ساحرة سنو وايت

كانت ساحرة سنو وايت مهووسة بالجمال وكرهت جميلات العالم بسبب ذلك, فقامت الساحرة في هذه القصة بإرسال صياد لقتل سنو وايت, لكن الصياد تراجع عن قتلها.. إلى نهاية القصة, هذه القصة تذكرني كثيرا ببعض “البنات” وهنا أقصد 
تلك التي تجوب المدينة وكأنها تمشي على منصة موضة.. ها هي تتلألأ في جمالها وتبرق بابتسامتها الدائمة, متفاخرة بشعرها المستعار وبملابسها, ومتعالية بجمالها الطبيعي المزور!

تلك “البنت” التي تخرج من بيتها كل صباح وهي تعلم أن نظرات الرجال ستلاحقها أينما ذهبت وأنها ستكون محط أنظار البنات, وكأنها تقول للجميع بثقة “اطلعوا علي وتمتعوا, فأنا أدري بمدى جمالي ولن تروا مثلي إلى أن تموتوا”!

ومن هناك كان حبها الأوحد هو نفسها, فهي تغرق في جمالها وتعشق انعكاس صورتها في المرآة, كما كانت تفعل الساحرة, وأما باقي المخلوقات فهم لا يعنونها ولا تبالي, فهي مشغولة جدا بذاتها ولا وقت لديها للآخرين, ما دام لديها مرآة تراها.. وتراها.. وتراها.. مليون مرة في اليوم!


إنها “البنت” الحلوة التي تعرف أنها حلوة.. تلك التي تكون أقرب إلى الكمال, وفي هذا الزمن لم تكتفي الفتيات فقط في لعب دور الساحرة بل حتى “العيال” الوسيمين اللذين يعلمون أنهم وسيمون, وهنا أتساءل! 


يمكن أن يكونوا مصابين بنفس المرض الذي أصاب ساحرة سنو وايت, فهم يعتقدون بأن العالم يدور حولهم وحول جمالهم الخارجي, يمكن رؤيتهم وهم يلعبون بشعرهم وينظرون إلى أنفسهم في المرآة بشكل متكرر, وينتهزون أي فرصة لإظهار جمالهم للآخرين.


ومن المؤكد أن هؤلاء الأشخاص يحبون أن يكونوا في المركز الأول ويشعرون بالاهتمام والإعجاب من قبل الآخرين, ولكن بالنسبة للآخرين فهم يرفضون هذا السلوك المتعجرف والمتفاخر, ويتجاهلونهم بسبب تصرفاتهم الغير مرغوب فيها.


لذلك, يجب عليهم أن يتعلموا أن يحترموا أنفسهم وجمالهم الداخلي بدلا من الخارجي, وأن يتوقفوا عن البحث عن الإعجاب والانتباه من الآخرين, فالجمال الحقيقي يأتي من الداخل ولا يمكن أن يكون ذلك مزورا أو مصطنعاً, وعندما يكون لديهم ثقة بأنفسهم ويعتنون بها بشكل صحيح, فإن الجمال الحقيقي سيتألق, ويُخرج بريقه الخاص وسيتميز عن أي جمال خارجي مزيف.

Join