قصة قصيرة


إن الحياة لا تعني لها الكثير، وفي كل مرة ترى فيها صورها عندما كانت صغيرة، تشعر بأنها لو ارتدت تلك الملابس الآن لأحسّت بضيقٍ مماثل، هذا ما شعرت به عندماكانت ترى الصور المحمّضة التي تمتلكها.

عندما كانا على وجه الفراق ظلّ بجانبها يكفكف دمعها كما اعتاد أن يفعل في كل مرة يراها تبكي وتمنى لو تمكّن من إخفاء حزنها كما تختفي هذه الدموع بمسحها.
كانت ترغب في هدر دموعها لتصنع أي حجة ليبقى، وهو كذلك، كانت تجهل الشخص الذي بجانبها بتلك الصورة التي تتأملها وهو يجهلها أيضًا. لديهما صورتان متماثلتان ويحاول كلٌّ منهما أن يعرف من هذا الغريب الذي بجانبه في الصورة.

لكن عدسة الكاميرا لم تكن ذات دقة عالية لالتقاط رغبتهما في البقاء معًا، في لحظة ما تمنّت أن تخترع كاميرا لا تفوّت أدنى ابتسامة أو ضحكةٍ له، أن تقوم بالتقاط كلالتفاتة أو تلويحة قد تكون الأخيرة لكليهما، وأثناء تأملها لتلك الصورة بادرت يد بمسح دمعة ما إن طفرت من عينيها، لكنها ليست يده. كانت تلك الدمعة كالكتاب الذي يعلوها الغبار ، كلاهما يبحثان عن يدٍ تمسح عليهما

إنّه لمن الوحدة أن يمسح الشخص ذات الدمعة التي أسقطها. أن يواسي الجسد ذاته. لقد اشتاقت لليد الحانية. اشتاقت لما لم يعد لديها بعد الآن.

Join