دعوة للتفكير

هل الإسلام يتحرف؟

تكفل الله عز وجل بحفظ كلامه من التعديل والتغيير وهذا تكرر في عدد من آيات كتابه العزيز.

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ . لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ

وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا

فهل هذا الحفظ لكلام الله عز وجل يحفظ الإسلام من التغيير والتحريف؟

كيف تتحرف الأديان؟

تتحرف الأديان بتحريف الكتب الأساسية لها. هذا الجواب ليس دائماً صحيح فقد تتحرف الأديان بدون المساس بالنص الأساسي لتلك الأديان عن طريق عدة طرق.

الطريقة الأولى

التفسير هو طريقة من طرق التحريف قديماً وقد تكون حديثاً على نطاق أضيق. فإذا ما تكفل الله عز وجل بحفظ كتابه من التحريف في النص كان التفسير هو طريقة جيدة لتغيير المعنى. وقد اُستخدمت هذه الطريقة كثيراً بل تمنع بعض الطوائف أتباعها من محاولة فهم كلام الله عز وجل بدون الرجوع لتفاسير أئمتهم. قد تتعجب من كلامي ولكن لو كنت شيعي أو إباضي وأعطيتك كتاب تفسير عالم سني فهل ستقبل به وتقول أنه تفسير حقيقي أم أن المعنى محرف؟ ولو كنت سني وأعطيتك كتاب تفسير لعالم شيعي فهل ستقبل به أم تقول أنه تفسير يغير معنى الأيات؟

الطريقة الثانية

الحديث هي طريقة أخرى من طرق التحريف قديماً. في حالة أن الأية لا يمكن أن تفسر بالطريقة التي يستهدفها الذي يريد تحرف الدين فيتجه إلى تأليف حديث أو الإستشهاد بحديث موضوع أو ضعيف يخصص به معنى الآية أو يضيف على الأية ماليس منها أو حتى يصل ببعضهم الأمر أن يدعي أن هذا الحديث ناسخ للأية أي معطل لها. قد يقول أحدهم ولكن هنالك علماء إهتموا بتنقية الحديث وتحديد الأحاديث الصحيحة من الخاطئة؟! أقول له لو أنك سني وأتيتك بكتاب حديث إهتم بتنقيته علماء شيعة فهل ستقبل به؟ ولو كنت شيعي وأعطيتك كتاب حديث إهتم بتنقيته علماء سنة فهل ستقبل به؟ ألن تعتبره محاولة منهم لتحريف الإسلام طبقاً لهواهم وأهدافهم؟

الطريقة الثالثة

النسخ هي أيضاً طريقة جيدة جداً لتحريف الدين سابقاً ويُستند عليها حديثاً. فعن طريق فكرة النسخ ممكن لآية واحدة أو حتى حديث أن يعطل عشرات الآيات الأخريات. فتجد الجماعات الإرهابية كمثال تتمسك بأيات القتال وتدعي أنها نسخت أو عطلت كل آيات التعامل الجيد والرحيم الأخرى. حديثاً، يصعب أن يدعي شخص أن آية لم يقل أحد سابقاً أنها نسخت أي آية أخرى، أنها أية ناسخة.

الطريقة الرابعة

الترجمة هي طريقة مميزة للتحريف لا ينتبه لها الكثير وقد تحرفت عن طريقها كتب سابقة ويمكن استخدامها لليوم فلا يوجد مرجع أو جهة تدقق الترجمات جميعها أو تسمح أو تمنع ترجمات محددة. فالترجمات في الغالب تتم عن طريق ترجمة الفهم وليس الترجمة الحرفية. المشكلة أن الفهم يختلف من عالم لأخر ومن مذهب لأخر. وتصبح المشكلة مصيبة إذا ماتمت ترجمة النسخة المترجمة فهنا المصيبة أعظم. فمثلاً يتم ترجمة كتاب الله عز وجل من العربية إلى الإنجليزية ثم تترجم النسخة الإنجليزية إلى السواحيليه كمثال. فالشخص الذي لا يعرف إلا الإنجليزية أو السواحيلية لن يستطيع أن يتصور أن الآية قد تحتمل معنى أخر بل أن المعنى الأخر قد يكون هو الصحيح ولكنه لن يستطيع الوصول له لأن الترجمة قدمت له فهماً واحداً بشكل واضح صريح ليس فيه أي إحتمالات. فتجده قد يكون لقمة سهلة للجماعات المتطرفة.

Join