آدم والمال
قصة - الجزء الأول
وجد آدم نفسه على كوكب الكرة الأرضية وليس معه شيء، بل لا يغطي جسمه شيء! كيف اكتشف آدم المال؟ وهل اخترعه؟ لماذا يحتاجه؟
يا ترى، هل تغير بني آدم كثيراً عن أبوهم آدم؟
في أول ليلة لآدم على الكرة الأرضية، بدأ يبحث عن ما يغطيه لانحراجه من عورته. بحث عن بعض الأوراق والأشجار ليغطي بها جسمه. هنا اكتشف أن الأوراق هي مصدر جيد للغطاء وستر العورة، وضع موقع هذه الشجيرات في خريطته العقلية وبدأ رحلة بحث أخرى بسبب، الجوع!
كان لا بد أن يجد شيء يأكله، بحث عن بعض الثمار ووجد ما يسدّ به جوعه. حان وقت النوم، أين الكهف!
في اليوم التالي، خرج آدم من الكهف بحثاً عن الماء والغذاء. بينما كان يمشي في الغابة وإذ به يقابل فتاة جميلة اسمها حواء. اقترب منها وقدّم لها بعضاً مما وجد من الغذاء. راق لها، فتبعته في رحلته بالغابة حتى الغروب. داهمهم الليل، وكان لا بد من العودة للكهف، هنا اكتشف آدم أن الكهف لا يكفي لشخصين ولابد له من حلّ. ناما عند مدخل الكهف وحالفهم الحظ أنها لم تمطر السماء ولم يهجم عليهم أيٌ من سباع الغابة.
استيقضوا في الصباح الباكر واتفقوا على أن تذهب حواء لجلب الماء والغذاء ويبحث آدم عن بعض المواد لبناء غرفة كتوسعة للكهف. استغرق البناء بضع أيام ليصبح المسكن آمن ومريح.
بعد مرور بعض من الوقت، أصبح لآدم وحواء بعض الأبناء، واستقر في المنطقة بعض الجيران ليصبح المكان عبارة عن قرية صغيرة، يضيف كل فرد عناصر مختلفة للمكان.
كان كل فرد في هذه القرية، لديه مهارات مختلفة، فبعضهم يعرف كيف يشتل الأشجار ويزرعها ليزيد من انتاج القرية، وآخرين يبنون ويصلحون أسقف المساكن بعد انكشافها من عوامل التعرية. وآخرون ينسجون ويحيكون ليغطوا أجسام سكان القرية والبعض يعلّم أهل القرية بعض العلوم التي جمعت عبر السنين من السكان الفانين. الكل مشغول بشيء لينتج ويضيف للقرية ويساعد الآخر.
في فترة لاحقة من الزمن، أصبحت القرية كبيرة جداً وتحولت إلى مدينة. أصبح السكان لا يعرفون بعضهم وليسوا على مستوى عالي من الثقة بينهم، فهم أصبحوا يتعاملون مع أشخاص لم يقابلوهم من قبل. بالإضافة إلى ذلك، تعددت الاحتياجات وازدادت العناصر والبنود. هذا جعل مقايضة ما تقدمه مع مايقدمه الطرف الآخر صعب وبطيء ويتطلب الانتظار في بعض الأحيان لحين احتياجك لما يقدمه الطرف الآخر. كان لا بد من حلّ.
فكر آدم ومن معه في حلّ، وتوصلوا إلى أنه يجب أن يكون هنالك عنصر يستخدمونه كوسيط بدلاً من المقايضة، ولابد أن يكون صعب استبداله أو خلقه أو تصنيعه ويفترض أن يكون نادر في العالم الواقعي.
وجدوا الذهب! لما له من خصائص في صعوبة الاستخراج وندرته في الأرض، فاختاروه، ليصبح الذهب مستخدماً في المعاملة كعملة، بديلاً عن المقايضة.
انتعش اقتصاد القرية لسهولة التبادل التجاري بسبب الذهب، وأصبح الجميع يبحث عن الذهب سواءً بالتعدين أو تنمية التجارة أو السرقة! وبما أن الآوادم لا يستطيعون الأكل أكثر مما يطيقون ولا يحتاجون لمسكن أكبر مما يحتاجون، وهي أكثر ما يحتاجه بني آدم. كان لا بد من طريقة لاقناعهم بغير ذلك.
بدأ كل باحثٍ عن الذهب، بالابداع في خلق منتجات أو خدمات لبيعها والحصول على الذهب، وكان لابد من الاستعانة بآخرين لتطبيق هذه الأفكار الإبداعية على أرض الواقع ومشاركة جزء من الذهب معهم، فأصبح الأوادم ما بين مبتدع للأفكار ومساعد له في التطبيق.
كان هنالك مبدعين من نوع آخر، مبدعين في طرق سرقة الذهب. نشأ هنا أهمية لحماية الذهب من السرقة، وأصبح جزء من الأوادم يعملون بالحماية ويتقاضون جزء يسير من الذهب ليبتاعوا احتياجاتهم.
وفي هذه اللحظة التاريخية، أصبح الآدمي يتلقى ذهباً على جهده ووقته بينما كان يقايض ذلك الجهد والوقت والمهارة بشيء آخر يحتاجه من شخص آخر.
في الجزء التالي.. سنتعرف على
ماذا فعل الذهب بآدم؟