لطائفُ سورةِ يوسف


كتاب صفوة التفاسير

ما زالت سورة يوسف تؤنس قلبي في كل مرة، وتملأ عقلي إيماناً ودعاءً وتعظيماً، فقد صبرَ يوسف على السجن، وعلى كيد الكائدين، وصبرَ أبيه على فراقه، وكان جزاء الله للصابرين جميلاً.

سأورد لكم بعض لطائفِ السورة من كتاب صفوة التفاسير.“لسورة يوسف أسلوب فذ فريد، في ألفاظها، وتعبيرها، وأدائها، وفي قصصها الممتع اللطيف، تسري مع النفس سريان الدم في العروق، وتجري ـ برقتها وسلاستهاـ في القلب جريان الروح في الجسد”

كنت أجد في نفسي رغبة ملحة لتفسير للقرآن الكريم في متناول طالب العلم، يجمل ما تفرق في كتب التفسير المعتبرة، ويغنيه عن المراجع المطولة، ويعطيه فكرة واضحة عن لغة القرآن، وسبب النزول وييسر له المعاني فيكون زاده وعدته، فكان كتاب وصفوة التفاسير، هو الضالة المنشودة والحلقة المفقودة، إذ قد عني مؤلفه فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني بكل ما أشرت إليه مما حقق الرغبة ، ولي الحاجة



فضيلة الشيخ عبدالله خياط خطيب المسجد الحرام

لطيفة:

روي أن امرأة تحاكمت إلى شريح فبكت فقال الشعبي : يا أبا أمية أما تراها تبكي؟ فقال الشعبي : لقد جاء إخوة يوسف يبكون وهم ظلمة كذبة، لا ينبغي للإنسان أن يقضي إلا بالحق.

تنبيه:

ذهب بعض المفسرين إلى أن إخوة يوسف أنبياء واستدلوا على ذلك بأنهـم الأسباط المذكورون في قوله تعالى «قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباطه والصحيح أن الأسباط ليسوا أولاد يعقوب وإنما هم القبائل من ذرية يعقوب کا نبه عليه المحققون ، ولو كان إخوة يوسف أنبياء لما أقدموا على مثل هذه الأفعال الشنيعة ، فالحسد ، والسعي بالفساد ، والإقدام على القتل ، والكذب ، وإلقاء يوسف في الحب ، كل ذلك من الكبائر التـي تنـافي عصمة الأنبياء ، فالقول بأنهم أنبياء ـ مع هذه الجرائم ـ لا يقبله عقل حصيف ، وانظر ما قاله العلامة ابن كثير رحمه الله في هذا الشأن ، فإنه لطيف ودقيق.

فائدة:

روي أن جبريل جاء إلى يوسف وهو في السجن معاتباً له فقال له : يا يوسف من خلصك من القتل من أيدي إخوتك؟ قال: الله تعالى، قال: فمن أخرجك من الجب؟ قال الله تعالى قال: فمن عصمك من الفاحشة؟ قال: الله تعالى، قال: فمن صرف عنك كيد النساء؟ قال: اللـه تعالى، قال: فكيف تركت ربك فلم تسأله ووثقت بمخلوق!؟ قال: يا رب كلمة زلت مني أسألك يا إله إبراهيم وآله والشيخ يعقوب عليهم السلام أن ترحمني فقال له جبريل : فإن عقوبتك أن تلبث في

السجن بضع سنين.

تنبيه:

قال العلماء في قوله تعالى (واستبقا الباب) هذا من اختصار القرآن المعجز ، الذي يجمع المعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة ، وذلك أنها لما راودته عن نفسه وأبي ، عزمت على أن تجبره بالقسر والإكراه ، فهرب منها فتسابقا نحو الباب هي لترده إلى نفسها وهو يهرب منها فاختصر القرآن ذلك كله

بتلك العبارة البليغة ( واستبقا الباب)

فائدة:

أثنى رسول اللہ ﷺ على يوسف الصديق في كرمه وصبره وحلمه فقال : (لو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي) وكفى بهذا برهاناً على عفة يوسف ونزاهته عليه السلام.

كما ذكر بعض العلماء أن يوسف عليه السلام ما زال النساء يملن إليه ميل شهوة حتى نبأه الله ، فألقى عليه هيبة النبوة فشغلت هيبته كل من رأه عن حسنه.

أسال الله أن ينفع بما جمعت لكم من فوائد من كتاب صفوة التفاسير، وهو من خيرة كتب التفسير لطلبة العلم، وأدعو الله أن يرحم مؤلفه على ما بذله من جهد وتضحية، ويجزيه عنا خيراً.

وأسألكم الدعاء لي أصدقائي.

Join