كيف تسيطر على مشترياتك اونلاين؟
ثغرة جديدة مكتشفه
اكتشفت ثغرة خلال تسوقي
اونلاين عبر المتاجر الإلكترونية
سأشارككم هذه الثغرة الخنفشارية
والتي قد تتفوق على الدفع نقداً!
سأشاركك لماذا تحتاج لثغرات
تسيطر فيها على مشترياتك
ومافائدة هذه الثغرة الجديدة
في التسوق الإلكتروني
سابقاً، كان الدفع نقداً يعطيك إحساس بحجم المبلغ الذي تشتري به. ولكن الآن، تغير هذا الإحساس الفيزيائي إلى عدم الإحساس مطلقاً في بعض الأحيان. قد يصل بك الأمر للشراء عبر أبل باي (احتكاك منخفض جداً للدفع) ومن ثم خلال أجزاء من الثانية تكتشف أنك اشتريت شيء لا تريده ولا تعرف لماذا اشتريته أو كيف وصلت لهذه الخطوة بشكل لا واعي!
سأقص عليك قصة شخص يدعى سعد. سعد عاش في فترة طفرة النفط في المملكة وكان ضمن آخر جيل ممن يستلم مرتبه بشكل نقدي. عندما يستلم مرتبه النقدي، يذهب إلى عائلته ويجلس مع زوجته لتقسيم المبلغ لحاجاتهم اليومية والشهرية والادخارية. عندما يذهب سعد للبقالة للتبضع، يأخذ من ما وضعوه لهذا النوع من التبضع. بهذه الطريقة يديرون ميزانية الأسرة وسيكون من السهل معرفة تجاوز حد الصرف لوجود نطاق فيزيائي واضح وهو عدد القروش والنقود في محفظة البند (كانوا قديماً يستخدمون الظروف البريدية لتقسيم ميزانية العائلة لعدة بنود. بعض الحلول التاريخية لا يؤثر عليها الزمن، جربها إذا لديك تحديات في الصرف).
لاحقاً، سافر سعد لأمريكا وتعرف لأول مرة على الحساب البنكي وأنه يمكنك صرف المبلغ عبر الشيكات ويقبلها معظم المتاجر. انبهر سعد بهذه التقنية المالية التي تخفف عليك هم حمل النقود والحفاظ عليها. ولكن، لاحظ سعد أنه من السهل كتابة الشيك ولا يمكنه من معرفة رصيده بشكل آني، فلا بد من زيارة فرع البنك لمعرفة رصيده. كانت بعض شيكاته ترفض لعدم وجود رصيد فيضطر لإيداع النقود في الحساب البنكي لتجنب غرامات انخفاض الرصيد.
ظهرت فيما بعد البطاقات الإئتمانية فوجد فيها سعد الحل لمشكلة انخفاض الرصيد والغرامات بالإضافة لإمكانية الشراء قبل استلام المرتب على شكل اقتراض تلقائي، ولكنه لم ينتبه لوجود فوائد تتضاعف تراكمياً على المبالغ المتأخرة والغير مسددة. دخل سعد في دوامة وديون إئتمانية تشبه كرة الثلج!
اكتشف الخدعة متأخراً وحاول جاهداً التخلص من البطاقة الإئتمانية وتسديد جميع المستحقات والعودة للنقد!
ماذا لو كان سعد يعيش في حاضرنا؟
كيف سيتعامل سعد مع حاضرنا وفيه حلول وتقنيات مالية متقدمة وجميعها تبحث عن ماحصلته من جهدك في الماضي، وتتطاول على جهدك في المستقبل عبر حلول (خوابير في بعضها) مالية تقنية. أغلب الحلول المالية تحفزك للاستهلاك بشكل عام وتساعد في بعض الأحيان للحصول على أصول يصعب الوصول لها إلا بعد فترة طويلة من الادخار والاستثمار. من هذه الحلول المالية للأفراد:
الحساب البنكي
المصرفية الإلكترونية
البطاقات الإئتمانية
القروض الشخصية الاستهلاكية
القروض الشخصية العقارية
الجمعيات الدورية
تقسيط المشتريات
أشتري الآن وأدفع لاحقاً
سوق الإقراض السوداء
أخرى
لاحظ، جميعها تحفر في مكان واحد، وهو تشجيع استهلاكك مقابل دخلك المستقبلي وما ادخرته في الماضي. هذا لا يعني سوء هذه الحلول، ولكن للتوضيح أن الكثير يقع في هذا الأمر من غير علم بأن استهلاكه هو مصدر تقييده الذي يشتكي منه في بعض الأحيان.
ماذا عن الشراء اونلاين؟
تجربة الشراء اونلاين تتفوق على التسوق التقليدي في عدة أمور، ولكن النمط العام هو انخفاض الاحتكاك (friction) في عملية الشراء. فالمنتج يفصلك عنه عدة نقرات على الشاشة وبعدها يأتي إليك (رغم تحديات التوصيل الحالية، يعتبر التوصيل أقل احتكاك من ذهابك بنفسك للتسوق). هذا يعني أننا في مستوى جديد من انخفاض للاحتكاك لإتمام عملية الشراء. فإذا كان ليس لديك النقود، هنالك من يقرضك، وإن كنت لا تستطيع الذهاب للتبضع، يتم إيصال المنتج لك. وفوق كل هذا يخرج عليك المنتج تسويقياً في كل مكان بمجرد التفكير في البحث عنه! مالحل؟
الحل برفع “الاحتكاك” مرة أخرى. هنا تأتي الثغرة التي أخبرتك عنها. هنالك طرق مختلفة لرفع الاحتكاك في عملية الشراء، ولكن في التسوق الإلكتروني فأنت تواجه قوى متناغمة تعمل على خفض الاحتكاك في كل جانب من جوانب تجربة الشراء. هنا يجب عليك تطوير دفاعات شخصية كنوع من المواجهة لهذه القوى المتلهفة لاستقبالك!
الثغرة!
قم بعمل هذه الخطوات وعدل عليها بما يتناسب مع سلوكك الشخصي. لنفترض أنك تريد شراء منتج أو حلّ معين اونلاين، كيف ترفع من الاحتكاك قبل إتمام عملية الشراء؟
١- ابحث عن جميع المتاجر التي تبيع المنتج (محلياً، عالمياً، اونلاين، اوفلاين)
٢- قارن أسعارها واختر الأفضل قيمة
٣- ضع المنتج في السلة
٤- قم بجميع الخطوات لإتمام عملية الشراء عدا الدفع (أهم خطوة)
٥- غادر الموقع
٦- فكّر لماذا تحتاج المنتج
٧- صنف الاحتياج من حيث الأهمية والإلحاح الزمني
٨- فكّر في بدائل بشكل إبداعي
٩- أعد الخطوات مرة أخرى بنفس الطريقة لأكثر من مرة
١٠- في حالة بقاء المنتج في خانة الاحتياج فربما الأفضل أن تشتريه الآن
لكل خطوة هنا مهمة معينة في تفعيل الاحتكاك بطريقة معينة. ليس هذا فحسب، بل ستستفيد من الحصول على أفضل منتج بأقل سعر في حالة وصلت إلى قناعة تامة باحتياجك لهذا الشيء. طبعاً يختلف الجهد والوقت الذي تبذله حسب المنتج وأهميته وتأثيره على ميزانيتك. لو كانت السلة تحتوي أكثر من منتج ستلاحظ تقلب محتوياتها في كل مرة تقوم بالخطوات، وهذا دليل على عشوائية مشاعرك ودوافعك لشراء شيئ معين.
الكثير من المشتريات والاستهلاك مبني علي حالة معينة يطلق عليها “الشراء اندفاعياً” (impulse purchase). الاندفاع هنا في غالب الأمر حفزه شيء في الماضي أو خيال مستقبلي رُسِم بتأثير من الماضي (إعلانات، دعايات، سوالف وقصص.. إلخ)
Many of our current crises stem from an inherent flaw: the modus operandi is greater consumption.
Freequill