدتها، ولكن لا أخفي عليكم صراعي الداخلي الذي أواجهه بشكل شبه يومي بين حُبي لجنون الأفلام الغربية وحلم صناعة فيلم ناطق باللغة العربية.. فهل يعقل أن تتطور هذه الصناعة أم هذا مجرد حلم؟
العديد من التساؤلات تجول في ذهني وهنا نصل للب حديثنا لليوم.. فيلم شمس المعارف ينّور سينماتنا في عيد الأضحى فهل هي بداية مستقبل واعد؟ أم سبب أخر يدعونا للتساؤل عن مستقبل هذه الصناعة؟
شمس المعارف هو الفيلم الروائي الطويل الأول للأخوين قُدُس، حاز على تمويله من صندوق تمهيد وكان مقرر عرضه في الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي المقام في مدينة جدة ولكن نظرًا للظروف التي واجهها العالم مع الجائحة فقد تقرر عرضه وتسويقه كفيلم عيد الاضحى في سينما المملكة العربية السعودية.
الفيلم يحكي قصة حسام الخيّاط (براء عالِم)، مراهق يوشك على التخرج من المرحلة الثانوية، ولكنه يقع في إغراء موجة صناعة المحتوى اليوتيوبي السعودي إبّان ذروتها عام 2010، فيقرر إخراج فيلم روائي طويل دون ميزانية مخاطرًا بمستقبله الدراسي بأكمله.
يبدأ الفيلم بلقطات (أنميشين) يعرّف فيها الشخصية الرئيسية حسام عن نفسه وشغفه بصناعة المحتوى، نلقي نظرة فيها على المعاناة والضغط الذي يواجهه من أفراد أسرته لكي يصبّ تركيزه على دراسته ويتوقف عن ممارسة هواية تصوير الفيديوهات كطالب يوشك على التخرج ومن ثم تبدأ مغامرتنا التي تحدث معظمها داخل المدرسة مع زملائه وأصدقائه الذي يلعب دورهم (إسماعيل الحسن)، (أحمد صدّام) و(صُهيب قُدُس) بدور أستاذ الفيزياء الذي يقحم نفسه في مغامرة هؤلاء الطلبة المراهقين في تصوير فيلمهم شمس المعارف مع مرور الأحداث.