النبي محمد صلى الله عليه وسلم

رينا الجابر /2ادبي


نسبه : هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن إسماعيل بن إبراهيم. نسل الرسول محمد ممتد في ذرية فاطمة بنت محمد وعلي بن أبي طالب.



ولد النبي - صلى الله عليه وسلم -:

في صبيحة يوم الاثنين التاسع من ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، الموافق للعشرين من أبريل من سنة 571 م ولد نبي الرحمة والرسول الكريم وخاتم النبيين وأشرف المرسلين وأكرم الخلق: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر.

 

وذكرت بعض الروايات أن أمه آمنة بنت وهب لم تجد في حملها ما تجده النساء عادة من ألم وضعف، بل كان حملا سهلا يسيرا مباركا، كما روي أنها سمعت هاتفا يهتف بها قائلاً:

"إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع على الأرض فقولي: إني أعيذه بالواحد من شر كل حاسد، وسميه محمدا".

 

ولما وضعته أمه خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب، حتى أضاءت منه قصور بصرى بأرض الشام وهو المولود بمكة.

 


 وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم : وقد ألم المرض بالرسول صلى الله عليه وسلم فاشتكى بعد عودته من حجة الوداع بحوالي ثلاثة أشهر، وكان بدء شكواه في بيت ميمونة أم المؤمنين، واستغرق مرضه عشرة أيام ، ومات في يوم الاثنين في الثاني عشر من ربيع الأول. وهو ابن ثلاث وستينوقد صح أن شكواه ابتدأت منذ العام السابع عقب فتح خيبر بعد أن تناول قطعة من شاة مسمومة قدمتها له زوجة سلاّم بن مشكم اليهودية رغم أنه لفظها ولم يبتلعها لكن السم أثر عليه. وقد طلب من زوجاته أن يُمَرَّضَ في بيت عائشة أم المؤمنين، فكانت تمسح بيده عليه لبركتها وتقرأ عليه المعوذتين.

ولما حضرته الوفاة واشتد به المرض قال للصحابة:«هلموا أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده» فاختلفوا فمنهم من أراد إحضار أدوات الكتابة، ومنهم من خشي أن يشق على الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، ويبدوا أن ثمة قرائن احتفت بذلك أفادت أن الأمر بإحضار أدوات الكتاب ليس على الوجوب بل فيه تخيير، فلما قال عمر رضي الله عنه : حسبنا كتاب الله، لم يكرر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، ولو كان ما أراد كتابته لازماً لأوصاهم به كما أوصاهم في تلك الحالة مشافهة بإخراج المشركين من جزيرة العرب وبإكرام الوفود. وقد أفادت رواية صحيحة أن طلبه الكتابة كان يوم الخميس قبل وفاته بأربعة أيام، ولو كان واجباً لم يتركه لاختلافهم لأنه لم يترك التبليغ لمخالفة من خالف، وقد كان الصحابة يراجعونه في بعض الأمور ما لم يجزم بالأمر.

وقد دعا إليه فاطمة رضي الله عنها فسَارَّها بشيء فبكت، ثم دعاها فسَارَّها بشيء فضحكت، وقد أخبرت بعد وفاته أنه أخبرها أنه يموت فبكت وأخبرها بأنها أول أهله لحاقاً به فضحكت وقد كان ذلك فهو من علامات النبوة.
وقد أثقله المرض ومنعه من الخروج للصلاة بالناس فقال:«مروا أبا بكر فليصل بالناس»، وقد راجعته عائشة رضي الله عنها لئلا يتشاءم الناس بأبيها فقالت: إن أبا بكر رجل رقيق ضعيف الصوت كثير البكاء إذا قرأ القرآن فأصر على ذلك، فمضى أبو بكر يصلي بهم وخرج النبي مرة يتوكأ على العباس وعلي فصلى بالناس وخطبهم وقد أثنى في خطابه على أبي بكر رضي الله عنه وبين فضله وأشار إلى تخيير الله له بين الدنيا والآخرة واختياره الآخرة.

وكانت آخر خطبة له قبل موته بخمس ليال وقال فيها: «إن عبدا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة، ففطن أبو بكر إلى أنه يقصد نفسه فبكى وتعجب الناس منه إذ لم يدركوا ما فطن له».
وكشف في صلاة الفجر يوم وفاته ستر حجرة عائشة ونظر إلى المسلمين وهم في صفوف الصلاة ثم تبسم وضحك وكأنه يودعهم، وهم المسلمون أن يفتتنوا فرحاً بخروجه. وتأخر أبو بكر رضي الله عنه حيث ظن أن الرسول صلى الله عليه وسلم يريد الخروج للصلاة فأشار الرسول إليهم بيده أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر.ودخلت عليه فاطمة فقالت: واكربَ أباه. فقال لها: «ليس على أبيك كرب بعد اليوم».
ودخل عليه أسامة بن زيد فدعا له بالإشارة إذ كان صامتاً لا يتكلم لثقل المرض.
وكان عندما حضره الموت مستنداً إلى صدر عائشة، وقد أخذت سواكاً من أخيها عبد الرحمن فقضمته وأعدته فاستن به الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكان يدخل يده في إناء الماء فيمسح وجهه ويقول لا إله إلا الله إن للموت سكرات. وأخذته بحة وهو يقول«مع الذين أنعم الله عليهم». ويقول: «اللهم في الرفيق الأعلى»، فعرفت عائشة أنه يخير وأنه يختار الرفيق الأعلى.وقبض صلى الله عليه وسلم ورأسه في حجر عائشة رضي الله عنه حين اشتد الضحى وقيل عند زوال الشمس، ودخل أبو بكر رضي الله عنه وكان غائباً في السنح فكشف عن وجه النبي صلى الله عليه وسلم ثوباً كان عليه، ثم أكب عليه وقبله وخرج إلى الناس، وهم بين منكر ومصدق من هول الأمر، فرأى عمر رضي الله عنه يكلم الناس منكراً موت الرسول صلى الله عليه وسلم فاجتمع الناس على أبي بكر فقال: أما بعد من كان منكم يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت. قال الله {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ}  [ال عمران: 144]  فسكن الناس وجلس عمر رضي الله عنه على الأرض لا تحمله قدماه وكأنهم لم يسمعوا الآية إلا تلك الساعة.





 بيت النبوي : قال الله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً } [الأحزاب: 33]

قال الأستاذ أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده رحمه الله: الرجس: القذر. قال ابن دريد: رجل مرجوس ورجس: نجس وأحسبهم قد قالوا: رجس نجس وهي الرجاسة والنجاسة ، والرجس العذاب كالرجز ورجس الشيطان: وسوسته.

وقال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله: يقول الله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ} [الأحزاب: 33] أي السوء، والفحشاء يا أهل بيت محمد، ويطهركم من الدنس الذي يكون في أهل معاصي الله تطهيراً.

وذكر بسنده عن سعيد عن قتادة قوله {إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً } [الأحزاب: 33] فهم أهل بيت طهرهم الله من السوء، وخصهم برحمته منه.

واختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله: { أَهْلَ ٱلْبَيْتِ } [الأحزاب: 33] فقال بعضهم: عني به رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ثم ذكر أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نزلت هذه الآية في خمسة في وفي علي وحسن وحسين وفاطمة: {إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً } [الأحزاب: 33].

ومن حديث زكريا عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة رضي الله عنها: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم غداة، وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن ، فأدخله معه، ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً} [الأحزاب: 33].ومن حديث حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة عليها السلام ستة أشهر كلما خرج إلى الصلاة فيقول: ” الصلاة أهل البيت {إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً} [الأحزاب: 33].

ومن حديث زيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم عندي وعلي وفاطمة والحسن والحسين فجعلت لهم خزيرة فأكلوا وناموا وغطى عليهم كساء، أو قطيفة ثم قال: “اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا“.

ومن حديث يونس بن أبي إسحاق قال: أخبرني أبو داود، عن أبي الحمراء قال: رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي، وفاطمة ، رضي الله عنهما فقال: الصلاة الصلاة {إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً} [الأحزاب: 33].

ومن حديث أبي نعيم الفضل بن دكين قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن كلثوم المحاربي، عن أبي عمار قال: إني لجالس عند واثلة بن الأسقع إذ ذكروا عليناً، رضي الله عنه فشتموه، فلما قاموا قال: اجلس حتى أخبرك عن هذا الذي شتموه؛ إني عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي، وفاطمة وحسن وحسين، فألقى عليهم كساءً له، ثم قال: “اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيراً” قلت يا رسول الله وأنا؟ قال: “وأنت“. قال: فوالله إنها لمن أوثق عمل عندي.