المحتوى .. بين مال العائلة وولاء الشباب


منذ نهاية حرب ليلة الأثنين بدأ فينس مكمان في إعداد العدة لنقل الـ WWE نحو فضائات كبيرة وأحلام كانت بعيدة المدى لمصارعة (حرفياً) كبار الشركات في صناعة الترفية ضمن قالب المصارعة الحرة.


هذا الأمر تطلب الكثير من التنازلات والتغييرات في منظومة العمل من أجل كسب فئات جديدة من الجماهير التي لا تهتم بالمصارعة في المقام الأول قدر ماتهتم بالتجربة الترفيهية لعرض المصارعة.

أبرز التغييرات رأيناها بتغيير التصنيف العمري لمحتوى برامج الـ WWE لإستقطاب العائلة كاملة لتكون تجربة ترفيهية مرضية لكافة الفئات العمرية.

بناء شخصيات أسطورية (Larger Than Life) كأكبر رياضي في العالم أو إبن الشيطان المفضل كسبيل المثال لا الحصر كانت من العوامل الجاذبة للجماهير في الماضي.

ولكن التغييرات الحالية حتمت تغيير تلك السياسة والتركيز على بناء شخصيات بسيطة نستطيع التقرب منها. الرجل صاحب البنية الجسمانية البسيطة الذي يكافح كل يوم أثناء مواجهته للسلطة في طريقة لتحقيق النجاح. الأم وجندية الجيش السابقة التي يمكن تسويقها خارج مجال المصارعة كمثال للمرأة المكافحة. هذه هي الشخصيات التي تبنى في الزمن الحالي وتلقى رواجاً من الراغبين في التعاون مع الـ WWE. ولصنع توليفة مكتملة الأركان بالطبع هناك الإختيار الأسهل بالتعاقد مع النجوم الكبار خارج أسوار الـ WWE.

الحقيقة أن فترة النجاح الكبرى (كعدد مشاهدات) للمصارعة كانت في التسعينيات حيث وصلت المشاهدات في تلك الفترة بمعدل عشرة مليون مشاهد يشاهدون المصارعة أيام الأثنين. ولكن في عالم الأعمال النجاح الحقيقي يقاس بالمال $ فعلى الرغم من ذلك الإنخفاض في عدد المشاهدات نجد أن العائدات المالية أرتفعت وتم تحقيق أرباح مليارية غير مسبوقة.

الآن نشهد دخول منافس جديد للساحة منافس يملك كافة مفاتيح النجاح من مال ونقل تلفزيوني والأهم من ذلك معرفة كبيرة بالمجال بالإضافة إلى الشعبية الكبيرة التي يملكها نجوم AEW وقدرتهم على الوصول للجمهور من خلال وسائل التواصل الإجتماعي وبرنامجهم اليوتيوبي الشهير Being The Elite. وعلى الرغم من إعلانهم بأنهم لا ينافسون الـ WWE بشكل مباشر إلا أنهم من خلال محتواهم فهم يحصلون على إنتباه الفئة الشابة من المتابعين والذين فقدوا الأمل في حصولهم على مايثيرهم في حقبة العائلة بالـ WWE.

للمرة الأولى منذ عقود نرى تغييرات كبيرة في محتوى الـ WWE لرغبتهم في إستعادة فئة الشباب التي رمت طوبة الـ WWE وبدأوا في الإبتعاد عنهم تدريجياً. المثير للإهتمام هو ماستقوم به الـ WWE للموازنة بين الحفاظ على مليارات المحتوى العائلي الذي يعرض على الشبكات التلفزيونية المحافظة وبين تقديم محتوى يجذب الشباب ويعيد أمجاد التسعينيات.



في النهاية من سينتصر؟ الـ WWE ومحتواها المقيد؟ أم AEW بكل وسائل النجاح الممكنة المتوفرة لها؟

برأيي المنتصر هو المشجع.



في عام ١٩٩٥ عند العرض الأول لـ Nitro في مواجهة RAW أعتقد الكثيرون أن هذه اللحظة هي بداية النهاية لمجال المصارعة. ولكن ماحصل هو أن هذا الصراع تسبب في زرع المصارعة الحرة في ثقافة المجتمع بشكل كبير ووفر لنا أهم اللحظات والشخصيات على مدار التاريخ.



شاركونا آرائكم وتعليقاتكم على صفحاتنا بوسائل التواصل الإجتماعي


Join