الأدوية النفسية

لمحة عامة

الأدوية النفسية هي مجموعة الأدوية التي تستخدم لعلاج الأمراض النفسية بتصنيفاتها المختلفة.  وتستخدم هذه الأدوية عادة إما لوحدها، أو إلى جانب وسائل علاجية أخرى غير دوائية مثل العلاج النفسي التحليلي أو المعرفي السلوكي أو غيره.  كما أن هناك طرق علاجية أخرى لتحفيز الدماغ مثل العلاج الكهربائي أو المغناطيسي.

وحيث أن الدواء النفسي قد يكون هو الخيار الوحيد الأفضل للعلاج في بعض الحالات، فإن اختياره يستند إلى خبرة الطبيب باعتبار المعطيات الشخصية للمريض وحالته الصحية عموماً وتفاصيل كثيرة، تبنى عليها الخطة العلاجية.

ولأن المعلومات المتوفرة حول الأدوية تُحَدّث بشكل مستمر نتيجة الخبرات العلاجية المتراكمة للأطباء والأبحاث العلمية العلاجية، فإن جهات دولية (مثل منظمة الصحة العالمية) ومحلية (مثل وزارات الصحة وهيئات الغذاء والدواء حول العالم) ترصد أحدث النتائج والتحذيرات لتحديث أدلة الأدوية.

لن يتم ذكر الأسماء التجارية للأدوية، ولن أقوم بالنصح بدواء معين لمرض معين، لذلك فإن المعلومات الواردة هنا هي معلومات عامة هدفها التثقيف والتوعية، وليس التوصيات ولا العلاج

وتعمل الأدوية النفسية عن طريق ضبط السيالات أو النواقل العصبية (المواد الكيميائية في الدماغ) مثل الدوبامين, حمض جاما أمينوبيوتيريك (GABA), النورأدرينالين, والسيروتونين، وغيرها.


تصنيفات الأدوية النفسية:

1.مضادات الذهان: وهي تستخدم لعلاج كل حالات الذهان ومنها الفصام والإضطراب الوجداني ثنائي القطب.  وتصنف على مجموعتين هي:

  • مضادات الذهان التقليدية: وتشمل كلوربرومازين، فلوفينازين، هالبيريدول، بيرفينازين، ثيويوديازين.  وهي مجموعة قديمة لكن بعضها لا يزال متوفراً ويستخدم خاصة في الدول الفقيرة نظراً لرخص ثمنها.

    ومن تأثيراتها الجانبية المحتملة النعاس وجفاف الفم وهبوط الضغط وبعض الإضطرابات الحركية والتخشب وصعوبة الحركة، والرعشة، والضعف الجنسي.

  • مضادات الذهان غير التقليدية: وتشمل أريبيبرازول، كلوزابين، أولانزابين، كويتايبين، باليبيريدون، رسبيريدون، زيبرازدون.  وهي الجيل الأحدث، ولذلك فهي مرتفعة الثمن.

    ومن تأثيراتها الجانبية المحتملة النعاس وزيادة الوزن وارتفاع السكر والكولستيرول.

2.مضادات الاكتئاب: تصنف على أربع مجموعات هي:

  • ثلاثية الحلقات: وتشمل أميتربتيلين، أموكسيبين، ديزيبرامين، نوربرامين، إميبرامين، نورتريبيتلين، كلوميبرامين.  هذه مجموعة قديمة، ولكنها لازالت تستخدم في بعض الدول الفقيرة نظراً لرخص ثمنها.

    وتستخدم لعلاج الإكتئاب والقلق والوسواس القهري والألم والأرق.  ومن تأثيراتها الجانبية المحتملة النعاس وجفاف الفم والإمساك والخمول وزيادة الوزن والإضطرابات الجنسية، والرعشة وغبش النظر. 

    كما ينبغي تجنبها لمن يعانون من الماء الأزرق في العين أو تضخم البروستات.


  • مثبطات استرجاع السيروتونين الإنتقائية: وتشمل سيتالوبرام، إيسيتالوبرام، فواكستين، فلوفوكسامين، سيرترالين، باروكستين.  هذه المجموعة هي الأحدث نسبياً، ولذلك فهي مرتفعة الثمن إلى حد ما.

    وتستخدم لعلاج الإكتئاب والقلق والهلع، والوسواس القهري والألم.  ومن تأثيراتها الجانبية المحتملة، الغثيان، والحموضة، والإسهال واضطرابات النوم، وزيادة الوزن، والإضطرابات الجنسية والتوتر.

  • مثبطات استراجع السيروتونين والأدرينالين: وتشمل أتوموكيستين، ديولوكستين، فينلافاكسين، ديسفينلافاكسين، ميرتازيبين.  وهذه المجموعة حديثة ومرتفعة الثمن إلى حد ما.  وتستخدم لعلاج الإكتئاب والقلق والهلع.  ومن تأثيراتها الجانبية المحتملة الغثيان، والحموضة، والإسهال واضطرابات النوم، وزيادة الوزن، والإضطرابات الجنسية والتوتر وارتفاع ضغط الدم.

  • مثبطات مؤكسد الأمينات الأحادية: ايزوكاربوسازايد، فينيلزين، ترانيل سايبرامين، سيلجلين.  أغلب أفراد هذه المجموعة لم يعد يستخدم الآن نظراً لخطورتها على ارتفاع ضغط الدم وحاجة المريض لحمية غذائية عن بعض المأكولات وتجنب بعض العقاقير التي تستخدم لأمراض عضوية شائعة كالحساسية والزكام وغيرها.

3.ضابطات المزاج: وتشمل كاربونات الليثيوم، كاربامازيبين، فالبروايت الصوديوم، لاموتروجين. 

وتستخدم ضابطات المزاج في علاج حالات الإضطراب الوجداني ثنائي القطب الذي يحدث فيه عادة حالات من انخفاض المزاج ( الإكتئاب) أو ارتفاعه (الهوس).

من تأثيراتها الجانبية المحتملة (الليثيوم: العطش، كثرة التبول، كسل الغدة الدرقية، ضعف الكلى)، (كاربامازيبين: ارتفاع انزيمات الكبد،  الطفح الجلدي، نقص كريات الدم البيضاء)، (فالبروايت الصوديوم: ارتفاع إنزيمات الكبد، تكيس  المبايض وتساقط الشعر).

4.مضادات القلق: وتشمل ألبرازولام، كلونازيبام، ديازيبام، لورازيبام، برومازيبام.  وهذه تصرف لمدة قصيرة فقط لتهدئة القلق، تحت إشراف ومتابعة طبية، بموجب وصفة مقيدة لأنها قد تسبب الإدمان.

وتستخدم لعلاج حالات الخوف والقلق المختلفة، واضطرابات النوم والإجهاد النفسي والهلع.

ومن تأثيراتها الجانبية المحتملة النعاس والنوم والدوار وضعف الإنتباه والتعود.

5.المنومات: وتشمل زلوبيديم، زوبيكلون، إسيزوبيلكون.  هذه مجموعة حديثة نسبياً وهي تستخدم لعلاج الأرق وتصرف مثل مضادات القلق لمدة قصيرة، تحت إشراف طبي وبوصفة مقيدة لأنها قد تسبب الإدمان.

وتستخدم لعلاج اضطرابات النوم مثل الأرق وتقطع النوم وتنظيم ساعات النوم بعد عيد الفطر مثلاً.

ومن تأثيراتها الجانبية النسيان، وضعف التركيز، وعدم التوازن، والتعود.

6.المنشطات: وتشمل الأمفيتامين، ليسديكامفيتامين، ميثايل فينيديت، ديسميثايل فينيديت، ديكستروأمفيتامين. 

وتستخدم لعلاج تشتت الإنتباه وفرط الحركة عند الأطفال والكبار، والنوم القهري وبعض حالات الإكتئاب المستعصي.  كما أنها يمكن أن تستخدم لمدة طويلة في بعض الحالات، ولكنها لا تصرف إلا تحت إشراف طبي وبوصفة مقيدة لأنها قد تسبب الإدمان.

ومن تأثيراتها الجانبية المحتملة الأرق، ضعف الشهية ونقص الوزن، وارتفاع المزاج.


هل يستمر علاج الأمراض النفسية مدى الحياة؟

الجواب: نعم ولا.  فمن المعلوم أن أغلب الأمراض التي تصيب الإنسان هي أمراض مزمنة كالسكري والضغط والروماتيزم وأمراض الغدد الصماء وغيرها، في حين أن الأمراض القابلة للشفاء التام هي في الغالب الأمراض الإنتانية (التي تعالج بالمضادات الحيوية)، وقليل من الأمراض الأخرى.

ومن هذا المنطلق فإن هناك أمراض نفسية بطبيعتها مزمنة مثل الفصام والإضطراب والوجداني ثنائي القطب، وهذه يكون الهدف من العلاج هو احتواء ضرره وتقليله ما أمكن.  وهناك أمراض نفسية حادة يمكن أن تعالج ويتم التخلص منها مثل الإكتئاب والقلق والرهاب بشتى أشكاله، وهذه من المهم جداً المبادرة في علاجها والجمع بين العلاج الدوائي وغير الدوائي لتمكين  المريض من القدرات الفكرية والسلوكية التي تعينه على التخلص من المرض ومنع الإنتكاس.

لذلك قلت “نعم ولا”

ماذا تعني كلمة الإنتكاس في المرض النفسي؟

إنتكاس المرض في معاجم اللغة تعني المعاودة أو رجوع المرض، بعد شفاء.  ولا تعني أن المرض يعود بشكل أشد أو أصعب على العلاج، كما يعتقد البعض.  ويكون الإنتكاس في الأمراض النفسية غالباً بسبب ترك الدواء. 

والأمراض النفسية لا تختلف كثيراً عن الأمراض الأخرى، فمنها ما هو مزمن، ومنها ما هو حاد أو طارئ قابل للشفاء التام.  وقد استطاع الأطباء النفسيون تحديد مؤشراتٍ يمكن القول من خلالها إنْ كان هذا المرض النفسي أو ذاك قابلاً للشفاء أو مزمناً.  وغالباً ما تتم مناقشة كل حالة على حدة مع المريض أو ذويه عند معاينة الحالة.

وعليه، فإنه يمكن القول بأن مدة العلاج تطول أو تقصر، اعتماداً على طبيعة المرض، لا على نوع العلاج. فالأمراض النفسية المزمنة هي كباقي الأمراض المزمنة غير النفسية، تستدعي أن يستمر المريض على دوائه لأن المرض غير قابل للشفاء.  

 وفي المقابل فإن الأمراض النفسية الحادة أو الطارئة يكفي في علاجها استخدام الدواء لمدة محدودة للحصول على النتيجة المرجوة.  بل إن بعض الأمراض النفسية الحادة أو الطارئة لا تستلزم استخدام الدواء لعلاجها، ويكفي في علاجها مساعدة المريض من خلال وسائل العلاج اللادوائية المختلفة.

إذا كان ترك الدواء يسبب الإنتكاس، فهل يعني هذا أنه مجرد مهدئ؟

لا.  كما أسلفنا فإن معاودة المرض بعد ترك الدواء مردُّها في غالب الأمراض النفسية لطبيعة المرض المزمنة، مثل كثير من الأمراض العضوية.  مريض الإكتئاب مثلاً قد يعاوده الإكتئاب لو ترك دواءه، كما يعاود ضغط الدم الإرتفاع لو  ترك المريض دواءه.

لكن مما ينبغي التأكيد عليه، هو أن الدواء يعالج المرض، واللقاح يمنع حدوث المرض.

فدور الدواء هو معالجة الحالة المرضية الحالية، وهذا هو السائد في معظم الأمراض التي تصيب الإنسان، أما اللقاح فهو يمنع بإذن الله حدوث المرض مثل لقاحات الحصبة وشلل الأطفال وغيرها، لكنه للأسف، لا يوجد لقاحات لكثير من الأمراض ومنها  المرض النفسي، حتى الآن.

هل الأدوية النفسية تسبب الإدمان؟

الجواب، لا، في معظم الأدوية.  حيث أن مفهوم الإدمان على الأدوية  النفسية ينطلق من كون بعض المرضى النفسيين يحتاجون للبقاء على الدواء مدة طويلة، وقد تنتكس حالتهم عند ترك الدواء.  والواقع أن هذه مسألة تحكمها طبيعة المرض لا طبيعة الدواء. ولعله يختلط على الكثير من الناس مفهوم الإدمان مع مفهوم الإزمان.

الإدمان على عقار ما، له محددات منها:

  1. الإشتياق لاستخدام العقار بسبب ما يحدثه من تأثير مرغوب مباشر على المزاج.

  2. فقْد العقار لتأثيره المرغوب، والحاجة لزيادة الجرعة مع مرور الوقت للحصول على نفس التأثير.

  3. الوصول إلى جرعات عالية جداً من الدواء لا تستخدم في الأحوال العادية وهو ما يسمى علمياً بالتحمل.

  4. التأثير السلبي على المستخدم جسدياً، أو نفسياً أو اجتماعياً أو مهنياً، بسبب استمرار استخدام العقار.

  5. عدم قدرة المستخدم على التوقف عن العقار رغم التأثيرات السلبية السالفة الذكر، ورغم إدراك المريض لذلك.

هذه المحددات أو العلامات لا تحدث مع استخدام الأدوية النفسية على وجه العموم (يستثنى من ذلك 3 مجموعات صغيرة هي المنومات ومضادات القلق والمنشطات). 

وهذا يعني أن الحاجة لاستخدام الأدوية النفسية مدة طويلة ليس بسبب الإدمان على الدواء، بل بسبب إزمان المرض نفسه (مثل كل الحالات المزمنة في الطب كالسكري والضغط وغيرها). 

هل يمكن لأي طبيب أن يصرف أدوية النفسية؟

نعم.  حيث تصنف الأدوية من ناحية الصرف والتدوال إلى ثلاثة أصناف:

  1. أدوية لا وصفية (أي لا يلزم للحصول عليها وصفة طبية)، ومن أمثلة هذه الأدوية مسكنات الألم وخافضات الحرارة والفيتامينات.

  2. أدوية وصفية (يلزم للحصول عليها وصفة طبية) مثل المضادات الحيوية وأدوية القلب والكلى ومعظم الأدوية النفسية كمضادات الإكتئاب والذهان وضابطات المزاج.

  3. أدوية مقيدة (يلزم للحصول عليها وصفة طبية حمراء تحمل توقيع الطبيب وختم عيادة مرخصة) مثل المهدئات والمنومات).

وتقضي أنظمة الصحة في كثير من دول العالم ومنها المملكة العربية السعودية، ألا يُصرف أي دواء من الفئة الثانية إلا بوصفة طبية، كما يظهر في اللافتات المعلقة في كل الصيدليات.

هل يمكن استخدام الأدوية النفسية أو الإستمرار عليها دون مراجعة طبيب؟

تتيح بعض الصيدليات (وهو سلوك مخالف للنظام) الحصول على الأدوية، وممارسة المعالجة الذاتية، بناء على قراءة في الإنترنت أو توصية من صديق أو ما شابه ذلك.  ولا أحد يشكك في خطورة مثل هذا السلوك على الصحة، خاصة فيما يتعلق بالأدوية النفسية والعصبية، والمضادات الحيوية وبعض الأدوية الخطرة الأخرى.


تطبيق طمّني من الهيئة العامة للغذاء والدواء بالمملكة العربية السعودية يتيح لك: 

  • البحث عن الأدوية المسجلة وتفاصيلها وأسعارها وأماكن تواجدها

  • البحث عن البدائل الدوائية بأقل سعر، البحث عن المنتجات الغذائية باستخدام الباركود الخاص بالمنتج ومعرفة مسببات الحساسية للمنتج

  • البحث عن الأجهزة الطبية المسجلة وتفاصيلها التجارية

  • تقديم البلاغات والاستفسارات حول المنتجات

  • إشعارات التحذيرات والتنبيهات الرسمية الصادرة من الهيئة


تطبيق طمّني في متجر جوجل

تطبيق طمّني في متجر أبل