..حديث إدوار الخراط عن الكتابة..إنه يكتبني، أو يقرأني


لماذا أكتب؟

اما الآن علمت! لماذا أكتب؟

الكثير من الكتاب يجيبون عن هذا السؤال، والآن دوري أنا!
أنا الإنسان العادي، الذي يقع في أخطاءه الاملائية واللغوية ألف مرة باليوم.. الإنسان العادي الذي يتجاوز نقطتي التاء المربوطة.. ويراجع ما كتبه مائة مرة لئلا يقع في تعثرٍ نحوي أو لغوي يربك الفهم ويسقط المعنى.

أنا أكتب.. ولست الأفضل على الإطلاق.. لكني أستمر، متمسكة بالحرف، تدور الكلمات حولي وتربكني، فأزجرها بنقرات أصابعي على الكيبورد، أشذب نهايات الجمل بحزمة من المشاعر.. فقد تكون قلق، خجل، إرتباك، حب، أو حنيّة.. كـ حنيّة الجدات التي يقصون علينا قصص ايامهم الملونة.. والتي تبدو لنا، نحن جيل الالفيات.. كـ قصةٍ بالأبيض والاسود.

أكتب. أكتب نفسي والشعور.. اعكس الحياة بحواف الكلمات.. اتحدث واسترسل بـ غير ما أردت من نهايات.. لكن ذلك لا يهم..
أكتب لان زخم الحياة هائل، وروحي فارغة، والشعور يتخبط، لإن هنالك الكثير، الكثير مما لا أستطيع الامساك به، و الكثير لأقوله، والكثير ليفهمه العالم..

إن الإنسان بي يدفعني لأكتب.. لأقول للإنسان أخي إني مثله، أن دوامه الحياة لم تبتلعه وحدة..
لأني ارفض الايجابية المقيتة، والسوداوية القاتمة.. ارفضهم بشدة..

لأني اريد أن أؤكد أننا بالمسير نصادف الكثير الذي لا نستطيع تصنيفه داخل حجرات عقولنا.. لأنه لا معنى لكوب الماء المسكوب نصفه أو الممتلئ بنصفه.. أريد أن اشد يد من يقرأني ليرى الكأس في الصورة الكبيرة.

لان العالم يضج بالكذب، اما أنا.. فأريد أن أكتب لأتضح.. لإن الحياة ليست مجرد لوح شطرنج مقلم باللونين.. بل مزيج لا وصف له من عبث الالون المتباينة.
أكتب لإن العالم عصي على الفهم..
لأني لا أستطيع أن أتخطى الحياة دون سلاح.. والكتابة هي سلاح السلام..

 لإن الكتابة هي سلاح السلام..

Join