لماذا نكتب؟
“جدوى الكتابة”
كثيراً ما أتسائل حول جدوى الكتابة من عدمها، سؤال صعب يخاطب دوافع الكُتّاب، وعلى الرغم من اختلاف المسوّغ إلا أن غاية التعبير عن الشعور هي الفكرة الأساسية، الأغلب قد يبوح بتجارب ونزعات متباينة ينطوي عليها قدر كبير المحاسبة ولوم الذات، علاوة على ذلك التنفيس عن أوجاع الحياة، وزخم التفكير في المستقبل المجهول فهي بالنسبة للفرد المنكفئ على نفسه طوق النجاة في بحر لُجّي يغشاه موج من فوق موج
كضرورة تسهم وتساعد في التعبير عن الأفكار المكبوتة، تُعد الكتابة سلاح يُعتد به لأولئك الممارسين لها حيث تجعل لعالمهم معنى مختلفاً لا نراه كما يروه. في الكتابة تحضر العفوية وتتهيّض التلقائية كما قال فرانز كافكا: "الكتابة تكليف لم يُكلفني به أحد"، أو كما يقول وليم شكسبير: "عندما لا تجد أحدًا يسمعك، اكتب، فالورقة كفيلة بأن تنصت لك"، فالكتابة قرار ذاتي، وهي ابنة التجارب المتراكمة واليومية، ووليدة المشاعر المتناقضة.