فيروس كورونا (كوڤيد-١٩)  والبحث عن السعادة

- نون.

أزمة فيروس كورونا جعلتي ألاحظ سعي الكثير منا بما يسمى السعادة بمفهومها السطحي، وأقصد بالسطحي أي المسببات التي تأتي من الخارج وليس من أنفسنا. وفي رأينا تحقق هذه الكلمة مثل: الماديات (الملابس، السيارات، الأجهزة وغيرها)، الخروج والمقارنة مع الغير للحصول على الأفضل.

لكن ليس هذا ما يشغلني، بل المشكلة هي أننا نجعل السعادة هدفا بحد ذاتها، وكونها مثل المسابقة التي يتم رفع مقياس الفوز بها عند اطلاعنا الزائد على حياة الآخرين. 


هل السعادة هدف بحد ذاته؟!

أم انها نتيجة تحققت من قراراتنا وتحقيق اهدافنا؟!


إذا كانت هدف، فسوف تكون عملية تحقيقه مثلها مثل بقية الأهداف. وضع خطوات او اتخاذ القرارات لكي تقودنا لتحقيقها. لكن لماذا يحصل العكس تماما في حياتنا؟ نتخذ القرارات التي تجعلنا أتعس، بل نكمل عمل لا نحبه، زواج يجعل حياتنا أتعس، تخصص لا يدعم شغفنا أو اهتماماتنا. أين الخلل إذا؟ إذا كان هدفنا السعادة ولكن اخترنا التعاسة فيكف أصبحت السعادة هدفا اخترنا ان لا نحققه؟


أحد الفلاسفة الذين لا أتذكر اسمهم قال:

"لا تقول أريد أن أكون سعيدا، بل أريد أن أكون أقل تعاسة".

لأن السعادة هدف جدا كبير لا يمكن تحقيقه وطالما اننا لا يمكننا ان نحققه سوف نظل تعيسين.

  

إذا كانت السعادة هدف بحد ذاتها، إذا سوف تكون هي مصدر التعاسة. 


ما هي السعادة؟

إذا لم تكن السعادة من مسببات خارجية إذا من اين يمكننا الحصول عليها؟


السعادة في رأيي هي نتيجة وليست بهدف. نتيجة الرضى الداخلي، حب البساطة، الدهشة من تفاصيل يعتقد البعض أنها تافهة، وجود شيء نسعى له غير أنفسنا، وعندما تتحقق تستقر في أنفسنا مهما تغيرت الأوضاع الخارجية.

أما السعادة التي ننتظرها من الخارج هي شيء مؤقت ويمكن تسميتها بفرح او بهجة.

من وجهة نظري، السعادة هي لمسات تساعد الإنسان وتضيف لون إلى حياته لكي يسعى بشكل أفضل. وهي ليست بهدف، لأنها بذلك تكون قد فقدت جوهرها.


نون.

Join