قبل الحديث عن الكتاب يا أصدقاء… لا بد أن أخبركم بنبأ سار… هذا هو أول كتاب صوتي🎧 أستمع له وأنتهي منه بالكامل! مررررررررررررحى 🕺🕺
بالطبع كانت هناك محاولات سابقة للاستماع لكتب صوتية، ولكنها -كالكثير من الأمور في حياتي- جاءت مبتورة ولم تستمر. أما هذه المرة، كنت مصمماً على الانتهاء من الكتاب مهما كان الثمن. ومع أن مدة الاستماع للكتاب جاوزت العشر ساعات، إلا إنني استطعت -بطريقة ما- الانتهاء منه في أقل من أسبوع!
فلنتوقف لحظة هنا ونعيد تأمل ما قلته للتو… انتهيت من كتاب كامل في بضعة أيام! ستقول أنت: دقيقة، الأمر ليس بمستغرب! فمن القراء من يلتهم الكتب في جلسة واحدة لا بضعة أيام، إذن ما الغريب؟ الغريب -يا رفاق- أني لم أحتج لعمل شيء سوى ارتداء سماعات البلوتوث والانصات للكتاب في أوقات التنقل/ الطعام… فقط !
هنا تكمن روعة الكتب الصوتية وتظهر منفعتها ، لا حاجة لحمل شيء في يديك، لست ملزماً بالجلوس في وضعية معينة، بل لست ملزماً بالبقاء في مكانك حتى…!
في الغرب الكافر، تتجاوز أحيانا مبيعات النسخة الصوتية لكتاب مبيعات نظيرتها الورقية! والسبب بسيط…النسخة الصوتية لا تكتفي بنقل نفس محتوى النسخة الورقية، بل تزيد على ذلك بميزات يستحيل أن تجدها على الورق، كأن يكون الكاتب ذاته هو الراوي اللذي يلقي الكتاب على مسامعنا! كحال كتابنا هذا… وقبل أن نتحدث عن الكتاب، دعونا نتسم ببعض اللطف، ونلقي قليل من الضوء على كاتبه…
عن الكاتب
كيفن دارنيل هارت:
ممثل وكوميديان أمريكي، يبلغ من العمر 39 عاما، اشتهر بعروضه المسرحية الكوميدية، حتى أصبح في السنوات الأخيرة الكوميديان الأول في الولايات المتحدة. له كتاب وحيد، I Can Make This Up: Life Lessons حيث وضع فيه قصة نشأته ومسيرته في هوليوود حتى الآن.
عن الكتاب
اللذين شاهدوا كيفن هارت، وتابعوا عروضه الكوميدية، يعرفون جيداً أنه يحب السخرية من نفسه… من قصر قامته، من خلفيته العائلية، ومن فشله في العلاقات مع الجنس الآخر. هذه هي تيمته Theme المفضلة. الناس بالعادة لا يحبون من يكثر الحديث عن نفسه ومشاكله الشخصية، ولكن عندما يفعل ذلك كيفن هارت، تجد المسرح يضطرب بالتصفيق والضحك! لهذا الرجل قدرة عجيبة على السخرية من آلامه ومشاكله، فلك أن تتخيل أنه قدم عرض كوميدي، مدته تزيد على الساعة، في الحديث -والسخرية طبعاً- من مشاكله الشخصية والعائلية! وقد حقق عوائد مالية من هذا العرض تتجاوز 15 مليون دولار! لابد إذن أن للرجل أسلوب ساحر أخّاذ في الكلام و”الحكي” عن نفسه تجعله يكسب كل هذه الأموال من جراء ذلك. تفاجأت العام الماضي عندما علمت بصدور كتاب يتناول سيرة كيفن هارت، وذلك لسبب بسيط… أن هذا الرجل لم يبلغ الأربعين بعد! فمن المعتاد من المشاهير أنهم لا يصدرون كتباً تتناول سيرهم الذاتية والمهنية إلا في أواخر سنيّ حياتهم. تجاهلت الكتاب كعادتي مع كل الكتب التي يكون كاتبوها من مشاهير المغنيين والممثلين. إلاّ أن تغريدة “مشفّرة” لصديق على موقع تويتر يقول فيها أنه استمع لكثير من الكتب الصوتية وأن من أفضلها هي السيرة الذاتية لكيفن هارت…
وقتها، كنت أبحث عن كتاب صوتي باللغة الانجليزية، يكون مستوى اللغة فيه مناسب لمتوسطي اللغة مثلي، وعلى ما يبدو أني قد وجدت ضالتي في هذا الكتاب. بالتالي، سبب قرائتي/ استماعي لهذا الكتاب، ليس هو الولع بحياة المشاهير، ولا حتى الرغبة الدفينة لمعرفة كيف يعيش هؤلاء الأوغاد حياتهم. بل هو محاولة إصابة ثمرتين بسهم واحد:
تطوير عادة استغلال أوقات التنقل والأكل بالاستماع للكتب الصوتية.
تحسين مهارة الاستماع باللغة الانجليزية.
والآن، وبعد انتهائي من الكتاب، أجد أنني قد وفقت كثيراً في اختياره، وأصبت الثمرتين المرجوتين منه - أو هكذا أظن!
الكتاب -كما ذكرنا عند التعريف بالكاتب- يتحدث عن قصة نشأة كاتبه، الطفولة بين يدي أم صارمة وأب له سوابق جنائية، المراهقة والرغبة في التمرد خصوصاً في مجتمع كمجتمع السود في المناطق الفقيرة بأمريكا. ثم مرحلة البدايات في تقديم العروض الكوميدية والمصاعب التي تواجه أي فنان ناشئ، وختاماً مرحلة هوليوود والشهرة الواسعة.
تشعر بصدق الكاتب وحرارة تجربته في ثنايا الكتاب، فلم يحاول إخفاء عيوبه ولا تغطية سلبياته، بل اعترف بها، وذكر كيف تعامل أو تعايش معها، ومحاولاته المستمرة في إصلاحها، ولعل هذه هي أكثر الأمور فائدة -بجانب الثمرتين السابقتين- التي خرجت بها من استماعي للكتاب، التعلم من عقلية كيفن هارت و أسلوبه في التعامل مع المصاعب وتجارب الحياة المريرة.
اقتباسات منتقاة
In life, you can choose to cry about the bullshit that happens to you or you can choose to laugh about it.
I choose laughter.
If you're too weak to handle failure and disappointment, then you're too weak to handle success, which will only end up damaging your life and happiness.