طالبتي
النسوية!
خلال الحصة الأولى عند الفصل الاول الثانوي قررت ان يكون كامل وقت الحصة للتعارف، لأتعرف على طالباتي اللاتي التحقن للتو بالمرحلة الثانوية و سأقوم بتدريسهن للمرة الأولى، من الاسئلة التي وجهتها لهن “أوصفي نفسك بكلمة”! وقلت لهن سأبدأ بنفسي: “أنا انسانة طموحة ”. حرصت أن تكوني إجابتي بسيطة و واضحة أملا بأن يتسع الوقت لاسمع إجابة من كل طالبة. بدأت بتلقي سيل الاجابات من الفتيات،و أخذت أعلق بشكل سريع على إجاباتهن التي لم تخلو من المتعارف عليه و المألوف، “ذكية، مرحة، متفائلة…” إلي أن سمعت إجابة ( ثورية) إن صح التعبير، من إحدى الطالبات، “أنا نسوية”! قالتها الطالبة بثقة و بابتسامة عريضة علت وجهها.
أسقط في يدي للحظات و أثارت العبارة التي قذفت بها الطالبة ارتباكي و تلعثمي،حاولت أن اقرر في ثواني معدودة ما الجبهة التي سأجد نفسي لا محالة احارب فيها، هل سأتلقى من طالباتي أسئلة علمية؟ تربوية؟ ثقافية أم حتى تقنية؟ تتعلق بالمصطلح الذي سمعنه للتو من زميلتهن. أخذت التساؤلات تتردد في أروقة الصف: “ماذا قالت؟”، “ ماذا تعني هذه الكلمة؟” و كانت الاستفسارات تتنقل بيني و بين الطالبة صاحبة الإجابة ( المبهمة ) لزميلات الصف. أدليت بإجابة شاملة عامة قائلة: نسوية تعني مدافعة عن حقوق المرأة. توجهت بسؤالي لذات الطالبة: من أين قرأتي عن هذا المصطلح؟ أجابت : من تويتر، أتابع العديد من حسابات النسويات على منصة تويتر. وجدت نفسي في مأزق تربوي مجددا، هل أستغل هذا الموقف الثقافي و الفكري لتحريض طالباتي على ممارسة مهارات التفكير النقدي و البحث المعلوماتي الرقمي؟! في نهاية المطاف احجمت عن هذه الفكرة الغير مأمونة العواقب لعلمي ان المصادر المتوفرة على الانترنت باللغة العربية عن هذا الموضوع الشائك موغلة في العنف الفكري و التطرف الجندري من رفض للزواج و مهاجمة للتكوين المعروف للأسرة و إقصاء لبعض المسلمات الدينية و الثقافية و التاريخية. من أين لفتيات في بداية المرحلة الثانوية في المجتمع التعليمي السعودي، من أين لهن قاعدة فكرية او ثفافية، لن أقول فلسفية، تمكهن من الانطلاق و سبر أغوار مفهوم شائك و ذو سياقات تاريخية و اجتماعية عديدة و متداخلة. حسم الأمر، لن أدخلهن عش الدبابير! جلدهن الغض لن يتحمل وخزات الصراعات الانسانية و الفلسفية.
ماذا تعرف عن جيل ألفا؟
جيل ألفا،من وجهة نظر اركيولوجية هم الجيل المولودون بعد ٢٠١٠ و البيئة الافتراضية و التفاعل الرقمي بالنسبة لهم هو الأساس. يمارسون بلا تردد التعبير بحرية عن افكارهم و تطلعاتهم. هم دليل بيولوجي على ان الطريقة التلقينية في عرض المعلومات ولت بلا رجعة، قلبو الصف الدراسي فهم في الغالب يصلون لقاعة الدرس وقد أمضو العديد من الساعات برفقة أجهزتهم الالكترونية و يطلعون على ما لا حصر له من المعلومات و الاخبار و المعارف. ماهو دور المعلمين في هذه المرحلة؟ أولا ان يتنازل المعلم و لو وقتيا عن دوره كقائد أوحد لعملية التعليم و التعليم و يتحول أكثر الى موجه و مرشد.