الكنعاني الزائر
أين خفير؟
كنت في رحلة حركلة (hiking) مع صديق حول “الغابة الصحراوية”، ويبدو أن كنعانيٌ لمحنا خلال هذه الحركلة وتبعنا وأراد أن يقوم بواجب الزيارة. فمن هو؟
“Owners of dogs will have noticed that, if you provide them with food and water and shelter and affection, they will think you are god. Whereas owners of cats are compelled to realize that, if you provide them with food and water and shelter and affection, they draw the conclusion that they are gods.”
Christopher Hitchens
لم أعتقد أن تجربة التعامل مع الحيوانات، لها إيجابيات مهمة للإنسان. أعتقد أن التحيز في مجتمعنا ضد تربية الحيوانات مثل الكلب والقط، منع الكثير من تجربة طفولة مختلفة، الآن لدي صديق جديد، لا بشري!
لم أعش طفولة يتخللها أي تعامل مع الحيوانات بشكل مباشر (عدا في حديقة الحيوان)، تخيل أني لم “أتقبل” لمس الحيوانات المنزلية (القط والكلب) إلا في الثلاثين من العمر!
كل هذا تحت ذريعة المخاوف الصحية من انتقال الأمراض والقذارات من هذه الحيوانات، رغم أن لديها أساليب فطرية في تنظيف نفسها وفرائها. هذه المعتقدات جلبتها من المجتمع والعائلة والشارع، ولكنها ليست صحيحة ولا خاطئة في نفس الوقت.
ما الدرس؟ كثير مما نعتقده هو صورة مشوهة لمعلومة مختزلة بطريقة تريدها البيئة من حولك، وتؤثر عليك بها وكأنها مسلمات طبيعية يؤمن بها كل من على الكرة الأرضية!
الآن، هل تريد أن تتعرف على خفير، الكنعاني الزائر؟
سميته “خفير”، والخفر هو أشد أنواع المراقبة ولهذا يسمى مركز الشرطة أيضاً بالمخفر، ويسمى النشاط الليلي خارج أوقات العمل الرسمية للفرد العسكري بالخفارة. فخفير هو عسكريُ الغابة الصحراوية.
أمضى معنا ليلته الأولى وكان خفيراً بالليل بعد وجبة سمك مشوي استمتعنا بها، نائماً بالنهار مع نوبات سريعة من التأكد من الأمور في المكان.
هذه أحد اللحظات السعيدة بيني وبينه، لاحظ أن هذا أول كلب ألمسه
ولكن!
غبت عنه أيام وعدت ولم أجده، يبدو أن بضعة أيام من الصحبة لم تكن كافية ليلازم المكان، ولكن يقال أن الغائب عذره معه، فمكانك موجود يا خفير متى ما أردت الزيارة مرة أخرى.
هنا لحظة وداع في آخر مرة رأيته بها