لماذا نمر بمراحل الصدمة؟

الداء حادثة حيوية بينما المرض يتأثر بالخبرات الذاتية وهو في جوهره الاستجابة للداء، وبما أن الألم المزمن لا يمكن شفائه إنما يمكن إدارته فقط

كتاب العلاج الذهني السلوكي للألم المزمن

اليوم الموضوع عن الصدمة والتي أعتقد أنه لا يوجد إنسان إلا ومر بها، فهي حالة طبيعية تحدث لكل شخص  تلقى خبر صادم مثلاً لتشخيص بمرض مزمن أو خطير أو وفاة شخص قريب، ورغم أنها حالة طبيعية إلا أن درجتها وحدتها تختلف من شخص لشخص تبعاً لعدة عوامل أو مؤثرات، وسوف أتحدث عن صدمة تلقى خبر عن مرض مزمن و ردات الفعل تجاه.


أولا: خبرة الشخص مع المرض سابقاً فقد يكون يعرف شخص أصيب به ولكن التجربة سيئة مثلاً شخص  أصيب بمرض القلب و كان والدهم مصاب به وتوفي هذه تجعل ردة فعله أقوى ممن ليس لديه أي خبرة سيئة. 

ثانيا: المعلومات السابقة الخاطئة عن المرض وأبسط مثال مرض السكري النوع الأول فغالبا يكون حوله الكثير من المعتقدات الخاطئة مثل انه لا للشخص المصاب الزواج و أنه في حال تزوج سوف ينتقل المرض لأولاده، وأنه سيحرم من الأكل الطبيعي و أنه سيعيش بحمية قاسية أو أنه معرض لبتر أحد أطرافه وغيرها من الصور والمعلومات المغلوطة في فضاء مواقع التواصل الإجتماعي.

ثالثا: العمر فكلما كان أصغر كلما كان تكيفه و تأقلمه مع المرض أسهل وهذا أيضاً يدخل فيه مؤثرات كثيرة منها والداي الطفل و البيئة من حوله وكيفية تعاطيهم مع مرض الطفل، بينما الشخص الذي يُشخص وهو كبير سيجد صعوبة في تقبل المرض و التكيف معه.

رابعاً: مسؤوليات الشخص فقد يكون أب أو أم أو طالب، وهنا سوف يكون هناك تساؤل وقلق حول مدى تأثير المرض على مسار حياته وقدرته على القيام بمسؤولياته.                                                                           

خامساً: البيئة كيف تتعامل معك فهي تؤثر بردة فعلك وتقبله، على أنني أرى بعض الأحيان قد يتغلب الشخص هنا بمساعدة نفسه وحتى لو لم يتغير من حوله بالنظرات أو الأسئلة بالتعامل الجيد إذا كان أمر عدم الإخبار مزعج جداً ويصعب عليه حتى التحكم به ففي الأخير هذه حياتك وليست حياتهم.

سادسا: الطريقة التي تم إيصالها لك عن تشخيصك قد تجعل ردت الفعل شديدة إذا تم تقديمها بوقت التنويم وعز التعب وبطريقة غير ملائمة وكمية معلومات تتلقاها فجأة فمن الطبيعي لن تتقبل وتشعر بالضياع.

والان سوف أشرح مراحل الحزن الخمسة:

الأنكار: وهنا يبداء الشخص بإنكار المرض ويقول أنه غير مريض ولن يتأثر وحتى أنه قد يقول سوف يتشافى منه و لايريد تصديق أي كلام يعكس فكرته.


الغضب: يبداء الشخص بالغضب ويقوم بلوم المتسبب وقد نرى بعض الأمهات تلوم نفسها بأنها هي السبب بإصابة الابن وتقول ( أبني أصيب بالكسترول لأني كنت أطبخ أكل غير صحي) وقد يلوم المريض الأهل بأنهم هم سبب الإصابه لأنهم أهملوا ما كان يشعر به من أعراض.


المساومة: هنأ أشبهها بشخص يمشي ببمر لا نهاية له فهو متقبل المرض ولكن متمسك بأمل قد لا يكون حقيقي مثل يذهب لدولة تتدعي بأنها شفت مرض السكري النوع الأول أو عملية التكميم تشفي المرض وتجربة عدة خلطات، هنا قد يكون المريض يمشي على الدواء لكن مازالت عملية البحث بأمور غير واقعية موجودة.


الأكتئاب: وهنا وكأنه وصل لنهاية الممر و أكتشف وانصدم بالأمر الواقع بأن ما قام به من بحث كان فقد من وحي الخيال فيدخل بدوامة من الحزن ويقول مالفائدة بأن أعيش سوف يعيق حياتي وما إلى ذلك، فمن الأفضل هنا رؤية نماذج من أصيبوا بالمرض نفسه وقد حققوا أهدافهم دون أن تتضرر صحتهم.


التقبل: تقبل الواقع و أن الحياة يجب أن تستمر مهما كانت فأنا أستطيع أن أعمل أستطيع أن أحقق أهدافي.                                                               

 طبعاً هذه المراحل لا يوجد شخص لم تمر عليه ولكن تختلف من شخص لشخص فهناك من تُطيل مدتها بمرحلة معينة أوقد يمر عليها بسرعة وتمر عليه مرور الكرام وقد يمر بمرحلة الأكتئاب ومن ثم التقبل، و لكن من المهم كل مازادت المدة وبدأت تؤثر عليك يجب عليك التحدث للمختص نفسي حتى يساعدك لتجاوز هذه المحنه.                                                     

وفي النهاية أتمنى أنكم أستفتدوا من المقالة.

المراجع:                                                                                                                           

ورشة العلاج النفسي الوجيز للمرضى الطبيين المنومين( د.فهد العصيمي)، الملتقى الوطني السادس للعلاج النفسي.

كتاب ON GRIEF AND GRIEVING