وسائل التواصل، من الترفيه إلى التوظيف.
مرحباً.............
أنت الآن تتصفح تدوينتي هذه بالتأكيد عن طريق أحد وسائل التواصل الاجتماعي
(تويتر، لينكد إن،فيسبوك)
بعد فراغك من السطر السابق أريدك أن تقف قليلاً و تفكر فيما يمكن لهذه الوسائل
من عكس انطباعاتٍ عنك أحياناً.
بالتأكيد هذا لا يهمك كثيراً، لأنك قد تستخدم أحد هذه الوسائل أو جميعها بشكلٍ مُبهَم،
أو تتخذه كمساحةٍ خاصه تجد فيها حريةً للتعبير.
هذا من حقك بالطبع............
لكن هذه الأيام باتت المواد الـمطروحه على وسائل التواصل مهمةً أحياناً لبعض الجهات،
في بعض المناصب -القيادية- بالذات سيتطلب اختيارك لها فحصاً دقيقاً لـمحتويات حسابك العام في وسائل التواصل - لا أمزح في هذا أبداً- بل إن الأمر في بعض الدول أصبح له من القواعد
و التوصيات الشيء الكثير بغية رفع الحرج القانوي لهذه العملية.
جوانب و انطباعاتٍ عديدة قد تُستَنتَج من الـمواد و الأفكار التي تشاركها، سأورد بعضها لاحقاً.
في منطقتنا العربيه بدأ استيعاب مبدأ التوظيف الالكتروني في الانتشار، شهد موقع لينكد إن على سبيل المثال طفرةً في أعداد المستخدمين. بدأت بعض الشركات تنظر إلى الـمواد المطروحه في حساب شخصٍ ما كأداةٍ نافعه لتكوين انطباعٍ مبدأي، و أحياناً قد يكون نهائياً.
و في بعض الظروف بدأ هذا الأمر في التوسع قليلاً ليشمل مواقع أخرى كتويتر و فيسبوك
و سناپ تشات و بعض المدوّنات أيضاً.
لنرى كيف بات الأمر حقيقياً الآن، سنستعرض دراسةً قام بها موقع CareerBuilder الـمختص بالتوظيف. في الـحقيقة، هذه الأرقام شملت العديد من الشركات الامريكية (1012 شركة) كي أكون دقيقاً.
هذه الدراسه خلُصَت إلى أن هناك 70٪ يهتمون بما نُشرَ في حسابات الـمتقدمين للوظائف أثناء عملية التوظيف. 48% من الشركات تقوم بفحصٍ سريع على الـمنشورات الحالية لـموظفيها،
أما الشركات التي فصلت موظفيها بناءاً على بعض التصرفات في الشبكات الاجتماعيه فبلغ 34%.
70 %
نسبة الشركات الإمريكية التي تفحص حسابات التواصل الإجتماعي للمتقدمين لوظائفها قبل اتخاذ قرار التوظيف
سنستعرض هنا بعض التصرفات التي أدت لاتخاذ قرار عدم توظيف بعض الـمتقدمين:
40% من الشركات رفضت توظيف متقدمين نشروا صوراً أو مواد فيديو غير ملائمة.
36% من الشركات رفضت توظيف متقدمين نشروا مواداً تبين استخدامهم الـمفرط
للمخدرات أو الكحول.
31% من الشركات رفضت توظيف متقدمين بسبب منشورات مورسَت فيها العنصريه
بشكلٍ صريح ضد جنس أو دين أو أقلية معينة.
30% من الشركات رفضت توظيف متقدمين مارسوا بعض التصرفات الإجرامية في حساباتهم.
25% من الشركات رفضت توظيف متقدمين تحدثوا بشكل شديد السوء عن شركاتهم السابقة و زملائهم السابقون في تلك المواقع.
22% من الشركات رفضت توظيف متقدمين كان أسمائهم غير مهنية في مواقع التواصل الخاصة بالتوظيف كـ لينكد إن.
20% من الشركات رفضت توظيف متقدمين نشروا معلوماتٍ سرية عن شركاتهم السابقة.
16% من الشركات رفضت توظيف متقدمين كتبوا في حساباتهم عن كذبهم لتبرير
غيابهم المتكرر.
12% من الشركات رفضت توظيف متقدمين استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي
كان كثيفاً أوقات العمل.
شركات تقنية المعلومات كانت أكثر الشركات الباحثه في حسابات التواصل الاجماعي للمتقدمين الى وظائفها(74%) و كذلك هي شركات التصنيع (73%)، يليها مباشرةً شركات التجزئة (59%).
أما أكثر التصرفات التي ساعدت أصحابها في الـحصول على وظائفهم كانت كالتالي:
37% من الشركات وظفت من كان ملفهم التعريفي مطابقاً لـمؤهلاهم العملية.
إظهار الإبداع و التجديد و القدره عليهما كان سبباً مساعداً لـ 34% من حالات التوظيف.
صورة الملف التعريفي كلما كان محترفة كانت احتمالية التوظيف أكبر حدث هذا عند 33% من الشركات.
اهتمامات المتقدم الأخرى أيضاً لعب دوراً مهماً خصوصاً في الوظائف التي كانت تتطلب مهاراتٍ إضافية، حدث هذا في 31% من الشركات.
إظهار جوانب الثقافه المهنية الإيجابية أيضاً كان عاملاً مساعداً في توظيف بعض المتقدمين، إذ أنها توضح مدى ملائمة المتقدم مع ثقافة بيئة العمل، حدث هذا في 31% من شركات عينة البحث.
مهارات التواصل القويه أيضاً كان عاملاً مهماً في توظيف المقدمين، حدث ذلك مع 28% من الشركات.
إظهار الزمالات و الجوائز أيضاً كان له دور كبير في توظيف المتقدمين بل و البحث أحياناً عمن يحمل تلك الانجازات. حدث ذلك في 26% من الشركات.
التفاعل مع حسابات الجهات الموظِّفة أيضاً ساهم في توظيف بعض المتقدمين، حدث ذلك مع 22% من الشركات.
نشر فيديوهات أو أعمال فنية جذابة من انتاج المتقدمين ساهم أيضاُ في وظيفهم، حدث ذلك مع 21% من الشركات.
أما عدد المتابعين الضخم، فقد ساهم نوعاً ما في وظيف بعض المتقدمين، لكن ذلك حدث فقط في 18% من الشركات.
حسناً فلنفترض أنك كنت محظوظاً و حصلت على عملٍ عن طريق حسابك، هل سيتوقف الأمر هنا؟؟ لا بالطبع، الدراسة وجدت أن ما يقارب نصف الجهات الموظِّفة (48% تقريباً) يراقبون ما يُنشَر على حسابات موظفيهم. 10% يفعلون ذلك بشكلٍ يومي. و في بعض الحالا وصل الأمر الى الاستغناء عن خدمات بعض الموظفين الذين تصرفوا بشكل مسييء على شبكات الواصل الاجتماعي في بعض الحالات، حدث ذلك مع 34% من الشركات تقريباً.
الخلاصة:
قد تكون برامج التواصل الاجتماعي ما تزال “ترفيهاً” لدى البعض، لكن شخصياً لا أعتقد أنها كذلك “فقط” في العقد القادم، تدرج ما نراه فيها من الترفيه مروراً بالتدوين و انتهاءاً بالتسويق و العمل حالياً. العديد من البيانات ستوفرها برامج التواصل الاجتماعي و تصرفاتنا على شبكة الانترنت في العقد القادم في ظل التقدم الكبير لتقنيات الذكاء الاصطناعي و محركات البحث.
الحكمة أصبحت مطلوبة في التعامل مع هذه الوسائل اليوم. بعض الشركات و الجهات بدأت تنظم بعض اللوائح التي تختص بصورة منسوبيها في وسائل التواصل الاجتماعي، و خصوصاً من يملكون ظهوراً إعلامياً أو تأثيراً. أتمنى أن أرى إحصائيةً مماثلة لسوق العمل السعودي في هذا الموضوع تحديداُ.
المراجع: