ذلك الصياد، وليتنا ذلك الصياد


سكون الفجر، تغريد العصافير، نفحة الهواء الباردة التي توجب وضع الرداء الثقيل، ضوء خفيف بعيد يأتي من الشرق تمهيداً للسطوع الأكبر، قططٌ منكمشة على فروها متقيةً نفحة الهواء، ملاهي الأطفال خالية، الشمس تخرج من الشرق فتُرى كدائرة ألوانها ممزوجة بين البرتقالي والذهبي راسمةً خطاً على ماء البحر فيتلألأ جراء ذلك، الناس لا ترى منهم إلا الأوجه فهم كحال القطط متقون من البرد!





كل ذلك وأكثر يؤكد حضور فصل الشتاء، يخرج ذلك الصياد يسعى كبقية الناس يسعون لكسب رزق حلال، لكنه هو في حال مختلف، فهم يكيفون حالهم في الشتاء والصيف وغيرها، حتى لو غارت الأرض وعصفت سيعملون، أما الصياد ففي الشتاء يتحمل البرد وفي الصيف يتصبب عرقاً، وإن كان الجو عاصفاً فقد يفقد رزقه وإن كان مغبراً فقط يفقد رزقه، الموج العالي يُؤثر، الموسم يؤثر، اتجاه الريح يؤثر!



،ذلك الصياد

يتجهز بكل شيء ويحسب كل شيء، يأتي يرمي خيطه فلا يجني شيئاً، يعيد الكرة مراراً وكل ذلك على حساب ما اشتراه من طُعم فطعمٌ يؤكل ولا تقع السمكة في الحيلة والآخر يسقط.




ذلك الصياد،

ينزل خيطه على طول سنارته ثم يجعل الرأس يتدلى ممسكاً بمؤخرة العصا، ثم يرفعها ويقذفها بكل ما أوتيَ من قوة، فيرى أن مكان وقوع السنارة غير صحيح فيعيد المحاولة، وفي نهاية اليوم يجني القليل أو الصغير من السمك، وقد لا يجني شيئاً!




ذلك الصياد،

بعد كل هذه المحاولات يعود في كل يوم لفعل ذات الأمر، لا يمل ولا يكل، بل يسعد حتى لو لم يجني سمكة!




ذلك الصياد،

وليتنا ذلك الصياد، علمونا صغاراً أن صيد الأسماك يعلم الصبر، فلم أعي تلك الجُملة إلى أن شاهدتهم وتأملت حالهم.




ذلك الصياد،

يُعلمنا حقيقةً معنى الرضى والقناعة بما يكسب، ذلك الصياد، يُعلمنا معنى اليقين أن الله سيرزقنا وما علينا الا العمل، ذلك الصياد، يُعلمنا معنى الاطمئنان وأن "اللقمة" ستأتي.






ذلك الصياد، وليتنا ذلك الصياد







شكراً على وقتك اللي خذيته في قراءة المدونة

أسعد جداً بتعليقك ومشاعرك على مواقع التواصل الاجتماعي

وما تنسى تشارك النص مع من تحب

Join