حديث شخصي

رَبّةُ قلب

مستسلمة للهدوء الذي يحيطني ، أحاول وصفي ، رغم شعوري بالاختناق ، وافتقادي لذاتي ، أحاول التواصل معها مجدداً ، اقرأ ماكتبته سابقاً فأحس برعشة خفيفة في قلبي ، وكأنها إشارة للعودة إلى الحياة. ابتعت البارحة مشروب البابونج في محاولة جادة للاسترخاء والتقليل من التوتر والعصبية ، وفي الصباح قررت بشكل جاد الاستماع لأغنية “قلبي العطوف” وأتذكر أنها إحدى اغنياتي القديمة وأشعر بفرادتي حينما أسمعها ، لكن نسيتها فترة طويلة جداً حتى بدأت صديقتي المفضلة تشاركها معي كلما ذهبنا سوياً نجوب الطرقات بهدف أو بلا هدف ،و أشعر دوماً بأنها أغنيتي وأرغب بشكل ملح الإفصاح عن هذه الفكرة -أيضاً مثل أحد أغاني كايروكي- لكن أتذكر حينها ربما تخليت عن ما أحب لذا أشعرُ بالذنب تجاهها  ، تمسكّت بأغنية واحدة ولم يتمكن أحد الوصول إليها إلا حينما أفصحت بشكل خجول عنها - بعد محاولاتي في لفت النظر نحوها-، تنعشني وتحييني وكانت أحد أسراري التي تمسني -أفصحت عنها حينما عرفت بأنني سيطرتُ عليها بشكل كامل وأنني امتلكتها - “شهرزاد” التي تُبدي حبها الشهي وتتغنى به بشكل لذيذ جداً …


تعرضتُ للكثير في الفترة الماضية القصيرة؛ ولأن عيناي تدمع الآن تقينت للتو أنه فعلاً كذلك ، لستُ جيدة في السيطرة على أمور حياتي ، يظهر للجميع القليل عند الضغط فتتفلتُ هذه الأمور محاوِلةً التنفس فقط ، لكن الانهيار الصامت يكون في العمق ،فأميل للهدوء والعودة بشكل خافت إلى قوقعة سوداء ، وحينما أدخلها تضيع مني بعض الآداب مثلاً: أن أطلب المساعدة، بأن أحتاج بشكل ملح أن أحكي ، أو لمسة دافئة، أو حضن حتى لو عابر ، فأبدو كصبارة -ممنوع الاقتراب أنا مكتفية- ، ابتسم بهدوء وأضحك بلطف ، المشكلة العويصة المناقضة لهذا كله، إن شعرَ بي قريب-وهذا ما أرغبه حينها- وحاول معي لكي أحكي أو أشارك ، لا أتمكن من قول شيء سوى الصمت الذي يخيم على روحي- إنك على السطح اعبر بقاربك نحو أعماقي- .

الكثير من سوء الفهم ، والكثير من مشاعر تميل إلى العودة إلى بيتها لم تجد مرحب بها ،أو باب أوصد في وجهها ، وكأنهم صغاري أحاول طبطبة هذا ،والتبرير لهذا ،والتوضيح لذاك ، لا هم يسمعون ولا هم يهدأون ، فيغضبون ،ويختبئون في غرفهم رافضين الخروج، وأنا أرتمي على السرير المبعثر ويدي تدلى منه … منهكة.

هذه معاركي اليومية التي تأخذ حيزاً كبيراً -أنني أرعى مشاعري فأنا ربّةُ قلب-




Join