تاريخ الشكولاتة
سلوى النخلي
2020/1/1
بدأ استخدام حبوب الكاكاو ب أمريكيا الجنوبية كـ شراب بالقرن الثامن عشر وكان حكرا على الطبقة الأرستقراطية ويعتبر من مظاهر الرفاهية، وبالقرن التاسع عشر أنتشر شراب الكاكاو بين جميع الطبقات الاجتماعية وتم افتتاح (بيوت الشكولاتة) التي كانت تقدم شراب الكاكاو ل الزبائن وفي المنازل كانت الأمهات يقدمن شراب وحساء الكاكاو ل أسرهن
ارتبطت الشكولاتة بالمرأة منذ اكتشافها كان نساء المجتمعات الفقيرة يتولين تجفيفها وتحميصها وطحنها هذا بالقرن السابع عشر عندما كانت الشكولاتة مرتبطة بالرفاهية والمتع الحسية والتي كانت من نصيب الأسر الغنية، وتحول مفهوم ارتباط المرأة بالشكولاتة من المشقة والتعب إلى الاستقرار الأسري المتمثل ب اهتمامها بتقديم شراب الكاكاو المغذي لأبنائها كما بالعصر الفيكتوري وأصبحت مصانع الشكولاتة تعلن عنها ك منتج غذائي صحي يساعد في نمو الأطفال بعد أن كانت منتج كمالي يستمتع به الأثرياء
كانت الشكولاتة تستخدم كـ طعام بديل ومغذي وخاصة للعمال، آيضا كانت وسيلة مقبولة للغش في أيام الصوم الكاثوليكي، حيث أختلف اتباع هذا المذهب حول تصنيف كوب الشكولاتة بين الطعام والشراب
إن الوضع المثالي لنمو نبتة الكاكاو هو وجودها في مناخين مختلفين على الأقل، حيث البيئة الدافئة الرطبة اللأزمة لنموها، والآخر الحار القاحل اللازم لتجفيفها
انتشر محصول شجرة الكاكاو وأُنشئت مصانع لإنتاج ألواح الشكولاتة في فرنسا وهولندا، مرت الألواح بمراحل حتى وصلت إلى القوام الحريري الغني. والفضل يعود لمخترع معصرة الكاكاو -الهولندي-التي تستخلص الزبدة من حبوب الكاكاو مما يساعد في عملية مزج الشكولاتة بالماء والحصول على مزيج بمذاق أفضل ولون بني غامق
أصبح اعداد مشروب الكاكاو بعناية أمر صحي ومستساغ فهي مغذية وسهلة الهضم، ولا تؤذي الجمال مثل القهوة.
احتلت الشكولاتة موقع غامض بين الحلوى والدواء خلال القرن ال 19، وقام صانعوا الحلوى والمعجنات بالإضافة إلى الصيادلة بإبداع أشكال جديدة يمكنهم بيعها بـ استخدام مسحوق الكاكاو
يقول الذواقة الفرنسي بريليت سافارين إن مسحوق الشكولاتة أصبح رائج في مجتمعه. إضافة لمذاقها الغني تعتبر ملائمة لمن يعانون من إرهاق ذهني كأساتذة الجامعات والمحامين والمسافرين، كما تناسب أهل المعدة الضعيفة، ويُعتقد أنها علاج لأمراض المعدة المزمنة، وكل ذلك متوقف على الإعداد الجيد لوصفات الشكولاتة
بدأت شركات الشكولاتة تتنافس ب ابتكار الشكولاتة الصلبة ففي بريطانيا انتجت شركة جي. أس. فراي قطع من الشوكولا عن طريق الضغط عليها ومن ثم إعادة إدخال القليل من زبدة الكاكاو فيها كانت النتيجة قطع شكولاتة أكثر رطوبة ورملية
وفي سويسرا عمل صغار تجار الشكولاتة والتي أصبحت أسمائهم معروفة بهذي الصناعة كـ فرانسوا كلير (نستله) -من منتجاته الكت كات السنيكرز وغيرها-وفيليب سوشارد، بدأوا بإتقان العمليات الميكانيكية لطحن الشكولاتة الممتازة وخلطها، وفي عام 1879إخترع وريث نستله دانيال بيتر نظام لمزح الحليب المجفف مع الشكولاتة، كانت نتيجة ذلك بعد إضافة زبدة الكاكاو منتج صلب سهل القولبة والتشكيل، ثم ابتدع رودولف ليندت عملية ميكانيكية تعرف ب أسم (كونشينغ)، إذا تقوم أسطوانات الجرانيت بمعالجة شراب الشكولاتة وخلطه وتسخينه برفق، وهذا ينتج كتلة ناعمة ونكهة أفضل مثل شكولاتة فيروروشيه ماركة ليندت اند سبرونغلي
نهاية القران ال 19 انتشر استخدام الآلات التي تنتج الواح شكولاتة بمعايير عالية لتأخذ شكلها النهائي ك ألواح صلبة أو غلاف للحلويات الأخرى
وهكذا تطورت عملية إنتاج الشكولاتة بفضل المعصرة -التي تفصل الزبدة اثناء عملية طحن حبوب الكاكاو لتنتج مسحوق جاف بدل العجينة السائلة والتي اقتصر استخدامها على الشراب-وإضافة الليسيثين –مادة مستحلبة مصنوعة من البيض/ الصويا-المحسنة لقوام الشكولاتة
اعتمدت الحكومة البريطانية ألواح الشكولاتة كـ مادة غذائية مقوية للبحارة في البحرية الملكية، وخلال الحربين العالميتين كانت الشكولاتة تُوزع كـ غذاء على الجنود، أُستخدمت الشكولاتة رمزيا كـ مرسول عطف ومحبة من الجنود العائدين من الحرب العالمية الثانية إلى الأطفال في أوطانهم لإعادة دمجهم في مجتمعهم بعد طول غيابهم
أصبح للشكولاتة حضور اجتماعي عزز منه اهتمام الشركات ليس بالطعم فقط بل بالتغليف أيضا، كانت شركة كادبوري أول من قدم الشكولاتة بعلب ذات تصاميم جذابة تدوم أكثر من محتوياتها وقد استخدمت كحافظات لأشياء صغيرة ذات قيمة عاطفية، ولاسيما الرسائل.
انتشر تغليف الشكولاتة بداية القرن العشرين وتم إنتاج عُلب كواليتي ستريت المعدنية التي مازالت سمة من سمات التجمعات العائلية بالأعياد في بريطانيا العلبة مزينة بصورة مستوحاة من مسرحية للكاتب جي.ام. باري، وفي عام 1912 قام جان نيو هاوس بتطوير تقنية لصنع غلاف صلب من الشكولاتة يتم حشوه بمختلف النكهات كجوز البيكان والكراميل، آيضا ابتكرت زوجته طريقة تغليف عبارة عن علبة مستطيلة أنيقة من الورق المقوى ترص داخلها قطع الشكولاتة يدوياً، أضاف هذا التغليف لمسة تميز للشكولاتة وأرتبط بالمصنعة يدوياً
كان النخبة من المستهلكين يميلون لتقدير المنتجات اليدوية أكثر من المصنعة بالآلات التي تنتج بكميات كبيرة لعامة الناس، تميزت شركة نيوهاوس"كابريس" ب إنتاج حلوى نوجا مذهلة تتكون من كراميل السكر والبندق تلف وتملأ يدوياً قبل أن تُغطس في الشكولاتة، يؤكد أحد منتجي الشكولاتة اليدوية لعملائه (إن كل قطعة مصنوعة يدوياً من قبل مختصين مهرة في مجال الشكولاتة الذين ينقلون كل ذلك الكبرياء والحب إلى هذه الشكولاتة الفاخرة)