{كل هذا سيمر}

لا بد لكل عاقل يبحث عن راحة باله وسعادتها بأن يدرك أن جميع الأحوال والتقلبات والظروف التي تمر به أساسها الزوال لا محالة، فهي وقتية الحضور ومن ثم الرحيل، سواء كانت تلك من الأحداث الجيدة والتي نرغبها وتفرحنا، أو من الأحداث السيئة والتي تتعبنا وتخالف طبيعة راحتنا ورغباتنا وأهدافنا، فحين تصبح مدركا لوقتية جميع الأحداث، يساعدك ذلك على فك الإرتباط والتعلق بها،ولكن لايعني ذلك في حقيقته مدعاة لترك الإستمتاع بكل مايحصل في عالمك من أمور محببة للنفس، بل تصبح مستمتع بكل ما يحصل لك من غير خوف من خسارة أو قلق على المستقبل، فالتحرر من الإرتباط والتعلق سواء بالأشخاص أو المواقف والأحداث تكسبك رؤية أوضح للأحداث وتقييم لها بشكل منصف وحصيف، بعيدا عن العواطف التي تبقيك أسيرا لها.

          فالحرية الحقيقية في التعايش مع الأحداث تكون بثلاث :

                           اللامقاومة، اللاأحكام، اللاارتباط

حين تحرر روحك من الإرتباط والتعلق فإن مردود ذلك يعود عليك بفسح المجال لإكتشاف أبعاد اخرى في حياتك وفضاءك الداخلي، فوعيك العميق بحقيقة كل مايمر بك، يكسبك سكينة وسلام داخلي حتى وأنت تعيش أسوء الظروف في حال مواجهتك لها، بل يكسوك فضاء من السلام يحيط بمشاعرك حال انخفاضها وارتفاعها، ويصبغ روحك بصبغة من الرضا بأقدار الله وأنها كللللها خير سواء تلك الأقدار التي وافقت وجاءت على هيئة مسرات ونجاح، أو تلك التي ساءت وجاءت في هيئة مصائب وأحزان، فكل أمر المؤمن خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن.


إن شعارك في الحياة وهو قولنا (إنه سيمر) يعد معلم من معالم الواقع وإشارة من إشارات الدلالة نحو السلام، فحين لا يكون لك مفهوم حقيقي وجاد في بناء أفكارك تجاه الفضاء الواسع وما يحمله هذا العالم من غموض وتعقيدات يصبح مشكلا لنا خطرا وكأنه شبح من الأوهام والرموز التي لا نجيد فك شفراتها والوصول إلى أبعاد مكنوناتها.


فتأخذ الأمور هيئة الجدية والثقل ويضيق هذا الفضاء الواسع على صاحبه، وكأنه يتنفس الفكرة من سم الخياط، ويصبح ضيق الأفق فتغلق الحياة في ناظريه أبعاد الحقائق .


كل ذلك وأكثر يصبح لأحدنا حين يتشنج فكريا للأحداث والوقائع ويصبح مرتبطا بها أشد الارتباط أو مقاوما لها أو مسقطا الأحكام عليها ومحملا للحدث فوق ما يحتمله بدرجااااااااات.


كن مستمتعا وعش لحظات حياتك بجميع فصولها بكل اتزان وسلام .

Join