الطفل ريان !
بقلم يوسف السريحي ..
هل يجب أن نتعرف على أطفال العالم عن طريق الأبار المكشوفة؟ .. هل يجب أن نحظى بمشاهد ونسمع قصصًا تخدش قلب المسلم الرقيق وهو لا يقدر على فعل شيء سوى الدعاء؟ ، مع ذلك أرى أن الدعاء خير ما يفعله حينَ ذاك .
قيل أن عمق البئر ٣٥ مترًا وضيق جدًا، وفيه أخشاب كثيرة ، مظلم أيضًا وليست بيئة أو مكان مناسب ليقضي طفل خمس أيام من حياته فيها ثم بعد خروجه يستنشق الهواء لعدة ثواني ويموت كأنما رئتاه تضررت من الهواء .. أصل حاجة الإنسان .
لا أعترض في مقالتي على أقدار الله فهناك خيرة بالأمر.. لعلها بداية خير لبلد المغرب بشعبه عامة لعله خبر لأمه وأبيه، لكني أود وبشدة السعي لطرح أفكار هنا لنتفادى ما قد يحدث مثل هذه القصص ونفعل بالأسباب كم أمر الله .
كثير ما تحفر أبار وتترك مكشوفة لتحتضن أطفالنا ! ، العالم كله يفتقر في معرفة مخاطر هذا الأمر . أرجوكم الأبار ليست عبث لا تحفر لتترك مكشوفة ولا تدفن لنبقى بدون مياه خيرُ الأمور أوسطها ، من جهتي أود وبشدة أن كل بلد خصوصًا في العالم العربي أن يشكل لجنة خاصة لمثل هذه المشاكل وقبل حفر الأبار نود لو أنهم يستخدموا الآلات الحديثة في الكشف عن المياه تفاديًا لأي ضرر! ، وأن لا يترأس عمل حفر الأبار مواطن يجب أن تكون من قبل اللجنة أو بلدية المنطقة مشرفة على ذلك.
أشيد بالمملكة العربية السعودية وتفاديها لموضوع الآبار منذ حادث الطفلة لمى الروقي الذي لم ينساه عقولنا ولا حتى قلوبنا ، وأيضًا حادث طفليّ المدينة اللذان توفيا في غضون ست ساعات من بعد سقوطهم ، والحمدلله لم نسمع عن حوادث في السعودية مثل هذه منذ تلك الحوادث وهذا أكبر دليل في حزم المملكة على تفادي هذه الحواث .
الطفل ريان أسر قلوب العالم بقصته وخصوصًا العالم العربي وكأنما حدث له ذلك لكي نتحد سويًا ويذكرنا أننا جميعنا مسلمين ونحن منبع الانسانية ، لكنّا يا ريان لسنا بحاجة لسقوطك على عمق ٣٥ مترًا لنتذكر من نحن وماهي غاية المسلمين في هذه الدنيا . رحمك الله طفل لم شمل المسلمين وصبر قلب والديك على رحيلك يا ريان .
أيضًا كما يحدث في طبيعة الأمور لكل شيء جانب ايجابي وسلبي ، المواقع والحسابات التي ادعت أن استخدامها لصور ريان وما حدث له اتحادًا للمسلمين وفيه من نشر الخير ، هذا شجع طمع وكل شيء سيء ! ليس إلا ابتذال وتقليل من حجم القضية ، شيء يخدش مصداقية المسلمين وليس له أصل فينا .