يساورني الشعور بالألم على حال المقالات في الصحف السعودية، كتابها المرموقين من الطبقات العلمية والفئة النخبوية التي التصقت بها المسميات مع المناصب والشهادات أو حتى الدعم المباشر من الطبقات الاجتماعية.

يجول في نفسي الكثير من الأفكار حين أنتهي من قرأت مقالة لسيدة ناشطة اجتماعية سعودية تجول في تويتر، صبح مساء، برفقة قريناتها من الكاتبات الأخريات والمقرّبات، يطرحن أرائهن في تربية الطفل وصولاً لمعنى الحداثة توصف من خلالها التشوه في معنى الحداثة لدى المفكرين العرب! 

تتناولها في سطور مصفوفة مؤججة بسياقات غريبة، تظهر للقارئ وكأن شيئاً خفياً يستحق التأمل!

وامرأة في الضفة الأخرى من أحد الآوطان العربية تكتب مقالاً تحكي:كيف ينمو قطاع الطاقة في بلدها، تطرح المشكلة، تفاصيلها، الأطراف ذات العلاقة، تفسر، وتطرح الحلول الممكنة، كورقة علمية، يتجاوز معنى المقال في مفهومه الذي توصلنا إليه، أن يكتب المقال بشكل يومي يعني أن تستهلكه، أن ترمي بهدفه الأسمى عرض الحائط، لا تموت المقالة إلا بموت قيمتها الأساسية، فلما تكتب؟ ما هدفك؟ أن تبقى “كاتب مقالات” في صحيفة مرموقة تعطيك تعريفاً لهويتك؟ ماذا يعني المقال لدى كتّابها ؟ خصوصا في السعودية؟ المقال ليس الهدف منه الانشاء وليس الهدف منه أن تخاطب فئتك النخبوية، المقالة في صحيفة، أنت لا تكتب لنفسك، ولا “لجماعتك” أنت تكتب للناس، للتطوير، أنت تكتب لتحقق هدفاً يرتقي له مجتمعك، أتعجب ممن يكتب لنخبة تكاد تضع المقالات في أخر تصنيفها إذا رغبت بأن تستزيد عن “الحداثة” مثالاً، أن ترغب بأن تكتب عن الحداثة في صحيفة؟ اكتبها لشباب وليس للنخبة..الشباب المتوهج في السعودية ممن يقرأ مولعون بالاطلاع، لا أجد إلا فيما ندر ممن يهتم لشأن المقالة السعودية، يندر أن تجد ممن يتوقع للحديث عن مقالة صدرت في ذلك اليوم وتم تداولها، يندر أن يحدث ذلك ولا أقول يندر؟! بل من المعدوم أن يحدث ذلك..

المقالة في الصحفية السعودية تحتاج لمن يقدرها لمن يطورها ولمن يجعلها إرثاً صحفياً يستحق أن يُقرأ.


Join