ماهو العقار؟

ولماذا الكل يَهتَمّ له!

في اللغة، “العَقَار” يرتبط تعريفه لغوياً بشكل أساسي مابين (1) الأصل و (2) الملازمة. أصل، بمعنى أنه عنصر محسوس وليس شيء خيالي كالأفكار مثلاً. والملازمة تأتي في الاستخدام بحيث أن هذا الشيء يزوره الشخص ويلازمه للاستفادة منه بشيء معين، كالمنزل للمبيت والمعيشة هروباً من العوامل الجوية والمخاطر الطبيعية. حاول أن تفكرّ ماهي الأصول التي تلازمها؟ هل يمكن تصنيفها كعقارات اليوم أو في المستقبل (شاشة جهازك اللوحي مثلاً).
يوجد شخص ما عاش في مكان كهذا في وقت مضى

يوجد إنسانٌ ما، عاش في مكان كهذا في وقت مضى

لماذا يهتم الناس بالعقار؟


يهتَمّ الناس والتجار والحكومات والعالم أجمع بالعقار لأنه سلعة أساسية لمقومات الحياة المدنية (سؤال تاريخي: متى أصبح العقار سلعة؟). يحتكّ الإنسان مع العقار بشكل مباشر في أوعية متغيرة مثل المنزل والمكتب والمعبد ودُور التعليم والمصانع والمتاجر وغيرها من مصارف أوقات البشر للإنتاج والاستهلاك، فيلازمون هذه المواقع الحقيقية. لهذا يهتم البشر لما يحصل من متغيرات على هذه السلعة المهمة. أي تغير على تكلفة هذه السلعة الأساسية، تؤثر على باقي تكلفة إنتاج واستهلاك السلع والخدمات، فأثر التغيّر على تكلفة العقار له تأثير تراكمي عبر سلسة القيمة لأي منتج أو خدمة (أثر غير مباشر وقد لا ينتبه له الكثير). لماذا؟


هذا الأثر المنسكب على سلسلة القيمة يأتي من أي تغير في تكلفة إنتاج أو استهلاك البشر، لإبقاء النشاط الاقتصادي في حالة منتعشة أو مستقرة. لنأخذ مثلاً سكن العاملين ومن يعولونهم لإنتاج خدمة أو منتج معين، أي تغير في تكلفة سكنهم تؤثر على الدخل الذي سيطلبونه (كسوق كلي وليس كأفراد، فالحالة تتغير من فرد لفرد). لنفترض مثلاً ارتفاع سعر العقار في مكان ما، هذا يعني أن العامل في سوق بهذا المكان سيطلب دخلاً أعلى لإنتاج جهد معين (منتج أو خدمة) ليستطيع السكن في هذا المكان، فترتفع بذلك تكلفة المنتج أو الخدمة. سؤال مهم هنا لا يمكن إهماله، ماذا لو كان هنالك من يستطيع التكيف للعيش في مساكن أقل تكلفة (مثلاً العمالة المستقدمة من البلاد الفقيرة نسبياً، أو التعميد بالباطن لبعض المشاريع المحلية لسكان دول مجاورة)، كيف سيكون أثر هذا على سوق العمل والعقار؟ محاور كثيرة من الاقتصاد لها روابط وثيقة ببعضها هذا غير التأثيرات المنقولة من الأسواق العالمية عبر النفط. وهذا في نهاية الأمر ينعكس على جودة حياة الفرد في المملكة.

المعضلة العقارية


أسعار العقار في أماكن كثيرة من العالم في ارتفاع (سعري) مستمر عند النظر على المدى التاريخي الطويل. والسبب الرئيس هنا هو التضخم السعري نتيجة لطريقة تصميم وعمل النظام المالي العالمي، هذا عند النظر على هذه السلعة بعدسة تلسكوبية من على بعد. ولكن ماذا عن النظر لأسعار العقار في بيئة محدودة تحت المجهر (مثل مدينة ما)؟ ستدخل هنا متغيرات مختلفة في حدة التأثير على اتجاهات الأسعار في المدى القصير والمتوسط، لتفسير الاتجاه السعري للعقارات في هذه المدينة. إذا مهتم تعرف معلومات أكثر عن عقارات المملكة، في متون للتقنية نحاول تفكيك هذه المعضلة وننشر تقاريرنا وتحليلاتنا بناء على الأرقام والمشاهدات، ونقدم حلول معلوماتية تفيدك في اتخاذ قراراتك. تقدر تبدأ من هنا لفهم ماهي المعلومة العقارية؟


نرجع للمعضلة العقارية، ستجد أن كثير من الناس في حديث الشارع لديهم امتعاض عند مناقشة أي شيء يتعلق بالعقارات، وهذا ناشئ بشكل أساس من ضعف ملائمة السلعة العقارية لاحتياج الممتعض. ضعف الملائمة قد يكون سعري أو تصميمي أو غيرها، ولكنها كلها تصبّ في تأثير سلعة أساسية للحياة بشكل سلبي على جودة الحياة (تخيل لو كانت هذه السلعة الغذاء والدواء بدلاً من العقار لتصور المعضلة بعين مختلفة). التأثير السلبي لارتفاع أسعار العقار يكون بشكل مباشر مثلاً عن طريق انخفاص جودة التنفيذ والتصميم وبشكل غير مباشر في تآكل القوة الشرائية لأساسيات أخرى، مما يَحُطّ من جودة حياة الشخص ومن يعولهم.


الكائن البشري لديه دائرتين كهربية في الدماغ لتحفيز قراراته وتحركاته في هذه الحياة، دائرة تجنب الألم ودائرة إشباع الرغبات. أي تأثير عكسي غير متوازن على هذه الدوائر يسبب امتعاض وقلق للإنسان. ماذا تعتقد تأثير هذا على الإنسان الممتعض والقلق؟ ما تأثيره على الاقتصاد والمجتمع والتقدم البشري في شتى المجالات؟

مالحل؟ أريد أن أتملّك مسكني؟


سأخذ الحلول من جانب فردي بمعنى ليس من جانب سياسات وتشريعات أو ماذا يفترض أن تعمل منظمة ما أو أخرى، سأطرح لك بعض الجوانب التي قد تجد فيها حلّ لك للوصول لسلعة عقارية ملائمة لك ولعائلتك.


حلّ تقليدي

كثير من الناس وصلوا لتملك مساكنهم عن طريق الحلول التقليدية، بعضها متوفر حتى الآن وبعضها تلاشى. الحلّ السائد عند الكثير هو شراء قطعة أرض بعيدة بعض الشيء عن الحركة التجارية والكثافة السكانية الحالية، بحيث يتمكن الشخص من بنائها بعد فترة من الزمن بعد معرفة احتياجات العائلة والتركيز على سلع أساسية أخرى في هذه الفترة حتى يحين وقت بناء هذه الأرض (غالباً بعد عقود من الزمن). هذا يعني أنك ستسكن فترة ليست بالقصيرة في مسكن مستأجر وغالباً فترة بناء المنزل ستكون فترة حرجة مالياً، بافتراض تمويلها من مدخرات واستثمارات وقروض شخصية.


حلّ مستجدّ

أخذ قرض تمويلي عقاري بمجرد قبول البنك لملائتك المالية وتوقع قدرتك على عدم التخلف عن السداد (معتمدة بشكل أساس على دخلك الشهري ومعايير أخرى تختلف من بنك لآخر). هذا الحلّ يعطيك ما ترغب فيه ولكن ليس بالضرورة ما تحتاجه، في كل مرحلة من حياتك. فقد يؤثر على جودة حياتك في مصارف أخرى من الحياة وذلك لعدم ملائمة المنتج السكني لك لكامل فترة ملازمتك له. قد يكون هذا الحلّ الأنسب في حال تطورت أنواع المنتجات السكنية حجمياً ونوعياً ومكانياً.


حلّ تاريخي

كان الناس قديماً يبنون بيوتهم بمواد أولية وافرة بيئياً وتصاميم غير مبتذلة. يساعدهم في البناء من حولهم ويزيدون في رقعة البناء كلما ازدادت حاجتهم. مع الانتباه لعناصر البيئة والمؤثرات الطبيعية عليهم وذلك لضعف التقدم التكنولوجي آنذاك كحلول التكييف مثلاً.


حلّ إبداعي

هنا قد تحتاج لبعض من الخيال غير العلمي. ربما تحتاج لسؤال نفسك هل كل البشر في هذا العالم يعيشون بنفس طريقة عيش معظم الناس محلياً؟ أطلق مارد خيالك للبحث عن حلول جديدة وإبداعية قد تناسبك. فكّر في أسلوب حياتك المثالي (حاول فهم المؤثرات الدعائية والتسويقية عليك لتقمص أسلوب حياة معين)، وستعرف ماهو الحلّ المناسب. تاريخياً، البدوي سكن الخيمة رغم وجود بيوت الطين كتقنية بناء في زمانه، وهذا لما يحتمه أسلوب حياته من الترحال بحثاً عن الكلأ ومزايا لأسلوب حياة مختلف.

تذكّر أن العقار سلعة أساسية لتحميك وعائلتك من العوامل الجوية والمخاطر الطبيعية، هذه هي المحددات الأساسية لبقائها كسلعة أساسية، ما زاد عن ذلك ارتقى لأن يصبح سلعة رفاهية غير أساسية.


أين وجد الكلأ أَنِخ رِحالك!
Join