الطائف بستان مكة
بقلم شهد السفياني
تدوينة كُتبت في مدونة إحدى القريتين , الخميس، 16 يناير 2014
اشتهرت الطائف منذ القدم بالزراعة وبكثرة محصولاتها الزراعية ...وقد ذكر بعض المفسرين أن الطائف هي إجابة لدعوة إبراهيم -علية السلام-في قوله تعالى { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات }
ورد في تفسير القرطبي "روي أنه لما دعا ابراهيم -علية السلام- بهذا الدعاء أمر الله تعالى جبريل ,فاقتلع الطائف من الشام فطاف بها حول البيت أسبوعا , ثم أنزلها تهامة ، وكانت مكة وما يليها حين ذلك قفرا...
فبارك الله فيما حولها كالطائف وغيرها، وأنبت فيها أنواع الثمرات ... ."
ومنذ قديم الزمان كان يطلق على الطائف "بستان مكة " , فقد كانت الطائف مصيف لأهل مكة ولا يوجد غني في مكة إلا وله في الطائف بستان.
وكان تجار مكة يجلبون من الطائف الزبيب والجلود المدبوغة كما كانوا يستهلكون كثيراً من أعناب الطائف ومانها.
وقد كتب الدكتور حسن إبراهيم في كتابة "التاريخ الإسلامي" بأن الطائف تعد بستان ونزهه لأهل مكة ".
بالإضافة إلى كتابات الكثير من الرحالة عن الطائف عند ذكرهم لمكة وما بها من خيرات , ومنهم ابن جبير : حيث ذكر أنه عندما وصل إلى مكة وتجول في أسواقها "حللنا بهذه البلدة المباركة فألفيناها تغص بالنعّم والفواكه
كالتين والعنب والرمان والسفرجل والخوخ إلى جميع البقول كلها والباذنجان والجزر والكرنب إلى غير ذلك من الرياحين العبقة العطرة وهذه الفواكه تجلب إليها من الطائف وهي على مسيرة ثلاثة أيام منها ".
وذكرت الدكتورة نادية صقر أن معظم إنتاج الطائف من الزبيب قديماً يذهب إلى مكة لتحلية مياة الآبار التي تزداد فيها نسبة الملوحة.
وقد ذكر حافظ وهبه أن " فاكهة الطائف مشهورة بجودتها في سائر البلاد العربية , كما ينمو فيها الورد الطائفي الذي يستخرج منه عطر فاخر يباع على الحجاج في موسم الحج ".
بالإضافة إلى أن ما يستخرج من ماء الورد الطائفي من زيت وعطور وماء الورد , يخلط بماء زمزم وتغسل به الكعبة المشرفة .
وكتب Rutter "رأيت في بساتين الطائف مالم أره في سائر أرجاء الجزيرة العربية , فقد شاهدت أشجار اللوز والخوخ تزدحم بالأزهار المتفتحة , وعجبت لجمال الربيع في هذه البقعة من الجزيرة العربية المجدبة ,حتى قلت لرفيقي :لقد صدقت ما يزعمه
أهل مكة عن الطائف بأنها كانت فردوساً من أرض الشام ".
وأخيراً يقول الدكتور عبد القدوس الانصاري "الطائف أرضه خصبة معطاء تجود فيها بكثير من الفواكة كالعنب والرمان والسفرجل والخوخ والتين الشوكي "البرشومي" ... ".