الإعلانات… وسراب الإبداع
في حديثنا عن صناعة الإعلان، نتسائل… أليس من المدهش كيف أن إعلانات تجارية لها القدرة على جذب قلوبنا وتحريك مشاعرنا بأساليبها الإبداعية؟ لقد تسابقت الشركات التجارية في كسب عملائها بالإعلانات الإبداعية منذ خمسينيات القرن الماضي حتى صار سوق الإعلان أشبه بهوليوود، تتنافس من خلاله شركات الإعلانات في الترشح للفوز بجوائز عالمية على غرار الأوسكار.
الإبداع وسيلة جميلة تجعل من الرسائل التسويقية الجافة قصة ممتعة نترقب لحظاتها
لكن، نحن كأصحاب الشركات، ماذا يعني لنا الإبداع في الإعلان؟
لا ننكر أن الجمهور يستمتع بتلك الإعلانات الجذابة والبراقة، ولا ننكر أن الجوائز العالمية مثل "كان" و "إيفي" تضع العلامات التجارية على خارطة العالم. لكن علينا أن ندرك أن الإعلان، مهما زان بريقة، ليس إلا وسيلة نقل. فالإعلان يقوم بنقل "رسالة" إلى الجمهور، تقوم الرسالة بدورها في إقناع العميل بأن ذلك المنتج، أو تلك الشركة، ستشبع أحد إحتياجاتك أو رغباتك. وعندما يكون العمل ذو مستوى عال من الإبداع ينجح في جذب العيون ويساعد على الإنتشار لأبعد الحدود. وهنا يجب أن لا نخلط بين رغبة الجمهور في التسلي بإعلانات إبداعية مشوقة (كما لو كانت أفلاماً سينمائية)، ورغبة الجمهور بإقتناء تلك المنتجات المعلن عنها. فالشركات التي تعمل بإحترافية تدرك أهدافها وتقيس نجاحاتها بقدر بلوغها تلك الأهداف. وحين ينجح الإعلان بإيصال الرسالة وتحريك الجمهور يمكننا فعلاً الإحتفال بنجاح الإعلان.
الإبداع وسيلة جميلة تجعل من الرسائل التسويقية الجافة قصة ممتعة نترقب لحظاتها. فتسخير الفن والإبداع في التسويق يتكامل عندما يصب في مصلحة تلك العملية التي تربط المستهلك بإحتياجاته ورغباته كانت منطقية أو عاطفية.