الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
!.الان يا عمر
•الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من ابرز صفات النبي صلى الله عليه وسلم و هي من اهم الواجبات في الإسلام وأعظم الأسباب لصلاح المجتمعات الإسلامية ، واستقامتها على الصراط المستقيم، ولهذا يقول الله تعالى ((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) فوعدهم الرحمة على أعمالهم الطيبة التي منها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا يدل على أنه واجب على جميع المؤمنين والمؤمنات كل بحسب طاقته وليس خاصا بأحد عن أحد، وهو من صفاتهم العظيمة وأخلاقهم الكريمة، لكن يجب أن يكون ذلك بالحكمة والعلم، لا بالجهل ولا بالعنف والشدة، فينهى عن المنكر ويأمر بالمعروف عن علم وبصيرة، فالمعروف هو ما أمر الله به ورسوله، والمنكر هو ما نهى عنه الله ورسوله.
•وقال النبي عليه الصلاة والسلام في شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الحديث يقول عليه الصلاة والسلام:
•((مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا.....)) هذا الحديث يحمل معنى كبيرًا، فهو يصور حال المجتمع الذي تقع فيه المعصية والمخالفة، وذلك أن هذا المجتمع يركب جميعاً سفينة واحدة، فإذا عمد إليها سفيه وخرقها فإنه لا يغرق نفسه فحسب، وإنما يغرق من في السفينة.
•وسنستعرض، اربعة من أهمّ المسائل، وهي: دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مستوى الأمة، مسؤولية الجماعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، درجات إنكار المنكر، وأخيرًا أساليب التعامل التي كان يستخدمها النبي في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
دور الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على مستوى الامة
يعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أساسًا يقوم عليه الدين، وقاعدة يرتفع منها عاليًا إلى أن يصل إلى أعلى مرتبة مقصودة، فلا خير في دين لا يأمر ولا يدعو إلى الخير والحسنى والمعروف، ولا خير في دينٍ لا يأمر بنبذِ المنكرات، لذلك كان السكوت على المنكر في الإسلام محرمًا وكان الأمر بالمعروف واجبًا، فقد ثبت في صحيح السنة النبوية الشريفة عن النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ففي حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسولَ الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: "من رأى منكم منكرًا فليُغيّرهُ بيدِهِ، فإنْ لم يستطعْ فبلسانِهِ، فإنْ لم يستطع فبقلبِهِ"
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الواجبات في الإسلام، ومن فرائضه العظام؛ ولأن القيام بذلك في أهل العلم والإيمان والبصيرة من أعظم الأسباب لصلاح المجتمعات الإسلامية ونجاتها من عقاب الله واستقامتها على الصراط المستقيم، ومن خصائص هذه الامة ، قال الله تعالى في معرض حديثه عن هذه الأمة ،يقول الله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران: 110] فجعلهم خير أمة أخرجت للناس بسبب هذه الأعمال الطيبة.
وتعتبر مسؤولية الامة هي مسؤولية جماعية وحرية مقيدة ولا يوجد حرية مطلقة بنظر كل الأديان والمبادئ والمذاهب، فالجميع يقولون بالحرية المقيّدة، ولكن يختلف هؤلاء بتحديد تلك القيود ومن يملك صلاحيات وحق التقييد، فالقيود عند المسلمين دينية شرعية، وعند غيرهم قوانين وضعية.
مسؤولية الجماعة في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
•كما ذكرنا سابقا أن النصوص الشرعية والأحاديث تدل على أن المسؤولية في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هي مسؤولية الأمة قال تعالي : : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران: 110]
وتضاف إلى الأمة جهات عديدة مثل المجتمع المدني والإعلام، فوظيفة الدولة حماية المجتمع وتطبيق هذه التشريعات، ثم توجيه المجتمع من خلال وسائل الإعلام، لتحقيق المجتمع القائم على المعروف، وبالتالي توزعت الأدوار، فلا يجوز أيضًا أن يتولى الفرد دور الدولة بيده.
• وقال تعالى : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران: 104] فوصفهم بالفلاح المطلق لهذا الأمر العظيم، وهو دعوتهم إلى الخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، فجعلهم سبحانه مفلحين بعملهم الطيب، والفلاح هو الحصول على كل خير، وهو من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة
•
•وقال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة: 71] فوعدهم الرحمة على أعمالهم الطيبة التي منها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا يدل على أنه واجب على جميع المؤمنين والمؤمنات كل بحسب طاقته وليس خاصا بأحد عن أحد، وهو من صفاتهم العظيمة وأخلاقهم الكريمة، لكن يجب أن يكون ذلك بالحكمة والعلم، لا بالجهل ولا بالعنف والشدة، فينهى عن المنكر ويأمر بالمعروف عن علم وبصيرة، فالمعروف هو ما أمر الله به ورسوله، والمنكر هو ما نهى عنه الله ورسوله.
درجات انكار المنكر
النهي عن المنكر درجات ومراتب:
•المرتبة الأولى: التغيير باليد، وذلك إذا كان ممن يحق لهم شرعًا التغيير باليد مثل الحاكم، ومن فوضه الحاكم، ورب المنزل، أو كان لديه القدرة على التغيير باليد ولم يترتب على تغييره منكر أعظم، ونحو ذلك.
•المرتبة الثانية: التغيير باللسان، ويتضمن النصيحة المباشرة، والمخاطبة بالهاتف، والكتابة بالقلم مباشرة أو عبر صحيفة أو مجلة أو رسالة، أو إهداء كتاب، ونحو ذلك.
•المرتبة الثالثة: وهي التغيير بالقلب، وذلك لمن لم يستطع أن يغير بلسانه، فلا أقل من أن يغير بقلبه وذلك بكره هذا المنكر، وعدم الجلوس في المكان الذي فيه منكر إذا استطاع القيام منه، وظهور علامات الإنكار على وجهه وهكذا.
اساليب التعامل التي كان يستخدمها النبي
•اولا: على الداعي الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون الداعي على علم وبينة حتى لا يأمر بما يخالف الشرع، وحتى لا ينهى عن ما هو موافق للشرع، والواجب أيضا أن يكون ذلك بالرفق، كما قال الله عز وجل (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ آل عمران: 159] وقال سبحانه وتعالى لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) [طه: 44].
•
•ثانيا: اسلوب الكلمة الطيبة، فعلى الداعية أو مقدم النصيحة، ألا يأمر أو ينهى دون أي مقدمةٍ، فيجب أن تكون مناسبة، كما أن الكلام مع الناس، لا يقبل أن يكون كلّه ذمّاً وإساءةً للآخرين، فيجب أن يكون الحديث مع الناس بذكر الكلمات الحسنه، اقتداءً بالرسول صلّى الله عليه وسلّم.
•
•ثالثا: تخيّر في نفس الوقت، والتصرف الحكيم، الذي له تأثير في إنكارك، وذلك حسب المقام والحال.