لأكون صريحة قبل قرائتي للرواية كنت قد شاهدت الفيلم المقتبس منه دون أن أدرك ذلك.

لذا لم تنطلق مخيلتي عنانها عند القراءة كما لو كنت فد قرأت الرواية قبل مشاهدة الفيلم, لأني وأنا اقرأ اتخيل الاحداث كما الفيلم وعند وصف الشخصيات اتخيل الممثلين في الفيلم والأماكن وكل ذلك.

ولكن رغم هذا إلى أن روعة الكتاب ورونقها لم يقل بل العكس لاحظت بعض التفاصيل التي كالعادة يُهملها المخرجين أو ربما تكون لديهم بلا داعي.

ولكن اكثر ما شدني هي طريقة طرح الاحداث فهي لم تكن بلسان البطلة أو ان الكاتب فقط يسلسل الاحداث بل هذه المرة بلسان “ الموت” ! اليس ذلك شيقاً وغير متوقع؟ بل هو اكثر من ذلك عندما تقرأ الرواية سوف تفهم ما اعنيه.

لا انسى مدى تأثير الحقبة الزمنية على الاحداث والشخصيات بشكل عام فقد كانت في المانيا وقت الحرب العالمية الثانية وبالطبع المانيا كانت بؤرة الحرب كما نعلم.

جذبتني مخيلة شخصية البطلة الرئيسية وطريقتها الخاصة في رؤية ما حولها, وكيف يؤثر كل ذلك عليها وعلى شخصيتها.

وايضاً قوة وتأثير الكتاب والكلمات على النفس وكيف للكلمات أن تخلق كل هذه الفوضى العارمة بداخل الشخص.

كيف لها أن تتجذر بداوخلنا محدثة تغيراً عميقاً وتأثيراً فريداً، لتصبح أغلى وأثمن ما نملك بحيث تجذبنا دائما وتجعلنا نبحث عنها ولا نكتفي منها ابداً، كالإدمان.

“ الإدمان” هذه الكلمة التي استطيع وصف علاقة البطلة بالكلمات والكتب.

ثم هناك العلاقات الاجتماعية التي ارتبطت بالبطلة وكيف كانت موقفها في كل علاقة سواء مع والدها بالتبني وقلبه الحنون، أو والدتها بالتبني وطرق تعبيرها المختلفة عن الحب، أو صديقها الصدوق وموقعه الخاص في حياتها، وجميع الشخصيات المرتبطة بالبطلة لها طابع مميز تنظر إليه البطلة من منظورها الخاص.

وبالطبع النهاية المُشوقة.

استمتعت جداً بقراءة الرواية التي لامستني بطريقة خاصة.