بطولتا كأس العالم للأندية و دوري المنتخبات
بعد أن أعلن الإتحاد الأوروبي (اليويفا) استحداث بطولة دوري المنتخبات في ٢٠١٤، كانت الفكرة غريبة نوعا ما، ولكن هدفها بأن تجعل منتخبات القارة تلعب مع بعضها البعض ولا تلعب مع منتخبات من قارات مختلفة، منها رفع نسبة المشاهدات داخل نفس القارة، مما سيزيد من دخل المنتخبات الكبيرة، وأيضا يرفع مستوى المنتخبات الصغيرة وحتى تصنيف المنتخب بشكل أكبر وأفضل.
وقت تنفيذها في اليويفا كان انفنتينو (رئيس الفيفا حالياً) هو السكرتير العام لليويفا، مما جعل الفكرة لديه حتى بعد رئاسته للفيفا وبعد وعوده الماليه الكبيرة التي سيوزعها على الاتحادات سواء بشكل فردي او بشكل مناطق او حتى قاري، الحل هو استحداث بطولة جديدة وهي بطولة دوري المنتخبات لكل القارات وليس أوروبا فقط ومساعدة القارات على فعل نفس الأمر أيضا، خصوصا بأن الجميع يرى بأن بطولة القارات أصبحت لاتمثل امرا مهما للمنتخبات المتأهلة ومتابعتها قليلة ولا تجلب عائدات مجزية فالحل تغييرها أو إلغاءها وإستحداث بطولة أخرى تجلب الأموال.
في نفس الوقت، كانت أصوات الأندية الأوروبية الكبيرة تقف ضد بطولة أندية العالم، لأنها غير مربحه لهم، الفيفا يرى ذلك ايضا، فبدأ البحث عن طرق رعاية، فجأة ظهر مستثمر لانفنتينو يمثل طوق النجاة، سيقوم برعاية بطولتي كأس العالم للأندية ودوري المنتخبات لجميع القارات بمقابل كبير، ٢٥ مليار دولار ل ١٢ سنه أي ٤ مسابقات لأندية العالم (مره كل ٤ سنوات) قيمة كل بطولة ٣ مليار دولار، و٦ بطولات لدوري المنتخبات (مره كل سنتين) قيمة كل بطولة ٢ مليار دولار.
منذ وصول هذا العرض من مستثمر لم يتم الكشف عنه بشكل رسمي حتى الآن، وانفنتينو يواصل الركض في كل مكان فبدأ يقابل الجميع للتوصل الى اتفاق مع الاتحادات للموافقة على العرض ولكن الاتحادات بطبعها لن توافق الا بمعرفة كافة التفاصيل وهناك اعتبارات كثيرة تحتاج الى مراجعة واستشارة قبل الموافقة.
من شروط المستثمر بأن العرض له تاريخ نهاية وهو١٣-٦-٢٠١٨ أي ليلة بداية المونديال
الحل هو الاغراء بالمال، وهذا ماحصل، في البداية مجلس الفيفا رفض الموافقة لأن انفنتينو رفض الكشف عن المستثمر، فظهرت عبارات كيف نبيع المونديال لمستثمر ومن هذه التصريحات التي تظهر رفضهم لاعتبارات كروية ولكن في حقيقة الأمر انفنتينو لم يقم بالعرض بالشكل الصحيح، لاحقا بدأ يجتمع مع كل مسئولي اتحاد قاري وبدأت الاغراءات المالية، ٢ مليار من ٣ مليار دولار لكل بطولة أندية عالم ستكون للمشاركين، الباقي سيقوم الفيفا بتوزيعه على الاتحادات القاريه والاتحادات الإقليمية وتطوير كرة القدم حول العالم، وقتها بدأت تصريحات المسئولين تختلف، ماعدا الاتحاد الأوروبي، لذلك توجه انفنتينو الى مجموعة من الأندية الأوروبيه الغنيه وهم: البايرن - الريال - البارسا - اليونايتد - السيتي - باريس - اليوفي، واجتمع معهم في سبيل اقناعهم ووافقوا لأنه قدّم لهم ضمانات بأن متوسط دخلهم من مشاركتهم في البطوله عن ٩٥ مليون دولار، وهي تمثل أكثر من ١٥٪ من دخل اغنى اندية العالم وهو مبلغ كبير جدا، ولكن اليويفا وقف ضدهم تماما، ففي ١٦ مايو في اجتماع المكتب الاستراتيجي لليويفا أصدروا بيانا كانوا فيه ضد الفيفا وتوجه انفنتينو تماما، لأنهم لم يقوموا بالدراسة الكافية للمشروع، والسبب الحقيقي غير ذلك.
في المكتب الاستراتيجي لليويفا، كان أحد أطراف الحضور هي رابطة الأندية الأوروبيه ممثلة بنائب رئيس اليونايتد اد وودوارد، وفي البيان كان من المتفقين معهم، ولكن أكد لاحقاً بأنه من المؤيدين للبطولة ولكن يطلب شفافية أكثر.
اليويفا يحقق ايرادات من مسابقاته خلال ٤ سنوات مامجموعه ١٧ مليار دولار.
الفيفا يحقق ايرادات من مسابقاته خلال ٤ سنوات مامجموعه ٥ مليار دولار.
اليويفا لن يسمح بإدخال أي مسابقة جديدة على الروزنامة الا بعد التأكد تماما بأنها لن تؤثر على ايرادات بطولة دوري الأبطال حاليا ولا حتى مستقبلا، وسيمنع حدوث ذلك بشتى السبل.
مسئولي اليويفا في كل تصريحاتهم مشكلتهم الرئيسيه بأن البطوله غير واضحة المعالم، ماسيحدث هو امتلاك المستثمرين ٤٩٪ من البطولة، الفيفا ٥١٪ فقط.
من أين سيأتون بالإيرادات؟
ماهي الخطة التسويقية؟
ماهي تفاصيل الإتفاقية؟ فمثلا، ظهرت وثيقة مسربة من الفيفا بأنه يحق للمستثمرين فسخ العقد بعد نهاية بطولة أندية العالم بنسختها الأولى اذا لم يحققوا المبلغ المتفق عليه، ايضا يحق للمستثمرين تمديد العقد بعد نهاية الفترة بدون الرجوع للفيفا وبزيادة ٢٠٪ عن العقد الحالي.
السؤال الأكبر، من هم؟
انفنتينو قال في مجلس الفيفا بأنني وقعت على اتفاقية عدم الافصاح عنهم لذلك لن أخبركم.
اليويفا لن يوافق اطلاقا على ذلك، فإنعدام الشفافية، وعدم وجود دراسة كافية، وانعدام كل المعلومات المتعلقة بالبطولة فلن يقبلوا ولن يأخذوا مخاطرة ولو كانت أقل من ١٪ قد تؤثر على الأبطال.
دوري الأبطال بالنسبة لليويفا، هي الدجاجة التي تبيض ذهباً ولن يسمحوا لأحد بالإقتراب منها أو التأثير عليها
قد تلاحظ بأن الحديث عن دوري المنتخبات في كل القارات قد يكون معدوم حتى في النقاشات الرسمية، لأن الكل موافق فلا توجد أية مشكلة، اليويفا لديه بطولته، البقية ماعندهم في إضافة بطولة بدلا من المباريات الودية، لذلك قد نرى تجاهل تام اعلاميا ورسميا فيما يتعلق بها.
هناك امر مهم جدا، الأوروبيين حتى الآن لايقدرون ولا يحترمون انفنتينو ومازالوا يرونه انه مجرد سكرتير لا أكثر وحتى هذا المنصب مكانه هو أكبر من قدراته، لذلك دائما يقفون ضده في كل قراراته، نعم قاموا بالتصويت له في انتخابات الفيفا لأن باقي المرشحين غير اوروبيين ولا يدينون بالولاء لأوروبا هنا مربط الفرس ونقطة الرهان التي قد نراها في انتخابات ٢٠١٩.
اخيراً، فيما يتعلق بالمستثمرين حسب مصادر مختلفة بأنهم:
سوفت بنك
مستثمرين خليجيين
مستثمرين صينيين
مستثمرين أمريكيين