بناء الشخصيات بالأعمال الدراميـة
بقلم : مارية القرني
ماهي الشخصية؟
الشخصية هي الأساس الجوهري للسيناريو، وهي القلب والروح والجهاز العصبي للقصة فقبل كتابة كلمة واحدة على الورق، فمن المهم أن نتعرف جيداً على الشخصية، ومن هي الشخصية الرئيسية في هذا العمل الدرامي، وعن أي شئ تتحدث القصة؟
وتوجد عدة طرق لبناء الشخصية، وكلها صالحة، ولكن لابد أن يُختار أفضلها
فمن المهم أن تكوّن الشخصية الرئيسية للعمل، ثم تُفصل إلى صنفين:
_ داخلية
_ خارجية
وتُقسم الشخصية الى ذاتية ومهنية وخاصة
ويُبنى قالب الشخصية اولًا ثم يُملأ هذا القالب بالمحتوى وتتم عملية بناء الشخصية بلغة القالب من خلال :
١-تحديد حاجة الشخصية؛وما تريد أن تحققه، أو تحصل عليه من خلال السيناريو، حيث تُسجل سيرة حياتها، ومن ثم يمكن اكتشافها
2. تحديد وجهة النظر في هذه الشخصية، وهل هي شخصية ليبرالية أم محافظة؟ وهل هي من أنصار البيئة من المدافعين عن حقوق الإنسان، هل هي عنصرية؟ هل هي من الأشخاص الذين يؤمنون بالقدر والحظ، هل هي من هؤلاء الذين يثقون بالأطباء والمحامين، وما وجهة نظر هذه الشخصية فيما يتعلق بعملها؟ ومن ثم تصبح العناصر أجزاء محددة، ومتكاملة للشخصية.
3. التأكد من أن كافة الشخصيات لديها وجهات نظر فردية ومحددة، كما يُبحث عن الوسائل التي تستطيع بها الشخصية دعم وجهات نظرها، والتعبير عنها درامياً.
والتساؤل المهم هو: ماذا عن الشخصية؟:
الواقع أن الشخصية موقف أي قالب، أو طريقة فعل، أو شعور يؤدى إلى كشف رأي الشخص. وهل هي عظيمة في موقعها؟ أم وضيعة؟ هل هي لشخص إيجابي أم سلبي؟ متفائلة أم متشائمة؟ مندفعة نحو الحياة وفي عملها، أم تعيسة؟
والشخصية، كذلك، هي السيرة الذاتية المميزة للشخص.فكل شخصية تظهر ذاتية الشخص بصرياً، وهل هي شخصية مرحة؟ هل هي سعيدة ومبتهجة وذكية، أم منبسطة وغير متحفظة؟ هل هي جادة ؟ هل هي لبقة في تعاملها، أم فظة، أم كشره ودون حدٍ أدنى من الذكاء وروح الدعابة؟
والشخصية أيضاً سلوك فجوهر الشخصية هو الحدث الدرامي، وما يفعله الشخص ينم عنه. فالسلوك هو الحدث الدرامي، حيث يقدم الكثير من تصرفات الشخصية، التي تجري معالجتها في السيناريو.
أما إذا وصل الكاتب إلى لقطة لا يعرف من خلالها ما يجب أن تفعله هذه الشخصية في موقف معين، فعليه أن يدخل إلى أعماق حياته الشخصية لاكتشاف ما يمكنه أن يفعله ـ لو كان هو في الموقف نفسه ـ فالكاتب أفضل مصدر للمادة، وإيجاد الحلول للمشكلة.
والشخصية أيضاً كشف فمن خلال سرد أحداث القصة نتعرف على جوانب معينة للشخصية، فوظيفة كاتب السيناريو، كشف صور وجوانب الشخصية إلى القارئ والمشاهد، بمعنى أن يوضح شيئاً عن طبيعة عمل الشخصية، أثناء تعاقب الأحداث ووقائع السيناريو.
والاستغراق هو أيضاً مظهر من مظاهر الشخصية، إذ إنّ عامل التّعرف هو أعظم إطراء يتلقاه الكاتب. فالحدث الدرامي هو الشخصية، وما يفعله الشخص هو ما ينم عليه، وليس ما يقوله.
والواقع أن كافة السّمات السّابقة، ترتبط كلها ببعض، وتتداخل الواحدة في الأخرى أثناء عملية بناء الشخصية، ومن ثم يكون الخط واضحاً لاختيار ما يلائم فعلاً بناء هذه الشخصية. وستكون النتيجة النهائية لمجمل العمل والبحث والتحضير والتفكير هي بناء الشخصية الحقيقية والحية والمقنعة، أي بناء أشخاص حقيقيين، في مواقف حقيقية.