تعريف المشكلة !!!
قالوا أن فهم السؤال نصف الإجابة،و في التفكير التصميمي Design Thinking لا يبدأ المصممون في محاولة حل المشاكل حتى يقومون بتعريف المشكلة بشكل واضح و التأكد من أنهم يقومون بحل المشكلة الصحيح.
و هذه هي المرحلة الثانية من مراحل التفكير التصميمي و هي تعريف المشكلة. و هنا بعد أن قمنا بفهم عميق للعملاء (التقمص).
و طريقة قرائتنا للمشكلة توجهنا بشكل كبير للحل، و لذلك هذه واحدة من أهم خطوات حل المشاكل من وجهة نظري. و في الغالب إذا كانت مشكلتك من المشاكل التي لا تستطيع عمل شيء حيالها فهي ليست المشكلة، بل أنه تواجه حقيقة من حقائق الحياة و لابد لك من البحث عن المشكلة الحقيقية.
مثلًا كونك مرتبط في وظيفة تقليدية ذات راتب متدنٍ، فمشكلتك ليست الراتب المتدني! و لكن السؤال الذي يجب طرحه هو كيف لي أن أطور من مهاراتي لكي أجد وظيفة ذات دخل أكثر؟
بعض الإجراءات الحكومية بطيئة مما يؤثر على تعاملاتك، مشكلتك ليست بطئ الإجراءات! بل لو قلت كيف لي أن أتقدم بمعاملتي قبل وقت كافٍ لكي تنتهي وفق ما هو متوقع مني؟ لكان الوضع مختلف.
أما لو كانت مشكلتك أن درجة الحرارة في الرياض مرتفعة في الصيف مما يؤثر في كفاءة خلايا الطاقة الشمسية، فمشكلتك ليست الحرارة. و لكنك تستطيع القول كيف لي أن أرفع كفاءة خلايا الطاقة الشمسية في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
المصممون Designers لا يقومون بحل المشكلة إلا بعد التأكد من أنهم يقومون بحل المشكلة الصحيحة و صياغتها بشكل جيد.
تعريف جملة الاحتياج
بيان واضح للمشكلة يقوم بتوجيهنا بشكل جيد إلى الحل
تعريف و تحديد المشكلة يسمى بعدة أسماء في مجالات التفكير التصميم و حل المشاكل بشكل عام و هي:
جملة تحديد الاحتياج Need Statement
جملة كيف لنا أن How Might we Statement
جملة المشكلة Problem Statement
و شخصيًا أفضل جملة “كيف لنا أن” حيث أنها تحدد المشكلة بطريقة إيجابية و كذلك توضح الهدف النهائي من الحل المرجو وفق الهيكل أدناه:
و في تعريف المشكلة، لابد من تحديد الشخصية المستهدفة Persona. و من ثم نقوم بتحديد الاحتياج الخاص بهذه الشخصية. و أخيرًا نحدد الهدف الذي تطمح لها الشخصية لحل هذه المشكلة.
و تحديد الاحتياج ليس بالسهولة التي تبدوا عليه، فلنأخذ مثال لأحد بيئات العمل المفتوحة و التي تعاني من مشكلة الإزعاج و كانت شكوى الموظفين هي:
المكان مزعج هنا، لا أستطيع التركيز!!
فلو أردنا تشكيل هذه الجملة عن طريق جملة “كيف لنا أن؟” فنستطيع القول:
كيف لنا أن نقلل الضوضاء في المكان ليستطيع الأشخاص التركيز
و لكن مشكلة هذه الجملة أنها محددة جدًا، و كذلك توحي بحل تحديد “تقليل الضوضاء” و قد يكون هناك حلول غير ذلك.
فلنجرب صياغة المشكلة بطريقة أخرى:
كيف لنا أن نساعد الأشخاص على التركيز
هذه الجملة مختلفة قليلًا عن الجملة الأولى و لكن مشكلتها أنها عامة جدًا وقد لا تساعدنا في استخراج حلول جيدة.
فلنجرب صياغة المشكلة بطريقة أخرى:
كيف لنا أن نبني مساحة عمل تستوعب احتياجات مختلفة للأشخاص
و الجملة أعلاه أكثر ملائمة و ذلك لأنها تحدد الهدف بوضوح و تراعي نواحي متعددة من احتياجات الموظفين.
المصممون ... لا يحاولون البحث عن حل حتى يتم تحديد المشكلة الحقيقية ، وحتى بعد ذلك ، بدلاً من حل هذه المشكلة يقومون بدراسة عدد كبير من الحلول المحتملة. عند ذلك، سيقومون بتحديد الحل المناسب، و هذا الإجراء يسمى "بالتفكير التصميمي"