الخدمة الإجتماعية العمّالية
تهدف إلى مساعدة العامل على النّجاح في مهنته كإنسان له كيانه وخصائصه وسماته واستعداداته التي تميّزه عن الآخرين، لا كوسيلة للانتاج ويتجلّى ذلك من خلال مساعدته في شتى المجالات الاجتماعية والصحية وغيرها، كما تهتم بدراسة المشكلات التي تواجهه أثناء قيامه بعمله، وقد استغلّت الخدمة الاجتماعية العمّالية الأسس العلمية الحديثة التي تقول بأن الإنسان لا يمكن أن يعطي أحسن ما في طاقته من إنتاجٍ إلا إذا هيّأنا له أفضل ظروف العمل.
وتُشير الخدمات الاجتماعية العمّالية إلى نواحي النشاط التي لا تنتج سلع مادية ولكنها توجّه إلى الجماعات العمّالية لإشباع حاجات أفرادها المادية والمعنوية، وقد يقوم بهذه الخدمات أخصائيّون من مختلف التخصصات، بما يؤدي
الى تقديم الخدمات طبقًا لحاجات العاملين وحصولهم على الفائدة القصوى.
وللخدمة الاجتماعية العمّالية نواحٍ كثيرة ومتنوعة وجلّها مرتبط بعضها ببعض، وهي كالتّالي:
تعزيز الصحّة النفسية:
قد تنطوي بيئة العمل على العديد من عوامل الخطر المهدِّدة للصحّة النفسية وترتبط معظم المخاطر بالتفاعلات بين نوع العمل، والبيئة التنظيمية والإدارية، ومهارات الموظفين وكفاءاتهم، والدعم المتاح للموظفين لأداء عملهم، فعلى سبيل المثال: قد يتمتّع شخص ما بالمهارات اللازمة للقيام بمهامه على أكمل وجه، غير أن الموارد المتاحة لذلك قد تكون قليلة جدا ، أو أن الممارسات الإدارية أو التنظيمية القائمة لا تدعمه في القيام بذلك.
وتقوم التدخلات على نهجٍ ثلاثيّ الجوانب:
• حماية الصحّة النفسية بالحد من عوامل الخطر المرتبطة بالعمل.
• تعزيز الصحّة النفسية بتطوير جوانب العمل الايجابية ونقاط القوة لدى الموظفين.
• معالجة مشاكل الصحّة النفسية بغض النظر عن أسبابها.
التقدير في العمل والتّشجيع:
تربُط بعض الأبحاث سعادة الموظفين بالتقدير، وهذا يؤدي إلى استمرارهم في العمل، ويعد الاحتفاظ بالموظفين المتميزين أحد معايير النجاح في المنظمات.
والتّقدير كما يرى أحد المختصّين ليس مجرّد رد فعل على الآداء الرائع للموظّف، بل هو سبب فيه.
ثم إن التقدير العلني والذي يكون من خلال احتفال رسمي أو أمام زملاء العمل هو الأكثر تأثيراً، ولكن هذا لا يلغي أهمية التقدير اليومي إن صح التعبير المنبثق من تفاعل المدير مع موظفيه ومتابعة أدائهم وتركيزه على إيجابياتهم ثم تقدير ذلك ولو بمكافآت بسيطة.
تعزيز الابتكار:
من منطلق أنّ الأفكار المبتكرة هي التي تصنع الفرق في بيئة العمل، يتم التّعامل مع العمّال بهذه الطرق التي تساعدهم على تشجيع الابتكار في مكان عملهم:
• منح الموظّفين سببًا يدفعهم للاهتمام.
• التّأكيد على أهمية الابتكار.
• تخصيص وقت لتبادل الأفكار.
• تدريب الموظّفين على تقنيات الابتكار.
• التّشجيع على التغيير.
• تحدّي طريقة عمل الفريق.
• دعم الموظّفين.
• التساهل مع الأخطاء.
• مكافأة الإبداع.
• استخدام الأفكار.
الانتاجية في العمل:
هذا يعني أن يصبح الشّخص مُتحراراً من الضغوط, وبالتالي يصبح شخصاً أكثر نجاحاً، وهناك عدّة طرق لكيفية تحسين المهارات الأنتاجية الخاصة بنا عن طريق تعلم كيفية أن نكون مستعدين دائماً، منها:
• تحديد الأولويّات.
• اعتماد المهارات التنظيمية.
• التحكّم بالعوامل التي قد تشتّت التركيز وإدارتها.
• التفكير جيدًا قبل قول (نعم).
• القيام بأخذ استراحة.
حل المشكلات الأسرية:
يجب العمل دائمًا على حل مشكلات العامل الأسرية وما يعترضها من صعاب، وإذا ما قام المصنع بهذا الدّور من خلال المهنيين المتخصّصين نفسيين واجتماعيين، فإنه يضمن سعادة العامل وعدم تعرضه للأخطار والحوادث بحيث يتفرّغ للعمل المنتج.
الرحلات الترفيهية:
المنافسة بين زملاء العمل كثيرًا ما تسبب ضغوطًا وأجواء مشحونة بالتوتّر في بيئة العمل، وهذا يترك تأثيره على الحالة النفسية وقدرة الأفراد على الأداء المتميز في كافة المسؤوليات المكلّفين بها، من هنا تلعب رحلات زملاء العمل إلى أماكن وبيئات مختلفة تمامًا عن جدران المؤسسات والمنشآت العاملين فيها، دورًا كبيرًا في إذابة ما قد ينشأ بينهم من خلافات، ويمنح العلاقة مزيدًا من الصفاء والترابط، وبالتالي يعودون أكثر قدرة على العطاء والإيجابية داخل بيئة العمل، ويترك أفضل الأثر على صحتهم النفسية وعلاقتهم الاجتماعية.
حل المشاجرات بين الزملاء والرؤساء:
يسود العمل نوع من الود والانسجام، وقد يقابله غيرة ومنافسة تؤديان إلى خلافاتٍ قد تعكّر صفو الجو، وتجعل من العمل اليومي عقابًا ويوم توتر وأستفزاز؛ فلقاء الأشخاص نفسهم كل يوم قد يسبب نوعًا من الملل، وقد يزيد من احتمال بروز خلافاتٍ حادّة قد تصل إلى ارتفاع نبرة الصوت والخصام، مما يخلق بيئة سامّة تؤثر سلبًا في عقل العامل وعمله ورفاهه المادي.
لذا، يمكن التقليل من المشاكل بالقيام بتطبيق بعض الحيل للتّخفيف من حدة التوتر :
• لا تفكر بالاستقالة.
• تجنب الصراخ.
• إشراك الآخرين لنزع فتيل الخلاف.
• استشر مديرت.
• لا تعزل نفسك.
• تفادي هدم الجسور.
• لا تتأثر بالشائعات.
التأمينات الاجتماعية:
صورة من صور التكافل الاجتماعي التي يقدّمها المجتمع للمواطنين، حيث يقوم على رعاية العاملين في القطاع الخاص والعاملين على بند الأجور في القطاع الحكومي ليوفّر لهم ولأسرهم حياة كريمة بعد تركهم العمل بسبب التقاعد أو العجز أو الوفاة، كما يوفّر النظام العناية الطبية والتعويضات اللازمة في حالات إصابات العمل أو العجز المهني.
والخدمة الإجتماعية العمّالية واسعة الميدان، وأن غرضها مساعدة العمّال لكي يستطيعوا أن يساعدوا أصحاب الأعمال في الحصول على أكبر ربح ممكن، ولذلك يصح القول بأن الخدمة الاجتماعية العمّالية تربط مصالح العمّال بمصالح أصحاب الأعمال وتوفّق بينها خير توفيق.
الطّالبة: ريم السّعيدي
تحت إشراف : أ. الشّيماء مغربي، أ. رؤيا ينكصار.