إعادة شراء الأسهم


Stock Buyback

هنالك عدة طرق يمكن للمستثمر الربح من خلالها عند الاستثمار في الأسهم. و على الرغم من أن أكثر الطرق شيوعاً هي التوزيعات النقدية و الربح الرأسمالي بإرتفاع سعر السهم, إلا أن هناك طرق أخرى تمكّن الشركات المساهمة من مشاركة اربحاها مع المستثمرين. في هذه المدونة سوف نتطرق لأحد هذه الطرق الغير منتشرة و هي إعادة شراء الشركة لأسهمها (Stock buyback) أو (Stock repurchase). سوف نتطرق لكيفية شراء الشركة لأسهمها و ماذا يعني ذلك للمستثمرين.

من وجهة نظر المساهمين, شراء الشركة لأسهمها يعتبر أمر جيد

وارن بفيت

ما هي عملية إعادة شراء الأسهم؟

عملية إعادة شراء الأسهم تحدث عندما تقوم الشركة بشراء بعض أسهمها المتداولة عن طريق رصيدها من الأرباح المبقاة. الأسهم المعاد شراؤها يتم تحويلها في العادة لأسهم خزينة و تصبح غير مستحقة للأرباح, و لذلك يقل عدد الأسهم المصدرة التي يتم تداولها في السوق. و بسبب انخفاض عدد الأسهم المتداولة, فإن الملكية النسبية للمساهمين ترتفع.


نقاط مهمة:

  • يؤدي شراء الشركة لأسهمها إلى انخفاض في عدد الأسهم المصدرة والذي يؤدي بدوره إلى زيادة الملكية النسبية للمساهمين.

  • تقوم بعض الشركات بإعادة شراء أسهمها عندما تعتقد بأن السهم يتم تداوله في السوق بأقل من القيمة العادلة للسهم.


كيف تتم عملية إعادة شراء الأسهم؟

يوجد طريقتين رئيسية تقوم من خلالها الشركات بشراء أسهمها:


  1. عروض الشراء (Tender Offer):

    تقوم الشركة بالتحدث مع كبار المساهمين لتطلب منهم تقديم عروضهم لطلب شراء كل أو جزء من الأسهم التي يملكونها. و يجب على المستثمر عند تقديم العرض تحديد كمية الأسهم التي يرغب ببيعها و النطاق السعري للسهم. بمجرد أن تستلم الشركة جميع العروض المقدمة لشراء أسهمها من المساهمين, تقوم بدراسة العروض بحيث تقوم بشراء الكمية المرغوبة بأقل تكلفة.

  2. السوق المفتوح (Open Market):

    وهو قيام الشركة بشراء أسهمها من سوق التداول بالقيمة السوقية للسهم, و لكن إعلان الشركة نيتها لشراء أسهمها قد يساهم في ارتفاع القيمة السوقية للسهم وهو ما قد يجعل الشركة تضطر لدفع تكلفة أعلى مقابل شراء أسهمها.

تعتبر عملية إعادة شراء الأسهم مؤشر إيجابي للشركة, و عادة ما يرتفع سعر السهم بعد شراء الشركة لأسهمها.

لماذا تقوم الشركات بشراء أسهمها؟

في الحقيقة هناك عدة أسباب تدفع الشركة بأن تقوم بشراء أسهمها, و لعل من أبرز هذه الأسباب هو أن الشركة ترى أن قيمة سهمها يتم تداوله بسعر أقل من قيمته العادلة, و حيث ترى أن قيامها بشراء أسهمها سيساعد في عودة سعر السهم لقيمته العادلة مستقبلاً. قد يكون الأمر هذا مقبولاً و خصوصاً في أوقات الأزمات عندما يكون خيار استثمار أموال الشركة في استثمارات أخرى يصاحبه حالة من عدم اليقين.


تحسين المؤشرات المالية:

أحد الأسباب التي قد تدفع شركة ما للقيام بشراء أسهمها هو لمجرد التحسين من مؤشراتها المالية, و هي المؤشرات التي يستخدمها المستثمرين لتقييم الشركات. هذا الدافع هو محض تساؤل,إذ ان قيام الشركة بشراء اسهمها لمجرد تحسين مؤشراتها المالية قد يكون دلالة على سوء إدارة للشركة. لنرى كيف يحدث هذا.

 

أولاً, عندما تقوم الشركة بشراء أسهمها فهي تقوم بتحويلها لأسهم خزينة و تكون غير مستحقة للأرباح, فهذا يؤدي إلى انخفاض في عدد الأسهم المصدرة, مما يؤدي ذلك إلى ارتفاع العائد على السهم (EPS).

 

بصورة أخرى, شراء الشركة لأسهمها يؤدي لانخفاض في قيمة أصول الشركة, و في هذه الحالة الأصل هنا هو النقد. نتيجة لذلك, يرتفع العائد على الأصول (ROA) بسبب الانخفاض في قيمة الأصول, و ذلك يؤدي إلى ارتفاع العائد على حقوق المساهمين (ROE) بسبب انخفاض عدد الأسهم المصدرة, و هو أمر ايجابي بشكل عام.

 

لنفترض أن شركة ما قررت شراء مليون سهم من أسهمها بسعر 15 ريال للسهم و قيمة اجمالية 15 مليون ريال. الجدول أدناه يوضح الحسابات المكوِّنة للعائد على الأصول و العائد على السهم, و كيف تتغير هذه المؤشرات بعد عملية شراء الشركة لأسهمها.

كما هو موضح في الجدول, فإن مخزون الشركة من النقد قد انخفض من 20 مليون ريال إلى 5 مليون ريال. و بما أن النقد يعتبر أحد المكونات الأساسية لأصول الشركة, نتيجة لذلك انخفضت قيمة أصول الشركة من 50 مليون ريال إلى 35 مليون ريال. و هذا أدى إلى ارتفاع العائد على أصول الشركة, و ذلك على الرغم من بقاء قيمة الإيرادات نفسها دون تغيير. قبل عملية الشراء, العائد على الأصول كان %4 (2 مليون/50 مليون). بعد عملية الشراء, ارتفع العائد على الأصول ليصل إلى %5.71 (2 مليون/35 مليون). و كذلك يمكن أن نرى نفس التأثير على قيمة العائد على السهم, فقد ارتفع من 0.20 ريال (2 مليون/10 مليون سهم) إلى 0.22 (2 مليون/9 مليون سهم). يعتبر هذا أمر إيجابي, فالكثير من المساهمين يسعى لتحليل الأسهم و الاستثمار في الأسهم التي تكون ربحيتها عالية, فالبتالي يزداد الطلب على السهم و يؤدي ذلك بدوره إلى ارتفاع سعر السهم.


أرقام

في الربع الأخير من عام 2019 أنفقت بعض الشركات المكونة لمؤشر S&P500 الأمريكي ما يقارب 189$ مليار في شراء أسهمها, و هو الأعلى خلال ثلاث أرباع. و في الربع الأخير من عام 2018 أنفقت الشركات ما يقارب 223$ مليار.

رسم بياني يوضح المبالغ التي قامت بصرفها بعض شركات S&P500 لشراء أسهمها من 1990
Join