اضطراب قلق الأمراض
الخوف والتردد
قلق الأمراض هو أحد الإضطرابات النفسية الشائعة. وهو يصنف ضمن اضطرابات القلق التي تتسم بالقلق والخوف. وأهم ما يميز قلق الأمراض هو الخوف والقلق المبالغ فيه من وجود أو الإصابة بالأمراض. وبطبيعة الحال فإن لهذا القلق انعكاسات سلبية نفسية وجسمية واجتماعية ووظيفية.
ما هي أعراض اضطراب قلق الأمراض؟
حسب الدليل الإحصائي والتشخيصي الخامس للجمعية الأمريكية للطب النفسي فإن معايير تشخيص اضطراب قلق الأمراض هي كما يلي:
تتسلط على المريض فكرة مفادها أنه ربما يعاني من مرض خطير، أو أنه عرضة للإصابة بمرض خطير.
لا توجد لدى المريض أعراض مرضية أصلاً؛ وإن وجدت فهي أعراض عامة بسيطة لا تدل على وجود مرض خطير.
عند وجود ما قد يكون مثيراً للتفكير في جسم المريض (كوجود أعراض تشبه المرض الذي يخاف منه أو وجود الإستعداد للإصابة به)، فإن القلق أو التفكير الناشئ من ذلك أكبر بكثير من المعطيات الطبية الحقيقية التي تظهر للطبيب.
يتسم المريض بالحذر الشديد والتوجس تجاه صحته أو أي تغير في وظائف جسمه أو أي أعراض غريبة.
كثيراً ما يتفقد المريض جسمه بحثاً عن علامات المرض، فيقيس ضغطه أو نبضه أو حرارته عدة مرات في اليوم.
قد يتجنب المريض الرعاية الصحية كزيارة الأطباء أو المستشفيات خوفاً مما قد يكتشف عنده من أمراض.
قد يتغير مصدر القلق من مرض إلى آخر، فقد ينشغل بمرض السكري مدة ثم يتركه لينشغل بالسرطان مثلاً.
يستمر القلق بأعراضه المذكورة أعلاه مدة لا تقل عن 6 أشهر.
لا يمكن تفسير الأعراض التي يعاني منها المريض باضطراب نفسي آخر كاضطراب الأعراض الجسمية، اضطراب القلق العام، الوسواس القهري أو حالة ذهانية.
هل لاضطراب قلق الأمراض أشكال مختلفة؟
ينقسم المرضى بقلق الأمراض من حيث سلوكهم تجاه المرض إلى صنفان رئيسيان:
الصنف الباحث عن الرعاية الصحية: وهذا الصنف من المرضى يكثر زيارة الأطباء والمستشفيات بسبب الأعراض التي يشكون منها أو الخوف من وجود مرض ما. وعادة ما يخضعون للكشف والفحوصات المخبرية والإشعاعية.
الصنف المتجنب للرعاية الصحية: وهذا الصنف من المرضى يتجنب زيارة الأطباء أو المستشفيات لأنه يغلب عليه الخوف من لحظة المواجهة بما قد يكتشفه أو يقوله الطبيب.
ما هي أسباب اضطراب قلق الأمراض؟
الوراثة: ليست هناك أرقام حيال نسبة الوراثة لهذا الإضطراب، لكن الإستعداد للقلق يكون هو الشيء الموروث وليس القلق نفسه.
الجنس: لا تختلف نسبة الإصابة باضطراب قلق الأمراض في النساء عنها في الرجال.
العمر: يمكن أن يصيب الإكتئاب كل الأعمار، لكن الإصابة الأولى تحدث عادة في العقدين الرابع أو السابع من العمر.
العوامل الاجتماعية: وجدت الدراسات أن العاطلين والأقل تعليماً يزيد لديهم نسبة الإصابة باضطراب قلق الأمراض.
الضغوط النفسية: تزيد نسبة الإصابة بقلق الأمراض عند من لديه أمراض خطيرة في نفسه أو في أحد أفراد أسرته. كذلك فإن حصول تجربة سلبية مع الأطباء أو المستشفيات أدت إلى اهتزاز الثقة في الخدمات الطبية، قد تزيد من فرصة الإصابة بقلق الأمراض.
كيف ينشأ قلق الأمراض؟
ينشأ قلق الأمراض نتيجة فكرة تسيطر على عقل المريض بأنه مصاب أو عرضة للإصابة بمرض خطير. هذه الفكرة المقلقة تزيد من إفراز السيالات العصبية (المواد الكيميائية الطبيعية التي تجعل الخلايا العصبية تتواصل فيما بينها)، مثل نورادرينالين (NA).
وافراز هذه السيالات هو المسئول عن المزيد من أعراض الخوف التي تزيد من قلق المريض وربما تؤكد له هذه المخاوف.
ما مدى انتشار اضطراب قلق الأمراض؟
حسب دراسات الجمعية الأمريكية للإضطرابات النفسية فإن نسبة من يعانون من قلق الأمراض هي حوالي 1 من كل ألف من مراجعي المستشفيات والعيادات الطبية. كما وجدت دراسات ميدانية أن نسبة انتشاره في المجتمع 1 من كل ألفين.
وذلك يعني أن عندنا في المملكة العربية السعودية حوالي 17,000 حالة باعتبار عدد السكان 34,000,000 نسمة.