شبكة النقد العالمية الجديدة!
بعد أن أثبتت تكنولوجيا البلوكتشين أمانها وعدم قابليتها للاختراق، قررت أضخم شركات التقنية على الإطلاق أن تبني عليها شبكة العالم الجديدة للتعاملات المالية الدولية، عوضاً عن الأنظمة القديمة التي كانت تستخدمها هذه الشركات الكبيرة في إدارة التعاملات المالية، بعد أن أثبتت فشلها الكبير في حفظ أمان المستخدم وحفظ خصوصيته.
جدول المحتويات:
-أشهر الجهات المشاركة
-لماذا اضطرت هذه الشركات لجعل عملة “Libra” لا مركزية؟
-الـBankers
-الاحتياطي
-لماذا عملة “Libra” ضرورية للعالم وسوف يستخدمها أغلب البشر بسرعة كبيرة؟
-فيسبوك لن تملك أكثر من 1% من القرار في مشروع “Libra”
-هل يمكن أن تسحب العملات الرقمية البساط من تحت البنوك المركزية؟
-ما الهدف من إختيار اسم “Libra”؟
-هل تستطيع فيسبوك إغلاق محافظ المستخدمين كما تغلق حساباتهم على فيسبوك؟
-ماذا قد يحدث في حال حصل خلاف بين أعضاء إتحاد “Libra”؟
-ما آثار عملية الإنفصال على الشبكة وعلى باقي الدول؟
-هل يمكن اختراق بلوكتشين “Libra” بتقنية الكوانتم أو الذكاء الاصطناعي؟
-تساؤلات
-الخاتمة
أشهر الجهات المشاركة
نتيجة لتجربتهم لتقنية البلوكتشين واطلاعهم على فلسفتها، علموا أنه لن تستطيع جهة مركزية بعد الآن أن تحتكر توفير خدمات الدفع؛ فقرروا “اضطراراً" التعاون في إنشاء منصة لا مركزية تشارك فيها جهات عددها (100 جهة) تكون اتحاد “Libra” أو “Libra Association”، وهذه الجهات لها وزنها وسمعتها حول العالم (ويمكن أن تكون هذه الجهة شركة أو جامعة أو جهة حكومية أو صندوق استثمار. المصدر) وكل جهة ستكون من منطقة جغرافية مختلفة، وستكون هي المخولة بتقديم خدمات الوصول لهذه المنصة لأهل منطقتها، وتشارك في تشغيل سيرفرات الشبكة، وتشارك في حَوكمة وإدارة الشبكة، والتصويت على طباعة وحرق العملات، والقرارات المهمة في الشبكة. وأهم أمر هو المشاركة في دعم العملة والترويج لها واستجلاب دعم الحكومات وحثها على إصدار تشريعات خاصة بها. المصدر
لماذا اضطرت هذه الشركات لجعل عملة Libra لا مركزية؟
السبب هو وجود منافس حقيقي للعملات المحلية لكل دولة، فلو افترضنا أن كل دولة قامت بإنشاء عملة رقمية محلية على البلوكتشين، لن يفيدها هذا كثيراً، بل وقد يضرها أكثر، فغالب السلع حول العالم مقيمة بالدولار لأنها العملة العالمية التي تقيم بها جميع العملات، وبالتالي سيضطر المواطنون في كل الدول أن يحولوا عملاتهم للدولار حتى يستطيعوا أن يشتروا من الإنترنت، وهذا سيبقي على الدولار كعملة العالم و سيزيد من قوته و سعره كثيراً مقابل عملات باقي الدول، و ستطبع منها أمريكا ما شائت من عدد (معتمدةً على أصولها المالية هي فقط) دون الرجوع لأحد. وهذا الذي لن تقبله أي دولة كانت. ولهذا أرادوا أن يوفروا عملة “Libra” كــبديل عملي جاهز يمكن أن يحل محل الدولار في أي وقت ويعتمد على أصول مالية من دول متعددة.
ولو لم يفعلوا هذا، سيبقى أمامهم أن يعتبروا البتكوين عملة العالم لأنها البديل الوحيد المتوفر، وهذا الأمر لا يقل سوءاً وضرراً على كل دول العالم من جعل الدولار عملة العالم، والسبب في أن من يملكون البتكوين الآن أشخاص وجهات عشوائية، ولا تملك نفوذ كبير في العالم، فلو تم اعتبار البتكوين عملة العالم بدل الدولار سيظهر أشخاص جدد يملكون نفوذ أكبر في العالم، وستكون لهم قدرة شرائية ضخمة تمكنهم من تغيير الموازين؛ وهذا لن يحصل ببساطة، ولكن سيحصل بالتأكيد إذا لم يتدارك أصحاب النفوذ الأوائل الأمر ويوفروا البديل.
الــBankers
ولهذا عَلِم الـ Bankers أنه لا بد أن تكون هناك عملة رقمية عالمية تقيم بها السلع حول العالم و ترضى بها الدول وتشارك في اتخاذ قرار تحديد الكمية التي يجب طباعتها منها، والكمية التي يجب حرقها لإحداث التضخم أو الإنكماش في نظامها الاقتصادي. وقرروا أن يكون مقرها سويسرا.
الإحتياطي
سيكون هناك إحتياطي مالي للعملة معتمد على عدد من البنوك المركزية المختارة حول العالم. المصدر
أهم و أخطر أمر يجب إدراكه جيداً هو أن القرارات التي ستتخذها الـ Association ستتيح لهم طباعة الأموال بالاعتماد على أصول مالية من بنوك مركزية مختارة، والخطورة تكمن في أنهم هم فقط من سيختار البنوك التي يمكن الاعتماد على اصولها لطباعة العملة، وبالتالي البنوك المركزية التي يختارونها سيتم اعتبارها آمنة دولياً، والتي لا يختارونها سيتم اعتبار أصولها غير آمنة ولا يوجد لها أسواق ذات سيولة، وهذا يمكنهم من التلاعب في اقتصادات الدول بما يتوافق مع مصالحهم، فالدولة التي يختارون بنكها المركزي سيحق لها أن تطبع عملات أكثر وبالتالي تستطيع أن تشتري أكثر، والتي لا يختارونها أو لا يعتمدون أصولها المالية لن تستطيع ذلك.
ولهذا يجب الدخول في الــAssociation في أقرب وقت ممكن، والسيطرة على أكبر قدر يمكننا من توجيه القرارات لمصالح دولنا العربية، وعدم إتاحة الفرصة للتلاعب بنا وطباعة أموال على أصول مالية تم خلقها من الهواء لكسب سلطة وسيطرة اقتصادية أكبر، والتلاعب باقتصاديات الدول العربية والدول النامية لمصالح الدول الغربية.
لماذا عملة Libra ضرورية للعالم وقد يستخدمها أغلب البشر بسرعة كبيرة؟
ستدعم عملة “Libra” شركات ومؤسسات ضخمة، وبعض هذه الجهات تقدم كثير من الخدمات المدفوعة والتي قد تتحول من أن تكون مقيمة بالدولار لأن تقيَّم بهذه العملة، وستتمكن هذه الجهات من توفير أنظمة ترويج للعملة تجبر الناس على تحويل أموالهم الى عملة Libra التي ستسهل عليهم إجراء كثير من العمليات وشراء أي شيء يريدون من أي متجر أو شخص قريب أو بعيد منهم. فأهم أمر يجعل للعملة قيمة هو توفر سلع يمكن شرائها بها، وبالتأكيد ستكون هذه السلع متوفرة بسهولة وبكثرة بسبب دخول هذه الشركات الكبيرة فيها، ودخول غيرها أيضاً.
فتصور أنه ستكون هناك عروض من شركات مثل STC أو Apple تمكِّنك من أن تشتري جوال بسعر أرخص بـ 50% بعملة “Libra” إذا قمت بالاحتفاظ بأكثر من (100,000 ريال) في محفظتك على “Libra” لأكثر من سنة كاملة مثلاً، وكذلك تصور وجود عروض كبيرة ستكون على موقع eBay أو Amazon بوجود تخفيضات مهولة لمن يحتفظ بأمواله على بلوكتشين “Libra” ويجري تعاملاته اليومية عليه.
بالتأكيد هذا سيكون أمراً جاذباً بقوة لتكوين قاعدة مستخدمين تكتسح العالم في شهور قليلة. وهذه العروض لن تضر الشركات ولن تتسبب لها بالخسارة فالأموال مطبوعة من الهواء أصلاً، فهي مطبوعة مقابل أصول مالية لا يمكن تسييل أغلبها، وطباعة أوراق مالية مقابلها مثل ما سيحصل بالعملات التي ستطبع على شبكة Libra، وهذا يمكنهم من السيطرة على الاقتصاد العالمي أيضاً، وهذا الأمر لا يقدّر بثمن ويغطي أي خسائر يمكن أن تحصل.
وسيؤدي هذا لأن تتحول الجهات التي استثمرت وكانت شريكاً في هذه المنصة منذ بدايتها، لأن تكبر حتى تصير أضخم من البنوك المعتادة بكثير بسبب استغناء الناس عن وسائل الدفع القديمة واعتمادهم لهذه الوسيلة العالمية الجديدة السهلة والبسيطة في الاستخدام و الآمنة جداً للدفع، بالإضافة لعدم حاجتهم للتعامل مع البنوك ووسائل الدفع القديمة وتكاليفها العالية في إجراء عمليات التحويل، فهي ستكون عند كل شخص يملك على جواله تطبيق الواتسآب دون الحاجة لتنزيل تطبيق جديد.
وليس هذا فقط، بل ستحل مشكلة عدم قدرة امتلاك 31% من البشر حول العالم لحسابات بنكية أيضاً، وعدم قدرتهم على حفظ أموالهم واستلام الحوالات التي يرسلها لهم أقاربهم بشكل مباشر دون وسيط، شبكة البلوكتشين ستسهل عمليات التحويل الدولية بشكل غير مسبوق وتقلل تكلفة إجراء العمليات الدولية الى نسب صغيرة جداً تقتل قدرة التقنيات المالية القديمة على المنافسة، بالإضافة لأنها تجري عمليات التحويل الدولية خلال لحظات ودون الحاجة لانتظار يستمر من 2-3 أيام في الحوالات البنكية الدولية للوصول!