ماهية الفلسفة ومدارسها
ماهي الفلسفة؟ وكيف تؤثر فينا وتشكل أفكارنا ومعتقداتنا؟ وإلى أي مدى يصل تأثيرها؟
الفلسفة تترجم لغويًا من اليونانية إلى: "حب الحكمة"
وهي فرع من الدراسات يقوم على دراسة التساؤلات ومناقشتها، ونقد المواضيع التي تتناولها، الفلسفة لا تأتي بجواب أخير أو مثالي، بل تبني بعضها بعضًا من مختلف النواحي وقد تقوم بذلك بسلوك مختلف المسارات الفكرية المستعملة.
التساؤلات الأزلية
من أكبر الامثلة على التساؤلات التي تطرحها الفلسفة هي: هل من الممكن التأكد من المعرفة وإثباتها؟ هل هناك وسائل أفضل للعيش؟ وهل لدى البشر إرادة حرة في اختياراتهم وحياتهم؟ وما هي طبيعة الروح والعقل؟
المدارس الفلسفية
من أشهر المدارس الفلسفية:
الوجودية - Existentialism لأول المفكرين فيها: سورين كيركغارد، ومن أشهرهم كذلك سارتر ونيتشه ودوستويفسكي، وانتشر هذا التوجه الفكري في تبعات الحرب العالمية الثانية، وهي تدعم فكرة وجود الإرادة الحرة والوعي والمسؤولية الشخصية، ورغم التباسها مع العدمية إلا أنها في الواقع تعاكسها إلى حد ما من ناحية توافر هدف للوجود أو الحياة، الذي تنكره العدمية وترفضه، ويقوم فكر العدمية - Nihilism على الشك والسلبية بشكل كبير، حيث تحث الوجودية على إيجاد كل فرد لهدفه الشخصي من الحياة، تقوم العدمية على دحض «المعنى الجوهري» للكون ورفضه.
ويجدر بالذكر، مما يتم الارتباك بشأنه؛ مع الوجودية والعدمية هو الفلسفة العبثية - Absurdism، التي تقوم على أن رغم محاولات الإنسان على إيجاد معنى للكون فإن جهوده غير مثمره لأنه غير موجود، ومحاولاته لا فائدة منها؛ وخلاصتها أن على الانسان العيش رغم علمه أن الكون فان، وظهرت العبثية من الوجودية عندما انفصل ألبير كامو عنها بعد كتابته «أسطورة سيزيف».
نتج عن الفلسفة في علم النفس المدرسة التحليلية النفسية - Analytic؛ التي أسسها سيجموند فرويد، ولاحقًا تبعها المنهج التجريبي ردًا عليها والتي أسسها ڤونت، وتفرعت هذه المدارس وتشعبت حتى ظهر لنا علم النفس الحديث. وهناك الكثير من الأفكار الفلسفية التي ساعدت في بناء فكرة النفس وصنع علم حولها، فعلم النفس بدايةً كان امتدادًا للفلسفة وأفكارها حتى تشكل واستقل.
ويوجد الكثير من الافكار المعروفة والمنتشرة التي يرجع أساسها للفلسفة وظهرت منذ قديم الزمن، والتي تمتد أيديولوجياتها للسياسة وعلم المجتمع، ومنها الرأسمالية التي ظهرت في الأساس في أوروبا حوالي القرن السادس عشر، والشيوعية أو الماركسية التي قامت فكرتها بسبب أفلاطون وأرسطو؛ لكنها غالبًا ما تنسب لكارل ماركس لكونه أول من طورها وتوغل فيها، والسفسطة التي ظهرت في اليونان قبل الميلاد، والتي هدفت لنشر العلم أساسًا، لكنها سرعان ما أصبحت تستعمل للاستدلال بمعنى مختلف تمامًا؛ حيث أصبح يدل على المغالطة والخداع في الحقائق، أو للإشارة لطريقة الاسترسال في المعلومات عن طريق المشي والتساؤل في آن واحد.
وربما أكثر طرق الحكم انتشارًا والتي نبعت من الفلسفة حتى عصرنا الحالي هي الدكتاتورية، التي تعرف بنقيض الديموقراطية؛ التي تدل على "حكم الشعب".
دراسات الفلسفة المعروفة تشمل كذلك الأفلاطونية، التي تدل على فلسفة أفلاطون عن الروح التي تتقدم على الجسد والحواس، ويرى الواقع كشيء غير حقيقي ومجرد صورة ناقصة من العالم الفعلي.
أما المدرسة الرواقية - Stoicism ىالتي انتشرت مؤخرًا، وتمتد من الفلسفة العدمية والتي أنشأها زينون؛ تقوم على إيجاد السعادة الدائمة بكبح المرء لانفعالاته، والتمتع بالصبر والتحمل، وعدم الخضوع للمشاعر الفاسدة مثل الحسد والظلم وغيرهم، وبهذا يحصل الإنسان على الراحة التامة باتباعه للفضائل وعدم الخضوع لانفعالاته.
وهناك ديانات امتدت لتنتشر بصفتها أفكار فلسفية بحتة بعيدًا عن قالبها الديني، مثل الصوفية التي لديها فروع في الميتافيزيقا وعلم الكونيات، والإشراقية، والبوذية، والتنويرية وغيرهم، وتكون عادة إما أفكارًا متشددة ومتزمته أو مرتخية لحد كبير، ويعود ذلك بشكل أساسي لتفضيلات شخصية أو مجتمعية، كما أن هناك أفكار فلسفية بحتة يتم اتباعها كأنها ديانة بحد ذاتها مثل الأفلاطونية والرواقية التي سبق ذكرهم.