..تعالوا نتعرف على
تقنية الالعاب التعليمية
يمضي أغلب الأطفال وقتهم في اللعب، والذي يعتبر من الأنشطة المُحببة إليهم، حيث ظهرت في السنوات الماضية الألعاب الإلكترونية وانتشرت انتشاراً سريعاً وغزت معظم البيوت وأصبحت بمتناول الأطفال ومعظمها بشكلٍ مجاني، بل أصبحت شغلهم الشاغل واستحوذت على عقولهم واهتماماتهم وباتت تشكل هوساً للكبار والصغار .. ولاحقاً بدأت فكرة دمج الألعاب الإلكترونية في المناهج التعليميّة، بعدما غزت الألعاب الرقميّة عقول هذا الجيل مع ما تحتويه أكثرها على مشاهد عنفٍ مفرطٍ، وعقائد فاسدة ومشاهد لا أخلاقية، والتي تعتبر خطراً داهماً على مجتمعاتنا، وهناك الكثير من الإحصائيات التي تتحدث عن الساعات الطويلة التي يقضيها معظم الطلاب في اللعب، إذ تجذبهم بالرسوم والألوان والخيال والمغامرة، مما يتحتّم على التربويين استغلال هذا العالم لدمجه في المناهج التعليمية، والاستفادة منه في الاتجاه التعليمي الصحيح وعدم تركه للحرب الناعمة وأدواتها التي تغزو عقول ونفس أجيالنا الناشئة.
ماهو مفهوم الألعاب الإلكترونية التعليمية ؟
إنها شكل من أشكال التعلم القائم على مجموعة من الخطوات والإجراءات المخططة التي يؤديها المتعلم على الكمبيوتر ، الهواتف الذكية أو الكمبيوتر اللوحي (الآيباد)، من خلال الالتزام بقواعد معينة لتحقيق هدفٍ تعليمي مُحدّد في إطارٍ تنافسي وممتع، وهو نوع من التعلم يتمركز حول المتعلّم، ويتيح له حرية الاستكشاف والتجربة بفاعلية داخل البيئة التعليمية
العناصر الأساسية للألعاب التعليمية:
الهدف: أن يكون لها هدف تعليمي واضح ومحدد يتطابق مع الهدف الذي يريد اللاعب الوصول إليه.
القواعد: أن يكون لكل لعبة قواعد تحدد كيفية اللعب.
المنافسة: أن تعتمد في تحقيقها للأهداف على عنصر المنافسة، وقد يكون ذلك بين متعلم وآخر أو بين المتعلم والجهاز، أو بين المتعلم ومحك أو معيار، وذلك لإتقان مهارة ما، أو تحقيق أهداف محددة.
التحدي: أن تتضمن اللعبة قدراً من التحدي الملائم الذي يستنفر قدرات الفرد في حدود ممكنة.
الخيال: أن تثير اللعبة خيال الفرد، وهذا ما يحقق الدافعية والرغبة لدى الفرد في التعلم.
الترفيه: أن تحقق اللعبة عنصر التسلية والمتعة، على أن لا يكون ذلك هو هدف اللعبة، بل يجب مراعاة التوازن بين المتعة والمحتوى التعليمي.
ما أهمية الألعاب الإلكترونية التعليمية !..
تؤدي الألعاب الإلكترونية إلى زيادة مستوى التركيز وتحفيز الطلاب على المشاركة في الأنشطة الصفيّة، وتُعد الألعاب بالنسبة إليهم مألوفةً إذ إن معظمهم شارك في ألعاب مختلفة. وإن أهم مشكلة يواجهها معظم الطلاب اليوم هي ضعف الدافعية للمشاركة في الأنشطة التعليمية، بيد أن استخدام الألعاب الإلكترونية يعتبر من أهم الحوافز للمشاركة في البيئة التعليمية، ويمكن بكل سهولة مراقبة تقدّم الطلاب ومعرفة مدى فهمهم للمادة التي يدرسونها. وقد أكد زيشرمان وليندر إن "استخدام الألعاب الإلكترونية يحسِّن من تعلم مهارات جديدة بنسبة 40٪".. وتؤكّد النظريات التربوية أن شد الانتباه أكثر أهمية من التشجيع في عملية التعلّم، ولذلك فإن الألعاب التعليمية تساعد على تركيز المعلومة وثباتها في أذهان التلاميذ لما تمتاز به من شد انتباه الطلاب أثناء استخدامها.
كيف تعمل الألعاب الإلكترونية التعليمية ؟
هناك كثير من المعلمين اطّلع على لعبة “Mario” أو "Pac-man" و غيرها من الألعاب، حيث تبدأ اللعبة من صفر نقطة، وهذا يعني أن اللاعب لم ينجز أي شيء ليأخذ عليه نقاطاً، وهذا ما ينبطق عليه تماماً في الألعاب التعليمية حيث تبدأ من صفر نقطة، وكلما اتقن الطالب جزءاً من مهارة معيّنة يأخذ نقاطاً وجوائزاً، ثم ينتقل الطالب من مرحلة إلى أخرى أكثر صعوبة، حتى يصل إلى مرحلة يتقن فيها كل المهارات المطلوبة منه في المادة.
تجارب تربوية في مجال الألعاب الإلكترونية :
من التجارب التعليمية في هذا المجال "Quest to Learn" أي "ابحث لتتعلّم"، وهي مدرسة جديدة تمّ افتتاحها في مانهاتن في نيويورك، وما يجعلها متفرّدة ومختلفة عن باقي المدارس، أنها تعلم الأطفال من خلال الأنشطة المتعلقة بألعاب الفيديو بشكل كامل تقريباً. ويرى المدرسون في هذه المدرسة أن الألعاب وسيلة ممتازة لربط التلميذ بالتعليم.
إن من يفصل بين اللعب والتعلم
لا يعرف شيئاً عن أي منهما
مارشال مك لوهان
بعد أن تعرفنا على أهمية استخدام ودمج تقنية الألعاب الإلكترونية في التعليم، وخاصة أننا نواكب التطور التكنولوجي الهائل الذي شهده العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات في شتى المجالات من ضمنها مجال التعليم، وبعد كثرة الانتقادات للمنهج التقليدي وعدم قدرته على تلبية حاجات المتعلم والمجتمع ومواكبة هذا التطوّر، فلا بدّ لـ الوزارات المعنية والإدارات التربويّة والمعلمين من تعديل المناهج واستخدام أدوات ووسائل تكنولوجيا التعليم والتي من ضمنها الألعاب الإلكترونية التي فرضت نفسها على الساحة التعليمية، مع أهمية المحافظة على الكتاب والمهارات التعليميّة الخطيّة وهذا يحتاج إلى تخطيط تربوي يحاول المواءمة بين التعليم الإلكتروني وغير الإلكتروني.