أنَا وسمَّاعَات الأُذن
نوتة: الكلام هنا غير تقني، إن هو إلا ملاحظات وآراء شخصية في الموضوع.
من ناحية الصوت ، أفضّل الوسطية في صوت السماعة، أحب السماعة التي تنتج الترددات على المجال الصوتي بشكل مستوٍ، بمعنى أن الترددات فيها (التردد المنخفض، الوسط والعالي) تكون معتدلة بشكل عام، لكني لا أمانع وجود بعض من الحدة بين الوسط والعالي وقليل من القوة التي تبرز التردد المنخفض.
لنتخيل كمان يعزف مع دبل بيز (كونترباص) وتشيلو، أحب التشيلو أن يكون على طبيعته، لكني أريد سماع حدة وقع وزحف عصا الكمان على وتر الكمان، وأريد الإحساس بضرب الإصبع على الكونترباص، ذلك بدون فقدان التردد الوسطي، وبقائه على ماهو عليه.
من زاوية أخرى، هنالك مصطلح الساوند ستيج، في إطار محبي السماعات الصوتية الساوند ستيج (المنصة الصوتية) يعني القدرة على تخيل واستيعاب مواقع الآلات الموسيقية وأصوات المغنين في الستيريو (يمين أو يسار).
بعض السماعات لها أداء عالي بحيث تعطي المكان الحقيقي في توزيع هذه الآلات،وبعضها قد يكون أقل دقة. مثلا، هنالك بعض السماعات التي مهما تستمع إلى أصوات مغنين فيها، يبدو أن المغني يغني بين أذنيك، بداخل رأسك. بينما البعض الآخر ينتج صوت مغني تسمعه وكأنه يقف أمامك. (طبعا العمل يعتمد كثيرا على دقته وجودته وطريقة توزيعه والماسترنق الذي قام به العاملون عليه).
بالرغم من اتساع الخيارات المتوفرة، عدم مناسبة سماعة لي شخصيا لا يعني أنها غير جيدة، ولا يعني أنها كانت غير منصفة للصوت أو العمل الذي شغلته. هذا وأنوه على أهمية جودة الملف الصوتي، الخطأ في اختيار ملف ذو جودة عالية قد يؤدي إلى تشويش طريقة السمع والحكم على سماعة بطريقة عادلة.
في نظري (افتراضًا أننا نتحدث عن الأغاني) كل أغنية قد تبرز لها جماليات مختلفة باختلاف الوسط الذي تشتغل فيه، ومنه أيضا اختلاف السماعات باختلاف تعديلات تردداتها. بعض السماعات تعطي الكثير من القوة في التردد المنخفض، نأخذ على ذلك السماعات المفضلة المنتشرة بين سامعي أغاني الهيب هوب والراب وموسيقى الهاوس مثالا.
في مثل هذه الأعمال قد يكون البيز عامل إبداعي في توصيل ريتم الأغنية، مندمجا مع الإيقاع. لنأخذ نفس نوعية هذه السماعات ذات البيز (التردد المنخفض) القوي، ونشغل عليها بعضا من الجاز أو موسيقى اللاونج ونملي بها أجواء ردهة فندق أو جلسة كافيه، ما أجملها خلفية موسيقية! لكن إن فقدت الزيادة في نقرة التردد المنخفض قد تفقد الكثير من العمق والإحساس في ذلك المحيط.
بالنسبة للتصميم ، فالراحة، فوق كل شيء! كوني ألبس نظارات نظر (في العمل مثلا) أجد صعوبة في إبقاء سماعات رأس فوق نظاراتي فترة مطولة، لذلك اتجهت لسماعات داخل الأذن للراحة أثناء العمل. (رغم أن سماعات الرأس هي المفضلة لي شخصيا أثناء العزف أو الاستعمال في المنزل -لما ما ألبس نظارة-)
وجدت أن تصاميم السماعات ذات الأطراف (أو البروزات) المطاطية التي تخرج من غطاء السماعة لتدخل بين طيات الأذن الغضروفية فتُحْكِم السماعة، أيضا مؤلمة، مع طول فترة الاستخدام ( هذه الأنواع مناسبة جدا كسماعات رياضية، تكون جدا محكمة لا تسقط مع الأيروبيكس مثلا). لذلك، عدت إلى أبسط التصاميم، داخل الأذن، لا يلتف حواليها، ولا بينها.
السلك، السلك، السلك. بعض التصاميم للأسف، قد ينتقل من حركة أسلاكها الكثير من الإزعاج إلى داخل الأذن! في تجربتي بمحل بيع السماعات، أضع السماعات وقبل تشغيل أي أغنية، أجد نفسي أمشي قليلا، أمسك السلك بيدي لأختبر مدى إزعاج السلك ما إن تم إحكام السماعات داخل الأذن. الآن، لا أقول وجود سماعات لا يوجد بها أي نوع من إزعاج السلك لكن بعضها أسوأ من الآخر، وأتوقع المشكلة كلها في التصميم.
كيف أجرب صوت السماعة هو قصة أخرى. أرى نفسي أختار ثلاثة أعمال على الأقل: أغنية عربية، أغنية أجنبية وسيمفونية. ثم أستمع للثلاثة بكل أنواع السماعات المتوفرة في إطار السعر المطلوب أمامي للتجربة والاختيار. (علما أن المكان الذي باعني السماعة فيه ميزة تجربة أي من المعروض، طبعا مع التنويه على أنهم كانوا مهتمين في تنظيف السماعات وتعقيمها بعد كل مستخدم).
كل من الأعمال أو الألحان (المذكورة بالأعلى) التي أختارها تمتاز باتساع أفقها الصوتي، بكثرة وتوزيع الآلات المعزوفة (قريبة وبعيدة، في الأمام أو بالخلف) وتنوع هذه الآلات، واعتدالها وجودتها العالية.
بهذا التنوع وهذه الطريقة أرى نفسي بعيدة عن الوقوع في خطأ اختيار سماعة تنتج أفضل الوتريات في الأغاني العربية لكنها تبرز الهاي هات في إيقاع أغنية إنجليزية بطريقة مزعجة وتخفي النوتات الوسطى في بيانو يعزف في ركن ما خلف الأوركسترا.
أخيرا وليس آخرا، الآذان لا تتشابه، لا بشكلها ولا بسمعها. ما يناسبني من شكل، نوعية و صوت سماعة قد لا يناسب غيري.
أتمنى أني بهذه الملاحظات أن أكون أضفت (وإن القليل) للباحث عن سماعة، وإن لم يكن ذلك، أتمنى أن أكون وضعت بعض الأفكار لأجعل القارئ أن يستمع بسماعاته المعتادة، لألحانه المعتادة بآذان جديدة!
مصطلحات لها علاقة
sound signature
المقصود هو الخامة الصوتية المميزة التي تنتجها هذه السماعة
treble / highs
الترددات العالية أو الحادة
bass / lows
الترددات المنخفضة
midrange
الترددات الوسطى
flat
مسطح (المعنى المباشر) لكن في السماعات قد يعني أن الأداء الصوتي لها معتدل وموزون بين الترددات الثلاثة
tuning
وزنية، تنطبق عالسماعات
sound stage
ممكن تعني الوسع في المحيط والعمق في صوت السماعة
earbuds
الغطاء المطاطي للسماعة والذي يدخل بالأذن فيثبتها
in-ear
داخل الأذن
over-ear
فوق الأذن مباشرة
around-ear
فوق الرأس حوالين الأذن