عليا والاماكن العامة
قصة قصيرة عن اضطراب الخوف من الاماكن العامة
تأليف
الاخصائية الاجتماعية
مريم معيض العتيبي
عليا امرأة ثلاثينيه تقطن في مدينة هادئة في شمال البلاد، موظفة في مكتب خدمات عامة، من ذو حوالي ستة أشهر بدأت عليا علاجها مع طبيبتها النفسية من الاكتئاب،
الا أن الادوية لم تمنع عنها احساسها بالخوف الشديد من تواجدها في الأماكن العامة، فكلما ذهبت لممارسة رياضة الجري في الحديقة العامة او طرقات المدينة شعرت بضيق في الصدر واختناق وصعوبة في التنفس، لتترك المكان هرباً عائدة لمنزلها، احساسها بالخوف الشديد جعلها تعاني من القلق عند خروجها من المنزل،
أصبحت تتحاشى الأماكن العامة من حدائق وأسواق ودور سينما او ان تتواجد فيها،
ذات صباح من صباحات ديسمبر الباردة أرسلت لمديرها في العمل رسالة:
" اعتذر عن الاكمال مع فريقك الرائع، وأتمنى لكم التوفيق في عملكم، أقدم استقالتي عن العمل لظرفي الخاص"
صُعق مديرها من رسالتها الغير متوقعة فهي نموذج موظفيه في الاجتهاد والمثابرة والأمانة، حاول ان يثنيها عن قرارها الا انها أصرت على ذلك.
علمت وداد زميلتها في العمل بخبر استقالتها، قررت وداد ان تزورها.
في عشية الجمعة طرقت وداد باب المنزل حاملة كعكة القرفة وباقة ازهار لعليا
دار حديث عن الاستقالة الغير مقنعة ومحاولة ارجاعها للعمل، انفجرت عليا باكية لتخبرها عن احساسها الذي لا يطاق بالخوف الشديد اثناء خروجها من المنزل
وعن القلق الذي لا تسيطر عليه إذا قررت الخروج لنزهه او الذهاب للتبضع
وعن اعراض الذبحة الصدرية التي تداهمها وقت تواجدها خارجا وعن تقارير طوارئ المشفى بسلامتها من ذلك، حملت وداد جهازها النقال متصلة على زوجها على الاخصائي النفسي في مشفى المدينة ليأتي، اتى علي لعليا أخبرها أن معضلتها لها حل، عليها ان تذهب لعيادته ليضع لها برنامج يعالج فيه خوفها من الأماكن العامة.
اليوم بعد سنة عادت عليا لزملائها في العمل متجاوزه المرحلة التي اعاقتها عن الحياة، لتكون وداد الصديقة المخلصة وزوجها على قنديلا انار الطريق لعليا.
احيان طريقة تعاملنا مع الاضطرابات التي تداهمنا في مراحل حياتنا المختلفة، هي التي تعيقنا عن الحياة
الاخصائية مريم معيض العتيبي