كان يأكلني حية : كيف نجوت من الشعور بالذنب ؟

في صغري كان لدي هاجس ان لا احد غيري لديه صوت افكاره أو صوته الداخلي،واخفي هذا السر جيدًا خوفًا من ان اخسر هذا الصوت لو علم احدٌ غيري بوجوده. عندما كبرت علمتُ انه ما يُسمّى الضمير وان الجميع يمتلكونه.


كيف يتكوّن صوت الضمير؟


أول شرارة لضمير في الصغر هي عند غضب أحد الوالدين،مالذي يدفعنا لتساؤل كيف نكسب ودهما من جديد؟ونعي الخطأ؟ انه الضمير.ايضًا التأنيب عندما نسرق حلوى طفل آخر؟ لكن في هذه الحالة الأمر مختلف قليلًا اذ ان البيئة الاجتماعية لها دور،لو اننا كأطفال تربينا في مُجتمع يزدري السرقة واكتسبناه سنسمع صوت الضمير،لكن في مُجتمع آخر لم يُلقننا اياها سيعم داخلنا السكون.

في مُجتمعي كمُحافظة صغيرة مليئة بالنميمة عُلّمنا منذ نعومة اظفارنا على عدم التعاطف أو التقبل عدة مظاهر في الفتيات خصوصًا،قصة الشعر،طريقة اللباس،وغيرها الكثير،مما يفرض صرامة غير أخلاقية لدينا. 

حتى على مستوى مجهريْ بين أفراد الأُسرة نفسها؛مثلًا يتبنى ضميري كُل مايُمليه علي والدي في طفولتي،بينما أختي كلا كانت هي من تُأسس قواعد ضميرها.

أتذكر جيدًا في مراهقتي دهشتي والغبطة اللتي اشعر بها،عندما أرى صديقة لي،تفعل امر ما دون ادنى تأنيب ضمير وباستمتاع كامل،بدون خوف ان يحكم  الضمير بعقاب عليها مثل قاضٍ ظالم. 


*يأخذنا هذا الى مقالة الكاتبة والفيلسوفة الأيرلندية لونا دولزيل في مقالاتها "النسوية،التجسد،العاطفة" وارتباط المجتمعات والشعور بالذنب لدى النساء:


"ان الخزي والشعور بالذنب سمة ارتبطت بالتجربة الأنثوية والتفرقة المجتمعية المبنية على التمييز الجنسي،على امتداد التاريخ والفلسفة والمجتمع يوجد ارتباط بين المرأة والعار،و في كتاب سيمون دي بوفوار "الجنس الآخر"

تقول ان عملية التحول لأمرأة ومايُصاحبها من تغيرات بيولوجية وجنسانية تصنف على انها "ظاهرة ممتدة على الخجل" والعار والخزي ويجب اخفائها والتكتم عليها،لأنها مقارنة بالبلوغ الذكوري الغير مُلاحظ تُعتبر صرخة فاضحة.

كما ان السيطرة على أجساد النساء وبث شعور العار لم يقتصر فقط على تغيرات مرحلة البلوغ،انما ايضًا من خلال معايير الجمال القمعية للمجتمعات الأبوية الرأسمالية،حيث لا ينعكس فشل تحصيل هذه المعايير في الجسد المادي على تقدير الذات فقط،انما ايضًا يؤثر شكلهن على الطريقة التي سيعاملن بها وفرصهن بالنجاح على جميع جوانب الحياة، تشير جين نورثروب ان " احتمالية شعور النساء بالعار  شبه مؤكدة وذات نطاق واسع على مستوى العالم"

لأن الهيكلة الاجتماعية الأبوية منتشرة وأجساد النساء أحد أركانها،اذًا يمكن اعتبار الشعور بالعار شعورًا تمر خلاله جميع النساء في مرحلة ما" 


استمرت مُشكلتي مع تأنيب الضمير الشديد لسنوات ولم استطع البوح لأحد به،حتى انه حفّز ايذاء الذات لدي لأعبر عن استيائي من ذاتي،لكن خوفي كان اكبر ومنعني من اقترافه.،لم اكن اغفر لنفسي اي خطأ بسيط،وأخاف من اي تعدّي يقع منّي على الآخرين،واعتذر طوال الوقت،وعندما أواجه مشكله مع احد ما ابكي ولا استطيع النوم،دينيًا ايضًا رغم كوني مراهقة تلزم المنزل طوال الوقت،مالذي بيدي ان أفعله من ذنوب؟


حتى بلغت الخامسة عشرة،عندها تعرفت على كتاب "البرمجة اللغوية العصبية لـكارول هاريس" 

ساعدني بشكل ما،على تحديد مصدر شعور كل تأنيب وحلّه سواء بتفسيره لنفسي وبأنه لايستحق،او انه توهّم لدي.


طُرق لتقليل من حدّة تأنيب الضمير أو الشعور بالذنب:

الطبيبة النفسية:سي سي كاسيل



1-أطلق اسمًا لكل تأنيب تشعر به: 

في كُل مره تواجه الشعور بالذنب،استرخي،واكتب السبب الرئيسي لشعورك بالذنب؛مثلًا أنا اشعر بالذنب لأني رفضت مساعدة صديق،لأني لم احرز درجة كاملة وهكذا…



2-اكتشف الجذور والمُسبب الرئيسي لشعورك بالتأنيب:

من الطبيعي ان يكون سبب التأنيب؛ عمل شيء خاطئ،او الاخفاق في علاقة بالماضي،او عدم تحقيق التوقعات التي توقعها منك الآخرون او انت.

لكن اغلب الاسباب الرئيسية التي تُسبب متلازمة الشعور بالذنب:


*مواجهة صدمات

*الشعور بالتضارب بين القرارات والمبادئ  الشخصية 

*رغبات تعتقد انه من الخطأ الاحساس بها 


3-اغفر لنفسك واعترف بأخطائك الماضية 


4-مراجعة معالج نفسي 


Join