توصيات في إدارة الحملات الإعلانية و إدارة الأزمات في الاتصال التسويقي للمنظمات .
وفر قرشك الأبيض ليومك الأسود
مثل شعبي
في المثل الشعبي القديم " وفر قرشك الأبيض ليومك الأسود " ليس الغرض منه التشاؤوم بل الإستعداد المسبق والتخطيط بحذر للمستقبل .
أصبح لزاما الأن على الشركات إعادة النظر بأهمية " الاتصال التسويقي " ودوره في المنظمات ، حيث أن من واجباته أن يشرف على الميزانية الإعلانية لتظهر بأبهى حلة وأن يتم توظيف جهود جميع الأقسام لتتكاتف كل المواهب والخبرات ، و الإعلان وتوحيد الرسالة الإعلامية ينبغي ألا يتم إهمال أحدهم على حساب الآخر ، حتى في أوقات الأزمات ؛ تخطئ كثير من المنظمات عندما تظن بأنها عندما توقف الإعلان أثناء الأزمات فأنها تخفف من العبئ المالي ، بينما ما تفعله حقيقة هو
" توفير مؤقت واهم " ينتج عنه خسائر كبيرة مستقبليا وإعطاء مجال كبير للمنافسين أن ليستغلوا غياب علامتك التجارية ليسيطروا على جزء من حصتك السوقية ويُرسخوا من قوة علامتهم التجارية.
والحل يكون في" تقنين الميزانية المخصصة للإعلان " وليس إنهائها بالكُلية ! وبالتقنين نعني هنا التركيز على طرق إبداعية جديدة وإنعاش الإعلانات بأفكار ثورية مميزة بتكلفة بسيطة ، فمخطئٌ من يظن بأن إنتشار الإعلان وقوته تكمن بتخصيص مبالغ طائلة من أجل إحضار كبار المشاهير ليُنجِحوا حملتك الإعلانية ، بل سينبغي الأن التركيز على الإنفاق أكثر على الفكرة ، فكلما كانت فكرتك مميزة ولامست مشاعر الناس ؛ كلما رسخت في أذهانهم وشجعت على إنتشارها السريع .
كما ينبغي لأي منظمة أن تقوم بتجهيز خطط مسبقة للأزمات ، وأن تتخيل جميع السينارويهات الممكنة والمحتملة، فالتخطيط المسبق والتجهيز يساعد وبشكل كبير على التوقع والإستعداد؛ مما يساهم في إحتواء الأزمة بأسرع وقت ممكن قبل أن تستمر وتشتعل وتصل لأبعاد لا تحمد عقباها.
وأخيرا وليس آخرا ، عند حدوث أي أزمة مهما كان حجمها ونوعها فعلينا " دراستها بشكل صحيح " كي لا نقع في نفس أخطاء الماضي ، فكل تجربة تمر على المنظمة ينبغي دائما النظر إلى تحليلها لمعرفة عوامل القوة لتنميتها ومواطن الضعف لدراستها ومعرفة أسبابها لتجنبها ، وصدق رسولنا الكريم ﷺ عندما قال " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين "
ودعوني أختم بأن المنظمات في أوقات الأزمات تنظر دائما إلى سلم التوظيف الخاص بها ، وتختار " التضحية " بالموظفين الذين قد يمكن إستبدالهم فيما بعد أو لايمكن الإستفادة منهم حاليا في ظل الأزمة ، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين يعملون في المجال التسويقي والإعلان ، فتجد بأن الشركات تتوجه إلى الإعتماد المؤقت على "الفريلانسرز" او جهات العمل الحر لتستفيد من خدمات التصميم ،الإنتاج ، كتابة المحتوى ...الخ بشكل مباشر ولحظي بدلا من توظيف شخص متخصص في المونتاج قد يؤدي عمل واحد فقط في الشهر حسب احتياج المنظمة ، لذلك تنظر بأنه لاداعي لتوظيف محترف في المونتاج دائما وأنه قد يتم الإستفادة ممن هم في المجال الحر لإتمام عمل تحتاجه المنظمة في أوقات معينة ، ورسالتي هي لأولئك الذين في هذ القطاع أن يطوروا من مهارتهم ويصقلوها ليكونوا " أساسا " وليس " قطع يمكن استبدالها " وذلك من خلال جعل نفسك مميزا فريدا ، تملك العديد من المهارات وتمتاز بقدرات لا يمكن إضاعتها .