يعشقون الفوز ويكرهون الهزيمة
حاتم المسعودي
يقول ويلي جولي : " التغيير عبارة عن مسلسل من الأفكار والمشاعر ينتقل من (لا يمكن!) إلى (كيف؟) ، مروراً بـ (لم لا ؟) ، ثم (محتمل جداً !) ، إلى أن يقال (سأنطلق على بركة الله !)" فعلاً انطلقنا على بركة الله في رحلة التحول بإدارة التواصل المؤسسي بالتجمع الصحي بمكة المكرمة على جميع المستويات، محفوفة بالرغبة للتغيير للأفضل من الجميع، وبخطى ثابتة تعلم أن رحلة التميز تبدأ بالتخطيط الاستراتيجي الجيد.
وبدوري ضمن فريق رائع في إدارة التواصل المؤسسي، أوكلت لي مهمة الإشراف على إدارات التواصل والعلاقات العامة والتوعية الصحية في مستشفيات مكة المكرمة، كنت متفائل بأن الرغبة تصنع المستحيل، لذلك عقدنا العزم برفقة الزملاء في إدارة التواصل وإدارة التسويق بالمدينة الطبية لخوض المهمة الكبيرة مع ١٠ مستشفيات و ٨٢ مركزاً صحياً.
الأيام الأولى كانت صعبة، فريق جديد، توقعات كثيرة، أسئلة حائرة، ماذا سيحدث؟ مستوى الصلاحيات؟، اجتماع أول حذر، إلا أنه كان مصدر تعزيز للتفاؤل مما وجدت من قادة تواصل في المستشفيات، لكن أمامهم الكثير من التحديات التي رآها البعض مستحيلة، لكنها لم تكن كذلك إطلاقاً، لكن وجدت فيهم مايبحث عنه روس بروت في فريقه : "عندما أقوم ببناء فريق فأني أبحث دائما عن أناس يحبون الفوز، وإذا لم أعثر على أي منهم فأنني أبحث عن أناس يكرهون الهزيمة" بل وجدت أكثر من ذلك يعشقون الفوز، ويكرهون الهزيمة، في نفس الوقت.
أنا مصمم على بلوغ الهدف، فإما أن أنجح ... وإما ... أن أنجح
ديل كارنيجي
بعد الشهر الأول كنا قد جمعنا جميع حسابات التواصل الاجتماعي للمستشفيات والمراكز الصحية بهوية واحدة تمثل التجمع الصحي بمكة المكرمة، وهنا بدأت الثقة من الجميع، فعلنا مؤشر أداء شهري، لأن التميز يتطلب قياساً، وتحسين دائم، ولأن الهوية جزء من تعزيز العلامة التجارية، قمنا بإعداد دورات وورش عمل، ولازلنا في طور التحسين والتطوير.
لا أخفيكم أنني فخور جداً بفرق العمل في إدارات التواصل بالمستشفيات، وصلنا إلى مرحلة جيدة من التناغم والتكاتف، والثقة والتعاون، لم تكن متوقعة في هذا التوقيت، لكن ذلك إن دل فإنه يدل على مهنيتهم واحترافيتهم، ولا أبالغ أن قلت جميعهم مبدعون، ولديهم رغبة كبيرة للتميز.
اليوم لسنا الأفضل ولكن ضمنهم، ولم نصل إلى القمة لكن مستمرون في رحلة الصعود، لذلك دائما ما تتردد لدي كلمات ديل كارنيجي: "أنا مصمم على بلوغ الهدف، فإما أن أنجح ... وإما ... أن أنجح"، بإذن الله سننجح.