أصدقاء البريد
في عز انشغالي، حين خطرت على بالي فكرة تبادل الرسائل البريدية انهالت على رأسي الأفكار التي أريد كتابتها وأرسالها.. سأكتب سيل من الأفكار، رسائل طويل لا أحد يحتملها، ولا أحد يعيرها اهتماما.. سأكتب أفكارًا غريبة.. سيسأم مني الجميع.. سأكتب رسائل فريدة لكل صديقة.. لكن الآن، اعتلت أفكاري طيور هذا الصباح وطارت بعيدًا.
لماذا البريد الالكتروني؟ لأننا ابتعدنا عن الحديث المسهب، عن الأفكار المسترسلة.. أصبحنا – أو أصبحت أنا بشكل مؤكد- أختصر كثيرًا، للحد الذي لا حد له، كما أصبحت أكمل الجُمل وأرد على الرسائل في رأسي. أقفز بين أفكاري بسرعة كبيرة تمامًا كم يحدث حين أغلق تويتر إلى واتساب.. لذلك قررت أن أكتب أكثر، أن أتخفف من شبكات التواصل الاجتماعي قليلًا، حذفتها مؤقتًا في رحلة لتهذيب عقلي ومراقبة مشاعري.. وأتمنى أن تؤتي خطواتي الصغيرة ثمارها.
السبب الثاني هو تبديد وحشة البريد الإلكتروني الذي أصبح مليئًا بالرسائل الرسمية والترويجية والدعائية، حتى أصبحت عادة فتح البريد الالكتروني أثقل من جحر. أريد أن أبدد تردد ضغط زر “إرسال”. أريد أن تعود لهفة البريد الالكتروني كما كانت عندما كنت في المرحلة المتوسطة ونحن نتبادل الرسائل والصور والغرائب.. أحن كما عادة الانسان بالحنين لكل شيء بعيد عن حيز وجودة، لكن هذه المرة سأقتل الحنين برسائل بهجة.. سأقول إني انتصرت ولو لمرة واحدة على حنيني.
أكتب لكم وأنا اسمع لارا العليان تردد “بكتب رسالة..
“بكتب رسالة.. والرسالة مش ورق وحروف”
وأنا أُصر أن الرسائل الطويلة لها مذاق سُكر وسَكر حلو.. سأكتب لكم بحجم المسافة بيني وبينكم.. لأردمها، لأبني جسرًا من وصل وحب.. مدوا لي رسائلكم وافكاركم، مصاعبكم ولحظاتكم الحلوة.. مدوا لي مشاعركم، أنتظركم.
كل الحب
أنوار
Anwarmail.t@gmail.com