ETFs


صناديق المؤشرات المتداولة


ينصح المستثمر المعروف “وارن بافت” عائلته من بعده ومعظم المستثمرين بالاستثمار في الصناديق التي تتبع حركة السوق، فهو يرى أنه ليس من الحكمة محاولة التغلب على السوق حيث أن معظم المستثمرين يفشلون في تحقيق ذلك[1].


تعالوا نرى لماذا يفشل معظم المستثمرين في التغلب على السوق ولماذا صناديق المؤشرات المتداولة (Exchange Traded Funds) هي الحل الاستثماري الأنسب لأغلب الناس!

لماذا يفشل معظم المستثمرين في التفوق على أداء السوق؟


هنالك محددات كثيرة تجعل من أداء السوق يتفوق على المستثمرين الذين يتوقعون أداء معين لأسهم يختارونها بعد تحليل وتدقيق وتوقيت! نذكر هنا أكثرها أهمية:


  • الأخطاء البشرية (تعتمد صناديق الاستثمار على محللي استثمار، ولأن التحليل يعتمد على قدرات كل شخص ولايوجد طريقة ثابتة تماماً كما في الصناعة وغيرها من المجالات لاتخاذ القرارات.. فهذا يؤدي إلى نسب خطأ أعلى عند اتخاذ القرارات وذلك لتداخل الأسس الكمية مع مشاعر المحللين عند اتخاذ القرارات الاستثمارية)

  • تكاليف إدارة الاستثمار (تكمن أكبر التكاليف لعملية اتخاذ القرار الاستثماري، في رواتب المحللين ومدرائهم والمنظومة من ورائهم لإدارة الصناديق الاستثمارية التقليدية -التي تتبع طريقة الاستثمار النشط بتكثيف التحليل ومتابعة الشركات لاتخاذ القرارات- مقابل قرارات استثمارية من المحللين كمخرجات)

  • الوقت (في حالة كنت مستثمر فرد وتستثمر بشكل مباشر في السوق [ليس عن طريق صناديق استثمارية]، فأنت تضع جزء من وقتك لمتابعة الشركات وتحليلها، هذا الوقت هو عبارة عن تكلفة غير مباشرة. وللتنبيه، أنا هنا أفترض معرفتك بالتحليل المالي الأساسي والفني، يفترض أن لا تستثمر بشكل مباشر في الأسهم إذا كان هذا لاينطبق عليك)


قد تحتاج لسماع الموسيقى المرفقة لتسهل عليك قراءة الأرقام القادمة!



حسب دراسات تقارن المستثمرين الذين يتبعون طريقة الاستثمار النشط وبالمقابل المستثمرين الذين يتبعون طريقة الاستثمار الخامل (SPIVA)، أكثر من 85% من مدراء الصناديق النشطين لم يستطيعوا التفوق على أداء مؤشر السوق الذي يستثمرون فيه على مدى 10 سنوات [2].



ماذا عن المقارنة لفترة أطول من 10 سنوات؟

نسبة المخفقين في التفوق على أداء السوق تزداد، ليتبقى أشخاص معدودين من استطاعوا أن يتفوقوا بأداء محافظهم على أداء مؤشر السوق خلال فترة حياتهم الاستثمارية!


لماذا صناديق المؤشرات هي الحل الاستثماري الأنسب لأغلب المستثمرين؟


عندما نقول أغلب المستثمرين، نقصد به معظم الناس الذين لا يصنفون كمستثمرين محترفين يستخدمون أساليب تحليل كمي ومالي لاقتناص الأسهم المسعّرة بأقل من قيمتها السوقية العادلة. وكما ذكرنا، حتى المحترفين يخفقون رغم ما يقومون به من تحليل وتدقيق، وذلك لبنائهم نماذجهم على بيانات تاريخية، بينما سعر السهم مستقبلياً يعتمد على متغيرات يصعب توقعها!


صناديق المؤشرات المتداولة هي أداة استثمارية قليلة التكلفة تتبع طريقة الإدارة غير النشطة للاستثمار وبدون “وجع رأس”، بها يتجنب المستثمر الوقوع كضحية للإشاعات في السوق، خصوصاً من ليس لديه علم كافي بطريقة تقييم أسعار الشركات! وهي تحاول محاكاة مؤشر السوق (أو مؤشر فرعي آخر).



ماهي مميزات الاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة؟

  • تكاليف منخفضة جداً (تصل في بعض الصناديق الكبيرة في السوق الأمريكي لما يقارب 0.0x% من إجمالي قيمة الأصول المدارة في الصندوق، سنذكر تكاليف الصناديق المشابهة في سوقنا المحلي) [3]

  • شركات سائلة وكبيرة نسبياً (تتجنب صناديق المؤشرات، الشركات ذات السيولة المنخفضة أو الشركات الصغيرة جداً وذلك لتذبذب أسعارها بشكل أكبر من الشركات الكبيرة السائلة [سيولة السهم تكمن في عدد وكمية الصفقات]، هذا يجعل الشركات المُضَمَّنة في المؤشر التي يضعف أداءها، تخرج من قائمة استثمارات الصندوق بأقل الخسائر فور تدهور وضع الشركة وذلك إما لانخفاض سيولتها أو قيمتها أو كليهما. أغلب المؤشرات تحدث قائمة شركاتها ربعياً)

  • لا تحتاج لمتابعة عن قرب (غالب المستثمرين يمضون يومهم في أعمالهم وليس لديهم الوقت لمتابعة السوق عوضاً عن فهم تفاصيل أخبار وتقارير الشركات. مدير الصندوق يشتري حسب ما يملي عليه المؤشر بالأوزان التي تمثلها الشركات وغالباً يتم تعديل الأوزان بشكل دوري ربعي أو شهري، هذا يعني أن مدير الصندوق لديه مهمة واحدة فقط خلال أغلب الأيام وهي تنفيذ عمليات البيع والشراء لوحدات الصندوق فقط والتي يمكن أتمتتها، مما يعني تكاليف أقل!)

  • تجنب الأخطاء الشائعة (باستثمارك في صندوق مؤشر متداول أنت تتجنب كثير من الأخطاء الشائعة، مثل: عدم تنويع وتوزيع المحفظة محلياً بين شركات مختلفة وقطاعات متعددة، الوقوع ضحية للشائعات، البيع والشراء الناشئ من قرار مرتبط بمشاعر تجاه خبرٍ ما .. وغيرها)

ماذا عن صناديق المؤشرات المتوفرة في سوقنا المحلي؟


حتى تاريخه، يوجد 3 صناديق مصنفة كصناديق مؤشرات متداولة متوفرة لدى شركات استثمارية محلية، بعض المعلومات عن هذه الصناديق في الجدول التالي [4]:

كلما زاد عدد الشركات في الصندوق كلما قل تذبذب سعر الوحدة وكلما كان أقرب في محاكاة مؤشر السوق الرئيس (تداول). الجدير بالذكر أن جميع هذه الصناديق تُعيد استثمار التوزيعات النقدية المتحصلة من الاستثمارات وهذا يعظم عوائد الاستثمار على المدى الطويل (أحد أهم الركائز في الاستثمار هو إعادة استثمار العوائد للاسفادة من القوة المركبة للنمو). الصندوق رقم 1 يستثمر فقط في قطاع البتروكيماويات (يحاول محاكاة مؤشر فرعي > مؤشر البتروكيماويات، والمعتمد على أسعار النفط بشكل مباشر)


ماذا عن سيولة هذه الصناديق من حيث تداول وحداتها (من بداية 2015 وحتى نهاية أغسطس 2019):

وهذا يوضح تفاوت السيولة بين مختلف صناديق المؤشرات المتداولة محلياً.. مما يعطي انطباع عن تأخرنا في استخدام هذه الأداة الاستثمارية المهمة لأغلب المستثمرين، بالمقارنة بالسوق الأمريكي[5]. وقد يطرح تساؤل لماذا لا يوجد أكثر من 3 صناديق محلياً، هل لعدم إقبال المستثمرين على هذه الأداة؟ ربما التكاليف؟ أو عدم معرفة المستثمرين بفائدة هذه الأداة الاستثمارية؟ خصوصاً للمستثمرين الذين يستثمرون لتقاعدهم ويريدون أعلى العوائد بأقل التكاليف.


الجدير بالذكر، يوجد صناديق مؤشرات عالمية للسوق السعودي(تداول)، أحدها (iShares MSCI Saudi Arabia ETF المدار بواسطة شركة “بلاك روك” [6]) يستثمر أكثر من 2.5 مليار ريال، أي أكثر من 60x ضعف لحجم صناديق المؤشرات المتداولة محلياً مجتمعةً. مما يعني سيولة أكبر لهذا الصندوق (حجم الصناديق الثلاثة المحلية ما يقارب 40.5 مليون ريال فقط!)

الآن، إذا كنت مستعداً للاستثمار في الأسهم وتحمل مخاطرها.. ربما تكون صناديق المؤشرات المتداولة هي الأنسب لك، قلل مخاطر استثماراتك وتجنب بعض أخطاء الاستثمار الشائعة، بالاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة ETFs!

Join