لماذا يتم تحويل الصورة للأسود و الأبيض عندما يتوفى الله أحد ما؟

عندما أعلن الديوان الأميري بالكويت يوم أمس وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد الصباح امتلأت صوره مواقع التواصل الاجتماعي , غالب تلك الصور كانت بدون ألوان, بالأسود و الأبيض و كمصوّر فوتوغرافي شدّني ذلك للتفكير في السبب …

تقول المصورة أندري كولودويل:

"الرؤية بالألوان هي متعة للعين ولكن الرؤية بالأبيض والأسود هي متعة للروح"


و تقول الممثلة كيم هنتر:

"تأتي العواطف أقوى بكثير باللونين الأسود والأبيض. اللون يشتت الانتباه بطريقة ما ، فهو يرضي العين لكنه لا يصل بالضرورة إلى القلب"



أعتقد شخصياً أن تحويل صورة المتوفى لصورة أحادية الألوان ليس رمزية للسواد الذي ارتبط بالتعبير عن الحزن بقدر ما أن الصورة الأحادية لديها قدرة على التواصل الداخلي مع المتلقي, بِبُعدها عن بهرجة الألوان المشتتة الكثيرة و التي تعطي الكثير من المعلومات و الداعية ربما للفرح في كثير من الثقافات, كما أن الألوان سواء كانت الباردة أو الدافئة منها لها دلالات لكن الصورة الأحادية تخاطب المشاعر و القلب مباشرة , كما تضفي الغموض و السريالية لمُستَقبل المتوفى, إزالة الألوان بمثابة التجريد من الواقع أو الانتقال لحياة جديدة لا يعلمها إلا الله سبحانه. عندما تنظر صورة للشيخ صباح رحمه الله فأنت تشاهد الخطوط و التباين تنظر للروح مباشرة أكثر من مشاهدتك للون شماغه الأحمر الصارخ أو لون البشت أو الثوب .. هذا بالتحديد هو ما يجعل الصورة تتواصل مع قلبك و روحك كملتقي قبل عقلك و عينيك الذين تجذبهم الألوان.


أختم بالمقولة الشهيرة للمصور تيد جرانت:

"عندما تصور الناس بالألوان فأنت تصور ملابسهم, عندما تصور الناس بالأسود و الأبيض فأنت تصوّر أرواحهم"





Join